فأدلى دلوه / احمد عياصرة

فأدلى دلوه
ظلت سورة يوسف كما أسلفت مدرسة نتعلم فيها ونتعظ منها ، ونسقط ما فيها من عبر وحكم وتبصره على حياتنا التي نعيش ، لا لتتلي آناء الليل وأطراف النهار بلا تفكر وتدبر .

تنتقل آلة التصوير لتوثيق المشهد القاسي والواقعة المريرة والخطب الجلل ، فقد نجح إخوته في إقناع أبيهم بأن يرسل اخاهم معهم ، وذهبوا به إلى مكان بعيد .

بعد التشاور فيما بينهم أجمعوا أمرهم ان يقتلوه ، إلى ان قال قائل منهم وأشار بأن يلقوه في الجب فهو – أي الأخ القائل – الخائن المترفق ، ففعلوا .

بعد تلك التشاورة المشينة جاء سيارة ونزلوا مقربة البئر قاصدين الراحة والماء ، فارسلوا واردهم فادلى دلوه ، فإذا بالدلو يمتلأ غلاما صار نبيا فيما بعد فكانت الرعاية الإلهية والرحمة الربانية ليوسف .

مقالات ذات صلة

أيها المتشاور لن أسألك مع من تشاورت ، وكيف تم التشاور ، ولا حتى متى ، ولكني سأسال عن الدلو والجب .

هل يصلح دلوك لجلب الماء ?، أحديد صدئ أم صلب ? ، من مادة متهالكة أم متماسكة ?! أمثقوب هو فلا نفع في إدلائه ? ، هل هو هش فإذا ما أدليت به تحطم ، أيها المتشاور عاين الدلو أولا .

بعد أن عاينت الدلو ، هل عندك جب ? ، هل تعلم عمقه ? ، هل فيه الحجارة والأفاعي والطفيليات والحشرات أم فيه ماء يشرب ? وهل يطول حبل الدلو لجلب الماء إن وجد ?! ، أيها المتشاور تفقد الجب ثانيا .

بعد التعاين والتفقد أن كانت الخيانة شيء لا بد منه فلا تقتلونا ، بل خونوا بترفق كما فعل أخو يوسف ، عسى أن يأتي الله بسيارة آخرين ينقذونا .

أيها المرشح عاين الدلو وتفقد الجب .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى