غريبان ……سليم البدور

هناك سأكتب غريبين يلتقيان في مقهى احدهما سخاء عاطفي ممزوج برائحه الحقول… وآخر ترف باذخ مصاحب لصخب المدينه كلاهما على موعد مع انثى يسأل بترفه وكيف يكون العشق وأنت بملامحك السمراء وتعبك المسال منك. يرد عليه هل لامست العرق المتصبب من فلاح عائد للتو من البيدر . هل ادرت السواقي وشكرتك الارض يوما. اتحسست وجع الشجره في خريف العمر وسترتها بعد تعريها ببسمه الحقول والمراعي. اتذوقت خبز الصاج في ساعه مبكره من الحلم . ليتك سرت بخطاك بين الحقول حين تحاكي الريح اوراق الشجر لتسمع ثرثرة عشق الطبيعه. هل فتحت الباب الموارب لكبرك وسرقت النظر على تعانق الاغصان برهةً وبرهة تتبادل القبل. يضحك عليه واي عشق تنتمي غير شقاء. اشتم عطري اسمه صارخ بالترف. اقترب من ملابسي الباهضه . وشكلي المنمق الذي سيستهوي انثاك حتما ارحل وخلّفها لي وعد لارضك يقهقه بخشونة الارض فيه انثاك ستلفظك بعد أن تخف وطأة عطرك وإن بادلتك عشقا لإكتظاظك بالنقود لا اكثر. وانثاي ابنة الحقول غير عابئة بما لديك. سمرتي التي استهزأت بها وشقائي هي حصيلة الارض التي تعفرت بها مرارا وانت عطرك كاذب ليطفئ رائحة ما تعفن فيك هل قرأت السياب ينشد للمطر ودرويش الذي مات حزنا على وطن. ونزار الذي فاح الياسمين الدمشقي منه وقلده لحبيبته طوقا لتسقطه ابنة العطر تحت اقدام الراقصين عهراً . ليتك جلست مثل جبران عصرا بين جفنات العنب أحملت وجع باقة الورد لحظة اغفاءة امل دنقل حتى ملايين الشهداء ماتوا لاجل ارض ووطن ورحلوا مخلفين عشيقاتهم على اسرة الانتظار ايعيد العطر ارضا ؟ أيستفز ارضا لتنبت اكثر ؟ ارحل واترك انثاي لي ارحل من مقهى متواضع لا تليق به ودعني وعشيقتي التي مرت بمحاذاة بيدر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى