#عمر_الخيام و #حفنة_وزراء
#بسام_الياسين
كما ينبغي صنع ” قبقاب ” بشكل جيد،يجب ان تكون الكتابة بشكل جيد.كتبي مفرقعات صغيرة وقنابل متفجرة.هكذا قال الفيلسوف ميشيل فوكو عن كتبه.يعني ان الكتابة،ان لم تكن متفجرة فهي تافه. فالعيب ليس بالقلم بل بحامله،كما المحبرة، ان لم تكن نقية من كل شائبة،فهي مبولة ومكرهة صحية.”نون والقلم وما يسطرون”. هذه النون طاهرة مطهرة،جاءت من تحت عرش الله،على اجنحة جبريل الوضاءة. يا هذا،انت في حضرة الكلمة،ان لم تكن بحجمها،فاخرج من دائرتها،لانك غير جدير بها.تحسس ما حولك، بمجساتك الحساسة وقرون استشعارك الدقيقة.بعدها،استفتِ قلبك. امامك طريقان :ـ اما ان تسلك سلوك الانقياء،والا تكن من الملعونين.
لا تخف،فالخوف صناعتك.وهم من نسج خيالك.اكسر خوفك،تتحطم قيودك الداخلية وتربح نفسك.حينئذِ،يغمرك النور حتى في اشد ساعات العتمة. تَذكر ظلمات نبيك يونس الثلاث،فتشعر انك بافضل نعمة.لا تصمت خوفا على رزقك. ” وفي السماء رزقكم وما توعدون ، فورب السماء انه لحق مثل مل انكم تنطقون “.
لا تكن كالديك الذي هدده صاحبه بالذبح ،ان ايقظ الناس من سباتهم،ليكونوا في حضرة الله ومع انفسهم.فاعتزل آذان الفجر، واحترف النقيق كالدجاج إذعاناً لأوامر سيده، ليسلم بريشه،لكنه لم يسلم،لانه تنازل عن حقه،فطلب منه المزيد….ان يبيض.و لاتكن كلباً يصطاد لغيره ثم يحشره بقفص ان انتهت مهمته ويرمي له بعظمة.قدوتك الكاتب المبدع ابن المقفع. حقد عليه والي البصرة،فكاد له،ونسج له فرية.،فامر رجاله بتقطيع اطرافه ورميها في النار حتى هلك.عقب الواقعة قال لنا التاريخ :ـ ان الوالي القاتل، ذهب الى مزبلة مهجورة،وبقيت مخطوطات ابن المقفع منارة ادبية،وتراثاً حياً.
من اعظم منك،وقد شرفك الله بنك خليفته على الارض ؟!.منحك الثقة واسلمك مفاتيح اعمارها ؟!. فاحترم نفسك. لتكن كاتباً محترماً،عليك الاعتكاف في غار الابجدية،والاصغاء لاوجاع الناس والاحساس بجوعهم.عندئذٍ، تُسّبح الحروف على شفاهك ندية طرية،و تنبجس ينابيع اللغة من مفاصل اصابعك. اخرج على الناس شاهراً قلمك لتكن لسان صدق وصوت حق،رافعاً راية حبك لوطنك.العن المنافقين المتكسبين على ظهرك.لا تغرنك قمصانهم المُنشاة،وربطاتهم الزاهية .اعلن غضبك عليهم،وبغضك لهم سراً وعلانية.
هؤلاء مهرجون العصر،لا ينقصهم سوى خيمة سيرك. سراويلهم ابتداءً مبرقعة،وجوههم مُّقنعة لانها غير مُقْنِعة. حقيقة امرهم ،زرع ثقافة الخضوع والخنوع في اذهان العامة،اعتماد قاعدة ليس بالامكان ابدع مما كان.افكارهم سلبية مدمرة، لقتل روح العنفوان عند الناس كافة. .من هنا كانوا اخطر الناس على الامة،لذا نبرأ الى منهم.
..
الشيخ المهيب جمال الدين الافغاني، دفع ضريبة قلمه، فهام على وجهه،وحط رحاله في فرنسا صائحاً : ـ اليس من ركن واحد في ديار الاسلام،اعيش فيه بمنجاة من الاستبداد ؟!. بدورنا نقول :ـ لماذا تُفتح السجون لاهل الرأي وتُغتال الاقلام.
عبقري الكلمة والحكمة،عمر الخيام، قال ذات نقاش لاحد الوزراء اتهمه بتخريب العقول :ـ معالي الوزير، امثالي لا يجود الزمان بحفنة منهم، في حين يمكن تبديل خمسة وزراء من امثالك في عام واحد”. لذلك سيبقى العرب ايتام العصر،وخارج الزمان،طالما ظلت الانظمة تستيدل المبدعين بالحواة .