عن ظهر #فقر
#يوسف_غيشان
بين حين وآخر تصدر جمعية حماية الطبيعة، للصيادين الهواة، تراخيص بالقتل و(تقويس) الكائنات البرية او صيدها، مرة عصفور التين، وأخرى الشنانير، واحيانا الاسماك والقطا وغيرها.
اعجبني عصفور التين الذي وجد له مكانا في المثل الشعبي الاردني، اذ حينما يرغبون في وصف كائن دائم الشكوى والتذمر يقولون انه مثل ( #عصفور_التين …بوكل وبنين)… عصفور يجيد الأكل والشكوى والأنين حتى يكثر لحمه وتنتفخ اوداجه ويتكاثر، فتسمح جمعية حماية الطبيعة باصطياده خلال ، فلا تعترض هيئة الامم المتحدة ولا مجلس الأمن، ولا دول التحالف.
#شجرة_التين بالمناسبة تختلف عن الاشجار الأخرى في ان ثمرها يظهر ويبرعم قبل الورق، واذا ظهر الورق قبل الثمر فإن الفلاح إما أن يتجاهلها أو يقطعها لأن الورق المبكر يعني أنها لن تثمر في ذلك العام.
نحن جميعا شعبا واحزابا ونقابات مثل اشجار التين يبدأون باقتناص ثمارنا قبل ان يورق شجرنا. اذ يجبون من آبائنا- ربما قبل زواجهم حتى – رسوما جامعية على كل معاملة صغيرة – حتى لو كانت طلب كمّن قرش من صندوق المعونة-، والغريب انه لما نكبر فإننا لا نستطيع دخول الجامعة، واذا دخلناها ندفع الآلاف، بينما يأكلون ثمار آبائنا واجدادنا ولا يتركون لنا حتى الاوراق…..لستر العري على الأقل!!
هذا مجرد مثل ساذج، فهم يمتصون الجميع من الولادة حتى استصدار شهادة الوفاة لا بل بعدها ايضا برسوم استصدار شهادة الوفاة وأمر الدفن ورسوم الدفن.. ولا داعي للتفاصيل فأنتم تحفظونها عن ظهر فقر.
عصفور التين وزملاؤه هناك جمعية وطنية تحميه وتسمح بقتله، فقط، في اوقات محددة، اما نحن فإنهم يقتنصوننا في كل زمان ومكان… لاننا – ببساطة- مشاع!!