حبيبي يا رسول الله / جروان المعاني

حبيبي يا رسول الله

هذا الشعب الطيب، الموسوم بالصبر على البلاء، يكاد يخسر، لكنه وإن انحنى للعواصف كي تمر بسلام اخشى ايها السادة أن ينفجر بوجه كل من على رزقه تجبر، وان يتجاوز كل الخطوط الاخضر منها والاحمر.
لا ادري ما الذي تريده (الدولة) من مواطنيها، فاذا كانت تريد منه الولاء والانتماء فعليها ان تقدم له ما يصون كرامته ويستر عورته، وأن لا تحاسبه على كلمات يطلقها هنا او هناك معبرا فيها عن رفضه لسرقة حقوقه في ارضه ودينه .
في جلسة اعقدها كل اسبوع مع اطفالي أزيل فيها الحواجز كليا واسمح لهم ان يسألوني عن كل شيء ونراجع فيها كل تصرفاتنا صدمتني طفلتي الوسطى وهي رياضية حصلت على عدد من الميداليات لانجازاتها على مستوى المملكة، صدمتني بسؤال لماذا منعوا الرماثنه من رسم عبارة (حبيبي يا رسول الله)، احرجني السؤال حد تلعثمي بالاجابة وشعوري بالضعف امام اطفالي ووعدتها بالبحث عن الاجابة وان نعود للموضوع في الاسبوع القادم، وحين قرأت عن الموضوع وجدت ان الحجة ان اتحاد كرة القدم لا يسمح باستخدام العبارات الدينية في الملاعب، اي حمق هذا واي غباء..!!
لست من المتبحرين في الدين، ولا ممن يؤمنون بالتطرف باتجاه اي قضية سوى الكرامة للارض والانسان في كل مكان على هذه الارض، ومع ذلك فاني ارفض رفضا باتا هكذا تصرف اهوج، فاذا كنا نسمح بحمل صور الزعماء والفنانين والرياضيين تعبيرا عن حبنا لهم، كيف نمنع شبابنا من التعبير عن حبهم لرسول الله محمد، أو المسيح وموسى، او حتى لبوذا وكنفوشيوس.
ربما((USAID الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هي السبب؟ والتي باتت تحشر انفها في كل شيء بحجة تقديم المساعدات او ربما الغباء الممتزج بالخبث عند المسؤولين والذي تحدث عنه الدكتور عبدالرزاق بني هاني حين شخص حالة التعليم بكل صراحة وصدق، ثم اجبر على الاعتذار عن خطأ غير مقصود، لماذا لا يتحرك لكم جفن على تقرير ديوان المحاسبة وما يحمله من فضائح تتسبب بانهيار حكومات.
ان تجفيف المناهج من آيات القرآن الكريم وقبول وزارة الاوقاف للمساعدات من الوكالة الامريكية للتنمية، وكل توجيهات المعهد الديمقراطي الوطني والاشتراطات التي تقدم ادت الى رفع اسعار ملابس الاطفال وتخفيض ثمن ربطات العنق وسمحت للمتطاولين على ازدراء الانسان الاردني، واعادتني لدورة حضرتها قبل اعوام حول كيفية تدريس معركة حطين وتاريخ صلاح الدين، وكيف اتفق مندوب فلسطين ومصر والجزائر في الدورة، على ضرورة تغيير الصورة النمطية للحملات الصليبية على الشرق وعارضها مندوب الاردن بعد احتجاجي وارتفاع صوتي بل وتهديده بالفضيحة في حال قبوله وكذلك رفضها مندوب لبنان المسيحي المتنور.
ما ساومونا على قولٍ يُغيّرنا .. إنّا سُجِنّا لأنَّا لم نقُلْ كذباً
هذا البيت من الشعر للروائي والشاعر أيمن العتوم الموقوف بتهمة اهانة الشعور الديني، يظهر كم هي كاذبة حكومتنا حين تعاملنا كما يتعامل العالم مع قضية القدس بازدواجية معايير واستهتار واضح لعقولنا التي اخشى انها باتت تفهم الحقيقة وبأن وقت الانهيار قد اقترب بفعل السياسات الخبيثة التي يقودها اغبياء يريدون حشرنا في زاوية مكتوب عليها، اما الخنوع لمشيئة اسرائيل وبيع القدس او يحل بنا ما حل في سوريا وبقية البلدان . فيا ربي سلم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى