فتّة مشاعر/ كمال عفانه

فتّة مشاعر

سامح الله النساء .. يا اخي عليهن حركات غريبه .. مثلاً يوم امس كان يوماً مُشمسا فوق العاده في مثل هذه الاوقات من السنه .. ولا اعرف من اللذي اقنع زوجتي ان الطقس لا يُناسبه الا العدس لذا اسمحوا لي ان اسرد عليكم قصتي مع العدس ….
ارتأت حرمنا المصون ان تعاقبنا على ما امتعتنا به ظهر الجمعه من غداء شهي وكالمثل القائل كل نزله يقابلها طلعه .. واذا كانت النزله ضلعة خروف محشوه فهل يجب ان تكن الطلعه اللتي تقُابلها هي عقوبة العدس حيث اني لا اعرف كيف وسوس لها شيطان كتاب (أبله نظيره) الخاص بمطبخها واغواها واقنعها ان جو يوم امس المشمس لا تُناسبه إلاّ تلك الطبخه (الموكوسه) واللتي تجلب (وكسه) وسوء الطالع لكل من يتعاطاها اقصد من ناحيةٍ هضميه .. والشهاده لله ان زوجتي مبدعه في فتة العدس فهي بعد ان تَجهزها تقطع الزيتون والليمون والفجل و تُغطّي وجه الفته بالكامل ثم تُغرقها بزيت الزيتون فيغدو المنظر برمّته غير قابل للمقاومه .. جهزت الفتّه .. وكان توقيت تناولها هو اسوء ما في الموضوع .. بين صلاتي المغرب والعشاء وهذه الوجبه قد تُنهك من له معدةً سليمه فما بالكم بقولوني المهترئ اساساً .. ما علينا .. ضحكت على نفسي بأني سأتناول بعض لقيمات من مبدأ التذوق والمشاركه السطحيه ولكني توغّلت بالطبق الكبير او إنهُ ربما توغّل بي .. المهم ان هناك توغّلاً متبادلاً حصل بيننا وكأنه ثأر قديم .. اودى بي الى نتيجه كارثيه مثل نتيجة منتخبنا في تصفيات آسيا .. تبعها ليلةً صعبه جداً وأحلاماً مزعجه .. و لم اتمتّع بهدأة الكرى لربع ساعه متواصله دون ان تُذكّرني معدتي بما اقترفت من ذنوبٍ تجاهها وتنتقم مني شر إنتقام ..
ذكرني ذلك بالعديدين حولنا حيث أني أشبّه علاقتنا بهم كعلاقتي بفتة العدس الموكوسه .. تشتاق لهم مدة غيابهم عنك وعندما تراهم بأشكالهم الزاهيه و معسول كلامهم وتعبيرهم عن إشتياقهم اليك تشعر انك كنت الخاسر في البعد عنهم .. فتمارس توغُّلك معهم وبهم .. وكتناولك لفتة العدس .. لايكن التوغل طويلاً .. ولكن تشعر ان توغّلك بهم ترك أثراً منع عنك نومك الهادئ والأحلام السعيده .. لذا تلعن سنسفيل نفسك انك اطلقت العنان لمشاعرك بأن تُمارس عليك تلك المشاعر دور القياده لتصبح ضعيفاً امام إغراءها فتندم في وقت قد فات فيه موعد الندم … فلا تقل بينك وبين نفسك إلاّ تلك العباره اللتي يقولها المهزومون كإعتراف بالهزيمه ولكنه إعتراف مغلّف بالفخر الكاذب .. وهي لا يقع الا الشاطر
وسلامتكو من الشطاره الكاذبه
وختاماً اعتذر عن المقارنه بين فتة العدس اللتي هي من نعم الله .. وبين اولئك اللذين هم النقيض للنعم الربانيّه من البشر اللذين هم نقمة حياتنا .. وهنا لا بد لي من اختم بقول المتنبي
ُومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى
عَدُوّاً لَهُ ما من صَداقَتِهِ بُدُّ
ودمتم… » ↓
Kamalafaneh@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى