انتخابات الكنيست وصفقة القرن / معاذ مهيدات

انتخابات الكنيست وصفقة القرن

تجري اليوم الثلاثاء انتخابات الكنيست الاسرائيلي لاختيار أعضائه، ويلتفت العالم أجمع لنتائج هذه الانتخابات ، كونها ستحدد ملامح صفقة القرن التي كثر الحديث عنها مؤخرا، والتي كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد وعد بها في بداية ولايته منذ عامين، وأشار كبير مستشاري البيت الأبيض كوشنر في مؤتمر وارسو الشرق الأوسط أن الولايات المتحدة ستطرح خطة سلام في الشرق الأوسط بعد الانتخابات الإسرائيلية، وسيتعين على الطرفين تقديم بعض التنازلات، و يخطط ترامب لوضع خطته التفصيلية للسلام بعد الانتخابات الإسرائيلية، ولكن قبل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، بغض النظر عمن يرأسها، وتأتي المخاوف العربية من إعادة انتخاب نتنياهو لولاية جديدة والذي يضمر حقد دفين للعرب والفلسطينيين.

ومن المتوقع بعد الانتخابات الإسرائيلية ، أن يتأهب الجانب الأمريكي للإعلان عن “صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، والبدء بالترويج لها، مابين 15-30 أبريل، والقيام بزيارة مكوكية للمنطقة.
والجديد في صفقة القرن أن الإدارة الأمريكية بعد نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وتشكيل الحكومة لن يكون لديها مبرر في تأجيل الإعلان عن الصفقة وعقدها، ومحاولة نشرها بصورة كبيرة، ويرفض الجانب الفلسطيني وبعض الدول العربية الصفقة قبل أن تبدأ، لكننا اعتدنا أن الإدارة الأمريكية تعلن مشروعاتها دون أن تضع في اعتباراتها المواقف الأخرى للدول العربية، على سبيل المثال إعلان أمريكا أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل دون أن يكون هناك موقفًا مقابل، كذلك قاموا بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدرس دون أن يكون هناك مناقشة أوطرح، فالقضية ليست في أن تحصل أمريكا على دعم أو موافقة من الجانب العربي أو الفلسطيني، لكنهم في الأمر الواقع ينفّذون استراتيجيات.
وإن صفقة القرن إذا لم تنجح فسيكون هناك بدائل ومسارات لصفقة القرن، وهي تنفيذها على الأرض دون الحصول على موافقة من أي طرف من الأطراف، من خلال بعض الإجراءات الإنفصالية مثل تعميق فكرة أن القدس عاصمة لإسرائيل من خلال إغلاق مناطق في القدس بصورة كاملة، أو يطردوا آلاف الأسر، وعمل استيطان أفقي في منطقة شرق القدس، فكل ذلك من إجراءات سياسة الأمر الواقع، وهم بالفعل يقوموا بذلك الآن من خلال إغلاق بعض المناطق في القدس، وطرد آلاف الأسرالمقدسية، ويطرحون مكانهم مدينة العاذرية، لذا ليس هناك نقاش حول ضرورة موافقة الجانب العربي، فالأمر ليس في موافقة الأطراف الأخرى لأنهم لديهم المسارات البديلة في حالة فشل الصفقة.
وفي حال استمرار نتانياهو فهذا معناه أنه لن يتغير شيء، أي أن المعادلة الداخلية في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة لن تؤثر على تنفيذ الصفقة أو تناولها أو الاقتراب منها، بالعكس ستستمر وسيكون هناك فرصة لتنفيذها لأن اليمين الإسرائيلي سيعجل بصورة أو بأخرى في تنفيذ الصفقة.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى