آيا صوفيا وتسييس الدين

آيا صوفيا وتسييس الدين
معاذ مهيدات

معاذ مهيدات_ أرى أن تحويل متحف آيا صوفيا لمسجد عبارة عن تسييس واضح للدين وأن الهدف سياسي ولاعلاقة له بالدين، وإطلاق دعايات إعلانية للخلافة العثمانية القديمة في المنطقة ورغبة في استعادتها، وأتمنى أن لايكون الهدف إثارة نعرة ضد مسيحيي المشرق، والذين وقفوا شوكة ضد النظام الصهيوني، الذين يبث النعرات العنصرية بين الحين والآخر.

وتسعى الحكومة التركية لإرضاء القاعدة الإنتخابية عير تحويل المتحف إلى مسجد باللعب على حبل السياسة والدين، ويتعلق الأمر بمدى مشروعية قرار اتخذ في عام 1934، بعد مرور عشرة أعوام على تأسيس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية العلمانية الحديثة، بتحويل المبنى الأثري إلى متحف.

يبدو أن هدفهم صرف الإنتباه عن الاقتصاد، والاستعداد للركود الثاني، وتوضحت دفة الدعم المتضائل الذي لا يزال يحظى به حزب الحرية والعدالة في استطلاعات الرأي، وتشير الدراسات إلى أن غالبية كبيرة من الأتراك يدعمون تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، لكن كثيرين يعتقدون أيضا أن الحكومة تستخدم هذه القضية لصرف الانتباه عن المشاكل الأكثر إلحاحا.

مقالات ذات صلة

وآيا صوفيا في الأصل كان كاتدرائية بنيت في القرن السادس الميلادي، وبقيت كذلك إلى أن دخل السلطان العثماني محمد الفاتح القسطنطينية عام 1453م، فحول تلك الكنيسة الأرثوذكسية إلى مسجد، وظل على وضعه كمسجد حتى عام 1934م، عندما تم تحويله إلى متحف، ثم تم اقتراح إعادة هذا المبنى الأثري المدرج إلى مسجد مرة أخرى، وأخذ الأمر مجراه في القضاء التركي.

والقاريء للتاريخ يجد أن الخليفة عمر بن الخطاب دخل القدس صلحا، فلم يحول كنيسة القيامة ولا غيرها إلى مساجد، التزاما ببنود الصلح، ونرى الناس منقسمين تأييدا لهذا القرار أو شجبا ومنهم من وصف اردوغان ب “حامي الدين”، في حين يرى البعض أنّ هذه الخطوة ما هي إلا “استعراض إعلامي”، ومحاولة للزجّ بالدين من أجل مكاسب سياسية.

لكن هل هذه الفعلة ستبرر للكيان الصهيوني مستقبلا تحويل المسجد الأقصى إلى معبد يهودي، لاحظت أن الكثيرين مبدعون بالتحليلات والتوقعات، لست اردوغانيا ولكنني أقول بأن الأولى أن نهتم بشؤوننا وإصلاح أحوالنا فهذا خير وأبقى من الاعتراض والتنظير، فلدينا مشاكل أجدر بالإهتمام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى