جماعة عايد السنكري(الحلقة الأخيرة) / د . ماجد الزبيدي

جماعة عايد السنكري (الحلقة الأخيرة) :الخناجر والبمبكشن والتنانير قادمة!

وصلت منطقة البطحاء بالرياض قادما من عمادة التسجيل بالجامعة بعد ان وقفت على حقيقةمصير زميلي بالجامعة سابقا اليمني “قايض”،وذهبت مسرعا لمطعم العم “قايد المنصور”اليمني المتخصص بالكبسة والبرياني!
ما إن جلست حتى حضر النادل اليماني بوزرته المخططة وقميصه ابو كم طويل فوقها ،سائلا:”إيش تآمر عمي”!
– اود ان أسالك عن العم قايد المنصور وين ايامه الآن؟
– مسح النادل دمعة سريعة من عينه اليمني وقال :تعيش أنت!..واردف:دعسه ولد سعودي طائش من دون رخصة قبل عام ونصف العام!! وأردف:أنت من اين ياعم؟شكلك يماني مُغترب!!
– قلت:نعم أنامن بلاد الشام لكن اصلي من مدينة زبيد ،وجدي الأول عمرو بن معد بن يكرب الزبيدي…
لم يمهلني النادل لمواصلة حديثي وصاح:انا ايضا من منطقة زبيد وإسمي صالح بن علي بن سعد بن عويد بن عاقل الزبيدي!
رددت بعفوية مثله:أنا كمان ماجد بن خالد بن توهان بن قاسم بن سليمان بن محمد بن ورور الزبيدي!و…..
هجم علي ولد عمي النادل صالح وأخذني بالأحضان مما جعل زملاءه من النادلين والزبائن يتجمهرون علينا !!ثم غادر ولد عمي المكان على عجل ليحضر جاط كبسة مثقف مع قطعة لحم حمراء وقنينة ميرندا !!!
أكلت وشبعت ،لكن ولد عمي صالح الزبيدي اليماني اقسم عشرين “يمينا”أن لاياخذ هللة واحدة من ثمن الطعام!!ثم اشهر خنجره وأقسم ليقطعن شريانه اليمين لو انني رفضت مرافقته لبيته والنوم في شقته مع ستة من ولاد عمه من محافظة زبيد باليمن يعملون في مهن مختلفة بالرياض ،لابد أن يتعرفوا على ولد عمهم الجديد-حسب رايه-!!
حاولت المستحيل مُتحججا أن مغادرة طائرتي غدا صباحا لكنه قال :تخرج للسفر من بيتي بكره!
في الطريق إلى البيت سألني النادل ولد عمي الجديد صالح :شو اللي خلاكم تهاجروا من وطنكم لبلاد الشام؟!
قلت له:لما خرب سد مأرب وإنهار بسبب قرض الجرذان له ،هاجر جدي الأول مع نساءه الأربعة ومواشيهم نحو بلاد الشام ،لكنه نسي في محافظة زبيد زوجته الخامسة المهجورة او التي طلقها لفظيا ،لأنها كانت عند اهلها في محافظة مأرب وقتها ،ثم تزوجت بعد سنتين من رجل آخر وأنجبت تسع اولاد واربع بنات هم عمومة جدي المباشر !!
بكى ولد عمي صالح رقيق القلب من قصة تشردنا من اليمن لبلاد الشام ،لكنني لم أكن أعلم أنه اخبر أقرباءه الست بامر مجيي معه وتعرفه علي لأجدهم يقفون امام الشقة بكامل هندامهم وإناقتهم تتوسطها خناجر تلمع على اسفل بطونهم ينتظرونني للترحيب بي على عادتهم ،لياخذوني بالأحضان معا ومرة واحدة حال وصولي إلى درجة أنه كاد ان يُغمى علي!!
دخلت معهم الشقة فإذا بصينتين واسعتين الأولى طعام برياني مع دجاج والثانية كبسة مع لحمه ومن حولهما قناني مشرويات غازية وخبز!!
رحب بي أولاد عمي اليمانيون وطاروا فرحا لما عرفوا مني أن أصلي من مدينة زبيد اليمانية وأنني أحمل بكالوريوس من الرياض فاقترحوا علي، جماعة أن اعود بعد إسبوعين كي أرافقهم لبلادهم تمهيدا للحصول على جنسية الوطن والترشح للنيابة في اليمن!
قال لي كبيرهم صالح:إن لم تعد بعد إسبوعين سنأتي إلى مرابعكم في لواء بني عبيد ،ونجتمع بكم في الديوان الجبلي ونحتكم للعقل والمنطق ونقنعكم أنكم منا ،وواجبكم العودة لوطنكم الأصلي!..
قاطعته:ولكن كلنا عرب وإن إختلفت ديارنا وعاداتنا ولباسنا!!
رد الجميع :لا ..لا ….إحنا بدنا “نتومس” بكم، لكن عليكم أن تعلموا أن لباسنا الموحد في محافظة زبيد هو الوزرة!!كالصحابة الأولين!!
لم اعلق على الرأي الأخير أمامهم لكنني ذهبت طويلا أتخيل مع نفسي كيف سيكون لباس الوزرة أو التنورة على “الداهيتين”من وجهائنا مثلا؟أو كيف سيلبس مجلس الديوان كله هذا اللباس في عز كوانين من دون لباسات داخلية مثلا؟! وماذا لو إحتد النقاش أثناء زيارة وفدنا اليمني على الشيخة والزعامة ،واصر الوفد القادم على أن يكون الشيخ منهم؟هل سيشهر الضيوف خناجرهم ونشهر نحن رشاشاتنا ؟وإذا دخل في منتصف فريقي “صفين” الداهيتان ومعهم أعضاء مجلس الديوان ليصلحوا بين الفريقين ،ماذا سيكون مصيرهم؟
قلت:يارب مايحصل الذي تخيلته !!لكن قلت لها ثانية:ياريت لو يتم ترك شبابيك الديوان الجامع للقبيلة من دون شبكات حماية؟!!فمن يدري ماذا ستكون عليه النتائج بعد الإفتتاح !؟؟فإذا كانت إرادة القدر قد انجت الشيخ الجليل ابو سيفين ومعه زعيم النادي بالقفز من الشبابيك التي كانت عارية فمن سينجيهم ومعهم هذه المرة الداهيتان :السعيد والباهي الفادي؟؟!
وعليه أتقدم انا العبد الفقير بإقتراح لرئاسة وأعضاء ديوان الجبل بضرورة ترك شباك من الغرب ومثله من الجنوب وآخر من الشمال كبوابات نجاة تحسبا للمرة القادمة!!ومن يقول عن ذلك مبالغة ولن تتكرر الفعلة الأولى ،فأين عقول هؤلاء لما أستخدمت الرشاشات والمفخخات في أعراسنا؟،تاليا؟!!
أما عن عودتي إلى اليمن بعد إسبوعين ،وتحسبا من مجيء قرايبي اليمانيين قررت أنا العبد الفقير وانا بكامل قواي العقلية ان أهجر المنطقة والإختباء في شقة في ركن منسي من العاصمة وبدء حياتي من جديد بعد عودة ربعي عن سابق عمد إلى عصر الجاهلية الأولى!!فمن يدري إذا ما إنتقلت للرفيق الأعلى بحجر صوان او طلقة بمبكشن او خنجر يماني ،في ضوء قرب إفتتاح ديوان الجبل !!؟؟وياعمي مليون جبان ولا الله يرحمه!! وافوض نيابة عني بالحضور ،وإستلام الوزرة /التنورة حقتي ،ولدي العم الداهيتين الوجيهين :السعيد والباهي الفادي!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى