حديث سواليف الرمضاني 18 : العفو عن الناس

العفو :هو أن تصفح عند المقدرة عمّن هفا وأخطأ ،وهو يزيل ما في القلوب من عداوة ،وبغضاء ويحفظ قدْرك بين الناس ويعوضك الله الأجر في الآخرة . يقول – صلى الله عليه وسلم – (ينادي منادٍ يومَ القيامةِ :ليقمْ مَن أجره على الله فليدخلْ الجنّة ) قال:ومَن ذا الذي أجرُه على الله ؟قال: (العافون عن الناس) فإذا كنت تريد أن تكون من هؤلاء الذين أجرهم على الله ،فاعفُ واصفحْ عمّن أساءَ إليكَ أو أخطأَ بحقِّك أو قصّر معك ،ألمْ يقلْ الله تعالى : (فمَن عفَا وأصلحَ فأجرُه على اللهِ) حلْمٌ وصبرٌ على مَن أخطأ بحقّك ،وعفو عمن ظلمك ،وإعطاء لمن حرمك العطاء ،وصلة لمن بادرك بالقطيعة ،أية أخلاق هذه أوصلت أصحابها إلى أعلى الدرجات يوم يقوم الأشهاد؟!. أقول هذا ونحن جميعًا نعيش موسم تجارة مع الله ،جرت العادة أن يلتقي فيه الأهل والإخوان ، والأحباب والأصحاب ، وأن تكثر فيه المناسبات واللقاءات التي تحتاج منا إلى أن نعمل بهدي سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم – الذي علّمنا وأرشدنا وحثنا على أن نعفو عن الآخرين ، وأن نُبادر بالصفح عن أخطائهم ، وأن نتجاوز عن تقصيرهم ، وأن نصطلح معهم ، ولاسيما أن الصلح خيرٌ ولا يأتي إلا بخير . يُروى أنّ أعرابيًا جِيء به إلى السلطانِ ليحاكمه على تهمةٍ فجاء وهو يقول :(هاؤم اقرءوا كتابيه)الحاقة19 فقيل له :يُقال هذا الكلام يوم القيامة..وليس اليوم. فقال:والله إنّ هذا اليومَ شرّ من يومِ القيامة ،ففي يوم القيامة يؤتى بحسناتي وسيئاتي ،أنتم اليوم جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي ! فإذا كنت أبا وأخطأ ابنك مرة ،فلا تنس كل حسناته ! وإن أخطأ صديقك بحقك مرة ،فلا تنس جميل صحبته وحسن عشرته. يقول ابن القيم – رحمه الله – :(يا ابن آدم إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو ،وإنك تحب أن يغفرها الله ،فإذا أردت أن يغفرها لك ،فاغفر أنت لعباده ،وإذا أحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده ) ولقد كان لسان حال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مع أعدائه : (من ضاق صدره عن مودتي ،وقصرت يده عن معونتي ،كان الله في عونه وتولى جميع شؤونه ،وإن كلّ مَن عاداني وبالغ في إيذائي لا كدّر الله صفو أوقاتِه ولا أراه مكروهًا في حياته).

ارشيف 2015

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى