“وهم” أننا الأفضل../ احمد حسن الزعبي

#مقال #الاحد 2-7-2023
“وهم” أننا الأفضل../ #احمد_حسن_الزعبي
أولى خطوات نفض الغبار عن الرُّكب والتفكير بالنهوض ،هو أن نتخلّص من وهم نعيشه منذ سنوات بأننا الأفضل ، عندما ندرك أن الأمم في سباق معرفي وسباق إداري واقتصادي ونهضوي علينا ان نتعوّذ من “المطمئنين” والمتكسّبين والرمّامين الذين يوهمون أصحاب القرار بأننا الأكثر فهماً وتعليماً وتقدّما علماً وثقافة ونظافة وبعد نظر..لا يوجد ترتيب ثابت ، ولا يوجد “شهادة” تبقى مسّجلة باسمك مدى الحياة مثل قوشان الأرض بأنك الأفضل أو الاكثر مدنية ..الأمم تتطور والشعوب تنهض..
في بداية السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ، كنا نساهم في نهضة الخليج تعليمياً وطبياً واقتصادياً ، الانسان الأردني كان ثروة بحد ذاته ، أينما حلّ يصنع فارقاً ويحيي المكان، من غير المعقول ان نتكىء على هذه الميّزة مدى الحياة ، لقد كنا في المقدّمة قبل خمسين عاماً لكن أين نحن الآن؟؟؟ هذا السؤال يجب ان يجيب علينا مسؤولونا ليعرفوا أين موقع الكفاءة الادارية المحلية من الكفاء الإدارية العربية؟؟…
السعودية وقطر والامارات تسبقنا بسنوات ضوئية عديدة بقطاع “الأتمتة” والحكومة الذكية والذكاء الاصطناعي وما زلنا نعتقد بأننا الأفضل أو نوهم أنفسنا بأننا الأفضل، انهم يحلّقون بعيداً بعيداً عنا ، رغم أن البذرة كانت بين أيدينا لكننا لم نحسن زراعتها ولا رعايتها، لدينا عقول بشرية رائعة ومميزة ، لكن لدينا عقول ادارية رديئة ومتحجرة ومتكسّبة لا تعرف ماذا يجري في العالم ولا حتى خارج حدود مكاتبها ، تفوز بكرسيها بعدد مرات تصفيقها للتراجع والخطأ والتزلّف والنفاق..يتولّى أمرنا غير مؤهلين ، يطردون بقرارتهم المؤهلين ،ليسعوا في مناكب الأرض..ويبدعوا بعيداً عن الوطن..
علينا أن نقيّم أنفسنا جيداً بعيداً عن الوهم والتعذر بضعف الامكانيات وبعيداً عن جلد الذات ايضاَ..ليس كل ما يتحقق بحاجة موازنات وأموال ،دائماً بحاجة الى أرادة وادارة حقيقية تحب الوطن وتغار عليه..وتريده أن يكون في طلائع المتقدّمين…
أغار على وطني.
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى