الفقر والبطالة إلى متى ؟ / باجس القبيلات

الفقر والبطالة إلى متى ؟

كتب الفيلسوف الفرنسي رولان بارت “فإذا كانت صيدلية بيتنا تفضح للآخرين أمراضنا، فإن مكتبتنا قد تقول لهم أكثر مما نريد أن يعرفوه عنا”، وفي مقالتي هذه كتبت أن بعضا من حالات الانتحار المتعددة التي وقعت في البلد في الأعوام الأخيرة، وجرائم القتل المتكررة، كشفت عن شعب حزين ومثقل بالهموم جراء الخيبات والانتكاسات التي دفعت ببعض الشباب المحبطين والعاطلين عن العمل، الذين عانوا من الإهمال طويلا، إلى محاولة إنهاء حياتهم بأيديهم للهروب من بؤسهم، إما بإطلاق العيارات النارية، أوبالشنق، أو بالحرق .

أما العنصر الثاني لموضوع المقالة(جرائم القتل)، فكان الجناة على النقيض من أولئك الشباب البائسين المتهورين، فقد كان واقعهم المرير المليء بالفقر والبطالة والفراغ يقودهم إلى المعاصي والعنف، حتى إن البشاعة بلغت بهم حد قتل الأب لأبنائه، وقتل الأخ لشقيقه، وقتل الأزواج والزوجات بعضهم بعضا، والمدهش في الأمر ليس فقط في دوافع جرائمهم ولكن في أسلوب تنفيذها، الذي أظهر بجلاء بشاعة الجناة، خصوصا عندما يكون الضحايا أطفالا صغارا، الأمر الذي أعطى انطباعا سلبيا عن أنفسهم وعن مجتمعنا الذي فقد الشعور بالأمان .

تلك المآسي الدامية تعاظم شأنها بسرعة كبيرة في الآونة الأخيرة، فالانتحار أصبح هو الملاذ المألوف الذي يلجأ إليه أمثال هؤلاء الشباب عندما يحرقهم نفاد الصبر، لا يجدون إلا قتل أنفسهم، والجناة اتخذوا الأرواح البريئة وسيلة لإحياء آمالهم في العيش بحياة كريمة، للخروج من فقرهم وبؤسهم وفراغهم الذي هوى بهم إلى هذه الحالة من التردي، التي تصبح الفوضى فيها أمرا مفروضا يكف المرء عن مقاومته، وينتهي بهم الأمر إلى الحاجة المريرة التي دفعتهم إلى السلب والنهب عن طريق الترويع والقتل .

مقالات ذات صلة

في ختام مقالي، يجدر القول إن البلد مواردها شحيحة وتعاني من أزمة مالية خانقة بفعل الفاسدين، والقضاء على الفقر والبطالة يحتاج إلى المزيد من الوقت، لذلك يفترض أن يدرك أولئك الضعفاء الذين أنهوا حياتهم بقساوة بالغة، أن الرجولة هي التي تؤمن إيمانا مطلقا بأنها وجدت في هذا العالم لتعطي، وتبني، لا لتنهزم من الواقع وتلجأ إلى الموت، وأن يعي الألى الطغاة أن إسلامنا هو منهج الحياة، الذي دعا إلى الأخلاق النبيلة بين الناس على اختلاف درجاتهم ومكانتهم الاجتماعية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى