أبو رغال ينهض من قبره / م . عبدالكريم أبو زنيمه

أبو رغال ينهض من قبره

هذا الزمن الذي نعيشه لا يذكرنا إلا بزمن الجاهلية وكما يقال فإن التاريخ يعيد نفسه! فقبيل فجر الإسلام زحف أبرهة الأشرم صاحب الفيل لهدم الكعبة ليحول قبلة العرب إلى كنيسته التي بناها في اليمن ،وكان دليله إليها عبر طرق الصحراء رجل من ثمود أسمه ابو رغال ،وهذا الفعل الذي قام به أبو رغال كان ليس من عادات العرب وشيمهم ،ومنذ ذلك التاريخ أصبح أبو رغال رمزاً للخسة والخيانة وما زال قبره يرجم حتى يومنا هذا كما سترجم قبور ابنائه من بعده مستقبلاً !
ما أشبه يومنا هذا بذلك اليوم ! فها هم أبناء وحفدة ابي رغال يقومون بنفس الدور وأكثر ،أبو رغال كان دليلاً فقط أما أبناؤه وأحفاده فهم يتآمرون ويتواطئون ويمولون صاحب الفيل الجديد ترامب ومن قبله بوش الأب والابن لتدمير الأوطان العربية وقتل شعوبها وهدم معابدها ونهب ثرواتها ، وهل هي مصادفة أن يكون الفيل شعار الحزب الجمهوري الامريكي الذي ينتمي إليه ترامب ومن قبله بوش الأب والابن !
لقد صفقت وطبلت ومولت وشاركت ذرية أبي رغال في عدوان أصحاب الفيل عندما أحتل ودمّر العراق وكذلك فعلوا عندما هاجم صاحب الحمار ” أوباما- الحزب الديمقراطي” وها هم اليوم يرقصون فرحاً عندما شن العدوان الثلاثي بقيادة صاحب الفيل ترامب عدوانه على سوريا بإلحاح وتوسل وتمويل منهم عندما فشلوا وعجزوا وهزموا وأرهابهم في تحقيق مشروع إسرائيل الكبرى والهيمنة على الطاقة الواعدة في سوريا .
أليوم نقول لأبناء وورثة ابي رغال…خسئتم !أردتم إبادة الجيش العربي السوري وها هو على أعتاب تحقيق الانتصار التاريخي في حربه العالمية التي يخوضها هو وحلفاؤه ضد أعداء أمتنا وعروبتنا وديننا ، ها هي منظومة دفاعه الجوي التي وضعتموها على رأس أولوياتكم لتدميرها منذ بداية تآمركم عام 2011م تتصدى لأحدث تكنولوجيا الصواريخ الغربية-صواريخ حقدكم وخيانتكم- وتسقط ثلثيها وتردع استمرارهم في عدوانكم أنتم ! وهي بذات الوقت ترسم الخطوط الأولى لخارطة العالم الجديد متعدد الأقطاب ،ها هو شعبها الذي خططتم لتجهيله وقتله وتقسيمه مذاهب وطوائف يلتف حول جيشه وقيادته صفاً واحداً ، رئيسها الذي أردتم تقزيمه للسير في ركبكم ها هو يقف شامخاً كشموح جبل قاسيون محارباً ومتحديا لقوى البطش والبلطجة العالمية ،ها هو أصبح رمزاً عربياً وعالمياً للتحدي والتصدي لقوى الهيمنة الغربية الرأسمالية الاستعمارية ، ها هي جبهة المقاومة بكافة مكوناتها التي وصفتموها بالإرهاب تتوحد لدحر الغطرسة الصهيوأمريكية ومشاريعها في المنطقة ، ها هو الشعب الفلسطيني الذي تاجرتم بقضيته عبر التاريخ في سوق نخاستم وتآمركم وذلكم ينتفض ليسقط صفقة قرنكم المهينة وها أنتم تعملون كما عمل أبيكم من قبل أدلاء عند صاحب الفيل لتدمير مسرى محمد صلى الله عليه وسلم ليبنى مكانه هيكلاً يهودياً تحجون إليه .
نقول لكم اليوم يا أصحاب الفيل… بأن سورية وقوى التحرر العربية ستنتصر ولن تكون بأي شكل من الأشكال ومهما بلغت التضحيات بمستوى ذل وهوان مشيخاتكم ، ونقول بأن المسافة بعيدة وبعيدة جداً كبعد الثرى عن الثريا بين رمز الذل والخيانة وبين رمز الوطنية والشموخ.
aboznemah@yahoo,com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى