ي ـ ي ـ ي / كمال عفانه

استشاط عمدة المدينه من كثرة الفئران في مدينته … امر فوراً بإنعقاد مجلس المدينه .. سألهم عن علاج عاجل لهذه الكارثه البيئيه … فلم يتلقى منهم إجابةً تشفي غليله .. دخل المراسل حاملاً اكواب المشروبات وسمع إمتعاظ المسؤول وشكواه… قال له يا سيدي …انا عندي حل ..قال المسؤول ايدي في حزامك …!
اي هو انت كاين عندك وبعدك مخروس …؟
هات تا نشوف يا ابو العريف …وهنا اخذ الرجل المسن يروي قصة المدينه المجاوره لهم وكيف انهم استأجروا قطاً رائعاً .. جمع اصدقاءه واقاربه من بني القطط …. وما هي الا اسبوعين حتى إنقطع دابر كل الفئران حتى الارانب راحت في المعيه … انفرجت اسارير الأعضاء …هللوا ورحبوا .. وقالو غداً تُحضر لنا القط .. هنا صاح كبيرهم قائلا ليش نستنّى لبكره .. ؟!
طُق الحديد و هو حامي …أُعطيت الأوامر للسائقين .. تحرّكت ارتال الدفع الرباعي في عدة مواكب قاصدين بيت القط المغوار … بدايةً خاف صاحبه واندهش .. ولكنه عندما كشف مكنون ومسبّبات الزياره جلس ومد ساقيه وراح يضع شروطه التعجيزيه بين اجره وإشتراط العنايه الفائقه وجودة المأكل والمشرب له و.للقط ولم يجد القوم من يرفع رأسه بالنفي .. بل كلهم بالإجماع موافقون …. نقدوه.الأجر و اصطحبوا صيدهم الثمين وبعضاً من اركان مساعديه من القطط وسط فرحةٍ عارمه .. وعندما دخلوا حدود المدينه نصحهم صاحب القط ان يُطلقوا القط وأعوانه ليتفقدّوا ويتعرّفوا على تضاريس المدينه وفئرانها …ما هي الا ثلاثة أيام حتي بدات الفئران بالتلاشي المُلفت للإنتباه .. عمّت الافراح والليالي الملاح ارجاء المدينه .. و عمّت تظاهرات ومظاهر الفرح شوارعها .. الكل يهتف باسم العمده ومجلس المدينه .. رابع يوم همس احدهم في اذن كبيرهم .. ليش يا سيدي إحنا نتسأجر البس إستئجار .. ؟! .. ما نعطي منعول الوالدين صاحبو شوية قروش ونشتريه ..
ونصير اصحابو واحنا اللي نأجرو ونجوّزه مشان يخلّف خلفه كويسه نتنفّع من وراها وتساعدنا لقُدّام .. إبتهج العمده للفكره .. أَحضروا صاحب القط .. اعطوه إغراءات ماديه عالية الارقام لترغيب وإتمام البيع …وافق متظاهراً بعدم الرضى.. قبض و انسحب .. امر العمده بالعنايه الفائقه للقط .. من مسكنٍ ومأكلٍ ومشرب وتأمين على صحته من الدرجه الاولى وتم استدراج عروض لإنتقاء عروس له .. وتمَّ تعيين طبيب وخدم للقط وعروسه .. غطس حبيبنا القط وعروسه المصون في شهر عسلٍ مطوّل ولا اروع .. عادت الفئران تسرح وتمرح في الشوارع ..
حتى انها تجرّات و.راحت تتمخًر عبر غرفة نوم القط وتتحرّش بعروسه لا بل(غرقت) المدينه بالقطط … و عريسنا يغطّ في شخيره .. سألوا الخدم و الطبيب .. لم يكن هناك عن خيبة القط من مجيب .. بعد يأسٍ قرروا إستدعاء صاحب القط للإستفسار عن ما جرى له .. أحضروه على جناح السرعه .. شرحوا له الوضع وافهموه انه لا ينقصه شئ ولكن المدينه غرقت بالفئران مُجدداً… جلس …اشعل سبجاره والكل بانتطار حديثه … مرةً واحده إنطلق بالحديث قائلاً .. صحيح انكوا اغبياء وما بتفهموا .. هسه انتو بدكوا إيّاه بعد كل هالعز والنغنغه يرجع يلقّط فيران ويلغمط ثمو بدمهن الزفر .. لا خيوه .. منكو و ورا … زماااان كان البس قطاع خاص وتحت مراقبتي الشخصانيه .. هسّعيات صار موظف دوله و مستشار لشؤون الفيران وما حدا بيحاسبو ولا براقبو ولا حدا بيقدر يجبرو يفكّر يُهجَملو على فار ولا حتى ع ناموسه .. يعني البس صار (ي.ي.ي.)
سألوه شو يعني ي ي ي …؟! .. قالهم يعني يدوب يقدر يقوم بالعروسه … قال قوله ثُمَّ تركهم فاغري الأفواه يضربون أخماسهم بسادوسه .. و انسحب ..
ومن يومها لليوم والبلد غرقانه .. قصدي غرقانه بالفيران … لا تجيبوا ل(عقولنا) الدوَر … فوق ما هي مدوووره ..
ربي يسعد قلوبكوا …
Kamalafaneh@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى