سبع عجاف / احمد عياصرة

سبع عجاف
سجن يوسف فدخل معه السجن فتيان ، فرأى أحدهما أنه يسقي ربه خمرا ، والآخر أن فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه ، فأفتى لهما ما رأوا بعد أن نصح ودعا .

نام الملك فتداخلت عليه الأحلام والرؤى ، فكانت سبع بقرات سمان يأكلهن مثلهن عجاف ، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ، فأصبح الملك وعرض ما رأى على ملأه وبطانته فما كان منهم الا ان قالوا أضغاث أحلام هربا من عجزهم وضعفهم .

فلما أتوا بيوسف وقص عليه ما رأى ، فأيقن عليه السلام بأنها المحنة ، وأخبرهم بالكارثة والمصيبة والقحط ، وأشار عليهم بالحل ، فاحتاطوا واعدوا ، فكانت النظرة الثاقبة والحنكة السياسة والحل الاقتصادي ، وسار بهم الى بر الأمان .

من اعتقد واهما أن ما سرد هو أضغاث أحلام فقد أخطأ ، وعليه بتفسير الاحلام لابن سيرين وغيرها من كتب الاضغاث ، فسيجد فيها ضالته ، وليقف في صفوف الملأ والبطانة الفاسدة .

مقالات ذات صلة

ومن اعتقد جازما بانها السبع العجاف بمحنها ومصائبها وقحطها ، واحتاط لها وأعد ، وأوجد الحلول الاقتصادية والتكتيكات السياسية والعسكرية والاجتماعية فقد أصاب وليقف جنبا الى جنب يوسف العزيز .

يحيط بأردننا العزيز أعجف البقرات ضراوة على الاطلاق ، وتطبق عليه أيبس السنبلات قحطا في العالم ، لكن للأسف يعتقد مسؤولونا لحد هذه اللحظة بأنها أضغاث أحلام ، فلم يحتاطوا منها ، ولم يعدوا لها .

أن يوضع شباب في مقتبل العشرينات بخبرة عسكرية لا تتجاوز الثلاث سنوات مع الحدود والسبع العجاف ، فنحن نعتقدها أضغاث أحلام .

أن تصل سيارة مفخخة من أيبس السنبلات إلى تجمع عسكري ، فتنفذ عملها الجبان بلا رادع ، فنحن نعتقدها أضغاث أحلام .

أن يرتفع خمسة شهداء وشعشة خيوط الصباح ، بلا سابق علم أو حتى رصد ، فنحن نعتقدها أضغاث أحلام .

أن تحكم علينا السبع العجاف خناقها ، وأن تطبق علينا السنبلات اليابسات بقحطها ، وتبدأ بالأكل فينا ، لاننا لم نعد لها سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا حتى عسكريا ، فنحن نعتقدها أضغاث أحلام .

نحتسب الذين ارتفعوا عند الله شهداء ، ونسأل الله لذويهم الصبر والسلوان .

أيها المسؤولون إنها سبع عجاف لا أضغاث أحلام ، فأعدوا لها .

أيها الملك استخلص لنفسك من اعتقدها سبعا عجافا .

#احمد_عياصرة
المملكة العربية السعودية
الخبر
!@#$%
22/06/2016

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى