قرار مُجحف أم خاطئ؟ / إياس المطارنة

قرار مُجحف أم خاطئ من بلدية الكرك الكبرى بحق أصحاب معامل الطوب و مناشير الحجر ! ؟

إن من صفات القيادة أن تكون حكيمة ، فإن القرار الحكيم المدروس العواقب و النتائج حتماً يتقدم في المواطنين إلى الأمام ، و في الجانب الآخر إن لم تكن قرارات القيادة حكيمة فهي حتماً سترجع بالمواطنين خطوات إلى الوراء !

إن الناظر المتأمل في قرار بلدية الكرك الكبرى بنقل معامل الطوب و مناشير الحجر من حدود البلدية إلى منطقة اللجون التي تبعد عن مدينة الكرك ما يقارب ال 25 كيلو متر مربع يجد أن فيه من السلبيات و الظلم و الإجحاف بحق أصحاب المعامل و المواطنين ما يفوق بأضعافٍ مضاعفة الإيجابيّة الوحيدة لهذا القرار و هو الجانب البيئي فقط !

سنأتي في بادئ الأمر إلى الجانب البيئي في بلدية الكرك الكبرى ، حيثُ أننا نجده على غير ما يرُام ، حيثُ أننا نجدُ الكثير من التقصير من جانب البلدية في هذا الجانب ، حيثُ أننا نجد الحيوانات النافقة على جوانب الطُرق التي تحمل من الأمراض و التلوث ما تحمل و تبقى كما هي دون عملية إزالةٍ لها ، و النفايات المتناثرة هُنا و هناك و نفايات المنازل التي يلجأ المواطن في كثيرٍ من الأحيان إلى حرقها داخل البراميل و الحاويات ليتخلص من تراكمها بالقرب منه ، و كثير من التجاوزات البيئية ، و بالتالي هنالك أمور أخرى في الجانب البيئي أولى من عملية نقل تلك المعامل إلى منطقة بعيدة جداً عن مُتلقي هذه الخدمة و هو المواطن الذي سيضطر لدفع تكاليف زائدة كأجور نقل لهذه المواد من اللجون إلى المناطق السكنية !

مقالات ذات صلة

و الآن نأتي إلى الظُلم و الإجحاف الواقع على أصحاب هذه المعامل التي يُعيل أصحابها و العاملين فيها عائلاتهم ، حيثُ أن هذه القرار باتَ مُحارباً للقمة عيشهم ، لأن هذا القرار يشمل فقط المعامل التي تقع ضمن حدود بلدية الكرك الكبرى و لا يشمل المعامل الواقعة ضمن حدود البلديات الأخرى ، و نظراً لصغر جغرافية المناطق المأهولة في محافظة الكرك و التصاقها ببعضها رُبما يشمل قرار الترحيل معملاً و لا يشمل من معملاً آخراً يبعد عنه أمتاراً قليلة لأنه يقع ضمن حدود بلدية أخرى ! ، و هُنا الظلم بعينه ، حيثُ أن المواطن لن يقطع عشرات الكيلو مترات و يدفع تكاليف زائدة ليبتاع المواد التي تنتجها تلك المعامل و هو يجد بالقرب معملاً يُنتج ذات المواد و بالتالي يكون هذا القرار قد تسبّب بقطع رزق و خسارة أصحاب المعامل المشمولة بالقرار دون أدنى وجه حق ، فأين الحكمة التي تحدثنا عنها !؟

و الحديث يطول ن سلبيات هذا القرار التي حتماً لن تخفى على المُطلع على هذا القرار ، و من هذا المُنطلق نُناشد بلدية الكرك الكُبرى بالتراجع عن هذا القرار الذي رُبما جاء في لحظة غُيّبت عنه الحكمة و لكن في نفس الوقت إن أصرّت البلدية على تنفيذ هذا القرار فهنا حتماً تكون البلدية سبباً بخلق أزمة و مشكلة الوطن في غنى عنها لأن المواطن لا يقبل بأي شكل من الأشكال المساس بقوتِ عياله في وقتٍ نُعايش فيه وضعاً إقتصاديا و معيشياً صعباً .

و في النهاية آمل من كافة الجهات المختصة بما فيها وزارة البلديات و المحافظ بالتدخل لإنصاف أصحاب تلك المعامل و إنقاذ عائلات كثيرة من خطر هذا القرار .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اخي شكرا لك على هذا الاحساس العالي اتجاه الوطن والمواطن
    ولقد كان قرار الترحيل ظلما بعينه واننا اصحاب المعامل الطوب والحجر والرخام نشكي امرنا الى الله اولا ثم نرفع شكوانا الى قائد الوطن جااله الملك عبدالله الثاني لينصفنا ويوعز للجهات المعنيه بايقاف هذا الظالم
    واننا نتسائل هل وزاره البيئه في بلديه الكرك الكبرى فقط ام في كل المحافظه والاردن
    وللعلم ان المسافه من الكرك الى الموقع الجديد اللحون هو 25كم ذهابا و25 كم ايابا مما يزيد من المصاريف والاسعار لتغطيه النفقات حوالي 25% في الوقت الذي نعاني من فاتوره الطاقه ونطالب بتقليص النفقات
    وان هذا هو الظلم بعينه لانه وقع على فئه معينه وترك فئات اخرى وبنفس الوقت فانه ظلم لكل ابناء الكرك لانه من غير المنطق ان اقطع 50 كم لكي اشتري قطعه رخام او كميه من البلاط او الطوب علما بان هذه المعامل موجوده بين الناس في كافه ارجاء الوطن

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى