سهرة على السطح / د . عبدالله عامر البركات

سهرة على السطح
صحيح ان الفراغ ممل احياناً ومفسد احياناً اخرى. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبره نعمة وان من لا يقدرها مغبون. فقال صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون بهما كثير من الناس : الصحة والفراغ. وقال تعالى : فاذا فرغت فانصب. اي اشتغل بعبادة اخرى.
ولن اطيل شرح أوجه اشغال الفراغ المعروفة من الذكر والعبادة وقراءة القران وحفظه والمطالعة والأعمال التطوعية في خدمة المجتمع. وانما سأضيف مشاغل اخرى لا تخرج عن حد العبادة. وأمثل لذلك بما فعله غير المسلمين. والذي لو زينه الايمان بالله لكان من الصدقات الجارية العظمى.
فهل تعلم ان كل ما احتاجه العالم السويسري بياجيه ليضع نظرية التطور العقلي واللغوي عند الانسان هو طفليه. وان كل ما احتاجه عالم الحيوان لورنس لفهم سلوك الحيوان هو قطيع من البط وحوض من السمك. وان كل ما لزم العالم سكنر لوضع أسس نظرية سلوك الانسان والحيوان هي حمامة وقفص. وان كل ما لزم نيوتن لوضع قانون الجاذبية هي جولة في حديقة وان كل ما لزم جيلبرت ليكتشف الكهرباء التي تدير العالم هو مغناطيس وسلك نحاسي. وان كل ما لزم ارخميدس ليضع قانون الأجسام الطافية هو حمام بارد في يوم صيفي. وان كل ما لزم مورس لصنع جهازه المشهور هو حضوره محاضرة رأى الاعلان عنها وهو في طريقه لحاجة من حاجاته.
لن اطيل الحديث عنهم ولكني سأختم بأن كل ما لزم سيدنا ابراهيم ليكتشف ضلال قومه ويعرف خالقه هو سهرة على السطح….
فهل كان الفراغ بالنسبة لهولاء نعمةام نقمة. !

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى