“خطوتان وحقيبة للأديب السورري مهند مشعل”

سوزان الأجرودي

في رحلةِ الحياة ستجد الكثير من المفاجآت كقصة حُب ترقد على كتفِ قاسيون

من بلاد الرافدين(العراق) إلى بلاد الحبّ (استنطبول)

مقالات ذات صلة

روايةٌ واقعية لا تتجاوز ٢٠٠ صفحة تحاكي الحياة المعاصرة الّتي يتلقاها كلّ شخص مغترب عن وطنه الأمّ، ما أعجبني في هذه الرواية هو قلة شخصياتها حيث يستطيع القارئ التناغم مع عظمة كلّ شخصية على حدى، ولا سيما شخصية (روح) الّتي أضافت جمالًا خاصًّا للرواية من فرط رقتها .

ومن المثير للجمالية أنَّ الكاتب قد تفوّق على اللّغة بشكلٍ مذهل، ففي كلّ مشهدٍ كانت أنسام البلاغة تقطر شهدًا حلوًا صافيًّا، وكلّ فكرةٍ باتت طليقة الشعور على الورق لكنها في ذات الوقت حبيسة القلب الرقيق، هي اللمسة الشّاعرية ليس إلّا .

رواية من أعظم الروايات الّتي قرأتها في هذه السّنة، فكرة ولغة وحبكة، اليوم نجد القليل من الروايات الّتي تتميّز بالعناصر الثلاث الّتي قمت بذكرها، لكن “خطوتان وحقيبة” لم تتميّز فحسب بل تفوّقت في عصرها الحالي، وأكثر شيء تألقت به هو التَّفاصيل، التَّفاصيل الّتي أضافت للرواية سحرًا عذبًا، جعلت القارئ يعتقد نفسه أنه يقرأ رواية غربية تفيض بتفاصيل الزمان والمكان والأحداث، وقلّ ما أجد رواية شرقيّة بهذه التفاصيل العميقة، كانت مليئة بالشجون، ومفعمة بالألم، بدت كأنها لوحة فنية متكاملة، لوحة عشقٍ سرمديّ على أعقاب دمشق.

أمّا عن الصور البيانيّة فقد انسابت فيها كنهرٍ أشهى من العسل، في كلّ العبارات، صور تشير إلى أنّها نابعة من القلب إلى القلب، فكيف حال القارئ بعد الانتهاء؟!

في النهاية لا بدّ أن أشير إلى أمرٍ هام إن لم يكن الحبّ بهذه التضحية فلا يستحق يُسمى حُبًّا …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى