صحيح…اللي استحوا ماتوا / جمال الدويري

صحيح…اللي استحوا ماتوا

وبعد ان انفض العيد, ونفض الأضحى والحج غبار الخطايا, عن ثياب المخطئين, وقد تركنا خلال الأيام والليالي المباركة, كبائر البعض, الذين يمتهنون الإعلام تجارة واسترزاقا وجنيا غير نظيف, على رف الصبر والعطوة الأخلاقية والانسانية الموقوتة, كان لا بد اليوم من العودة, الى اعلان القناة التلفزيونية الأردنية, الذي جانب كل سويّ ومعتاد, وقصف بالكيماوي المحرم, كل عقيدة مقدسة وفضيلة كريمة وموروث اخلاقي وطني محترم,
وصلني الاعلان من صديق, اعتذر سلفا الف مرة, على اضطراره لهذا البريد الملوِّث, لكل الحواس, وطالبا وجهة نظري الموضوعية, بهذا الكم من الخبائث, التي تقترب من ان تصبح روتينا عاديا لا يحرك أحدا, من جهات الرقابة ومقصاتها, التي تحولت للجم كلمة الحق, وخنق حريات الخائفين على الوطن, ومستقبل الأجيال والكيان الأردني.
لم اصدق, ان هذه الايحاءات الجنسية الرخيصة, ولكنها الصريحة والواضحة, ربما تكون يوما, مادة للنشر والاذاعة على اثيرنا, مقدمة لفيلم قادم لصالات عرضنا السينمائية, ليشلّ عرض الفضيلة والتحفظ والستر, لدى مجتمعنا الأردني المحافظ والمؤمن, ان شاء الله.
لا اريد المزيد من التصريح او التلميح, بخصوص هذه المادة الساقطة, سقوط من سمح وعرض وحذف واعتذر, من مسؤولي القناة المشار اليها, لأنني لا اريد ان اساهم راغبا او غير راغب, بالإعلان لهذا الانحدار السريع الى الثقب الأخلاقي والثقافي الأسود, من بعض من يمثلون زورا وبهتانا, اعلامنا وفضائياتنا.
قد نختلف مع منشور او رأي او وجهة نظر, لا تتسق مع مبدأ او فكر او مسألة ما, نقتنع شخصيا بها, وهذا صحّي ومقبول, ولكننا في هذا المجتمع الكريم الطيب, لا نختلف بالمطلق على رفض الرذيلة والدعوة الصريحة لها, والسطو بها على ذائقة المشاهدين من مختلف الأعمار والشرائح المجتمعية, وأن تكون مادة للتكسب وتغذية الحسابات والسحت الممجوج.
ودون ان نغتال شخصية او مؤسسة, قد يسارع البعض الى الدفاع عنها والاصطفاف الى نشاطها المشبوه هذا, او تتسابق المؤسسات الراصدة لنا, فإن الفضائية اياها, قد ارتكبت ببثها هذه المادة الاعلانية المخالفة لطبعنا وطبائعنا ومعتقدنا وأخلاقنا, ثم حذفها والاعتذار عنها, والوعد بالتحقيق الداخلي ومجازاة المتسبب, احدى كبيرتين: اما انها تسوّق للرذيلة وتبيعها بقيمة مردود الاعلان الرخيص, وتنشر الفسق والمجون, لغاية وهدف في نفس اصحابها او المسؤولين عنها, او انها قد اطلقت بذلك, بالون اختبار له اهدافه وغاياته الساقطة ايضا, وعلى مبدأ (شفتك باضحك عليك, وما شفتك راحت عليك), وربما قد حضروا نص الاعتذار, قبل مادة الاعلان الجنسي المشؤوم, وعلى اعتبار ما قد سيكون, والسلام.
وفي الحالتين, فلا بد من تدخل النائب العام والجهات الرقابية الرسمية, والتأكيد على القول: اللي استحوا ماتوا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى