حديث سواليف الرمضاني 21 : برِّ يَوْمٍ وَجُحُوُدُ دَهْرٍ(3)

سواليف – خاص – د. منتصر بركات الزعبي

هذا هو حقُّ الوالدَين في دِينِ اللهِ ، أمَّا أنْ يأتيَ الجاحدونَ ، فيجعلُوا يومًا ما أنزلَ اللهُ بهِ مِنْ سُلطانٍ ،يُسَكِّنُونَ بهِ ما بقِيَ عندَهم مِنْ فِطْرَةٍ بشريةٍ في نُفُوسِهِم ، لينخدِعَ بهِ بعضُ المُسلمِين ، ويقعَوا فريسةً للشعاراتِ البرَّاقةِ التي يطرحُهَا الغربُ الجاحِدُ ، ليَجْبُروا بها كَسْرَهُمْ ويُسَكِّنُوا بها آلامَهُمْ ، والتي تَحْجُبُنَا عنْ هَدْيِّ دِيْنِنَا ، وعَنْ الواقِعِ الأليمِ المناقِضِ للحقِيقَةِ . ومِنْ بَينِ هذهِ الشعاراتِ المطروحَةِ ما يِسَمَّى بِ [عِيدِ الأمِّ ] ، والذي يعتَقِدُ الكثيرُ معَ الأسفِ أنَّ [ الأمَّ ] في الغربِ تتربعُ على عرشٍ مِنَ لإكرامِ ، وتسْبِحُ في بَحْرٍ مِنَ الاحترامِ لا شُطْآنِ لهُ ،وتعيشُ بكاملِ حقُوقِهَا دونَ أيِّ مُنَغِصَاتٍ . غيرَ أنَّ الواقِعَ الذي يَعْرِفُهُ كلُّ مَنْ لَه أدْنَى مَعْرِفةٍ بالغربِ ، أنَّ الأمَّ هناكَ مسحوقَةُ الكرامَةِ ، فإذا ما تقدمَّ بِها العُمْرُ ، فإنَّها تعيشُ بقيَّة أيامِها فيما يًشبِهُ العزلَةَ الكامِلَةَ عَنِ المجتَمَعِ ، فليسَ بينَ الواحدةِ مِنْهُنَّ وبينَ الدُنيا إلَّا ضروراتِ الطعامِ والشَّرابِ ،وليسَ لها ما يُؤْنِسُهَا سوى كلبِها الوديعِ الصغيرِ ، تتسلَّى برعايتِهِ والاعتناءِ بِهِ .فإذا ازدادتْ وطأةُ الشيخوخَةِ عليْها ، كانَ عليْها أنْ تتحولَ مُكْرَهَةً مِنْ داَرِتها الصَّغِيرَةِ إلى إحدى دُورِ العَجَزَةِ ، تنتظرُ ساعةَ الرَّحِيلِ . وأمَّا أولادُها الأشاوسُ وأقارِبُهَا ، فلا يُتَوَقَعُ مِنهُم أكثرَ مِنْ إطلالاتٍ تقليديَّةٍ يَحمِلونَ إليْها طاقاتِ الورود .

ارشيف 2015

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى