ذاكرة الخبز / باجس القبيلات

ذاكرة الخبز

أحياناً تمر علينا لحظات سيئة لا نرغب في تذكرها، لكننا نفاجأ على فترات أنها مازالت محفورة في أذهاننا بكافة تفاصيلها، يحدث هذا إذا رأينا صورة ما أو سمعنا صوتاً مرتبطاً بتلك اللحظات، لهذا اكتشف الخبراء في دراسة حديثة، أنه يمكن مسح ذكريات محددة من الدماغ، وترك الذكريات الأخرى سليمة، وأن الخلايا العصبية التي ترمز إلى ذكريات الخوف أو التهديد هي موجودة في جزء واحد من الدماغ فقط، ووجد الفريق أن هذه التقنية يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية ناجمة عن مشاكل اجتماعية ومالية بالقدرة على النسيان .

ولكنني على ثقة تامة بأن هذه الدراسة لن تضيف شيئا إلى الأردنيين الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة منذ سنوات وما زالت تؤثر عليهم ومتوقع أن تمتد بهم للأعوام المقبلة، بخاصة أن معاناتهم في تصاعد مستمر وعواصف التفكير تزأر في رؤوسهم ليلا ونهارا، لدرجة أصبح فيها خوفهم من الحياة أكثر من خوفهم من الموت، ولعل اليوم الذي شهد إقرار مجلس النواب لمشروع قانون الموازنة لهذا العام، والمرسل له من الحكومة، والمتضمن إلغاء الدعم عن الخبز، ورفع نسبة ضريبة المبيعات على أغلب السلع، سيكون من الذكريات المؤلمة في حياة الأردنيين التي لا يمكن نسيانها إلا حين يهدأ البال ويطمئن الخاطر وتصبح  المآسي التي يعاني منها المواطنيين في بلادي ضربا من الخيال .

 لذلك لابد لنا _ شعبا وحكومة _ أن نفكر وأن نتأمل وأن نحاسب أنفسنا لنستطيع أن نفهم، أو نحاول فهم ما يجري في مجتمعنا حتى نتلاشى هذه الظروف السيئة التي تعصف بالبلاد المليئة بالطاقات البشرية الكفؤة والمؤهلة القادرة على الإنجاز والتفوق وتستطيع أن تتخطى جميع التحديات والصعاب وحفر اسمها عربيا وإقليميا وعالميا والعديد من الدول النائية التي نهضت وازدهرت اقتصاديا .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى