النخب وراء هزائم العرب

#النخب وراء #هزائم_العرب

#بسام_الياسين

بعين المستريب الخائف،انظر للخارطة العربية.اوطان محتلة بقواعد اجنبية ومحكومة بمديونية ثقيلة. امة لا غيرها على وجه البسيطة تعود الى وراء الوراء.دول منقسمة على ذاتها، #حروب بينية معلنة وسرية،افرزت من #اللاجئين ما يُغطي وجه الكرة الارضية.وبطالة تنهش الشباب الذين ضاقت بهم المقاهي والارصفة.فوق كل هذا، العصا الغليظة فوق الرؤوس،سفارات تدس انفها في كل صغيرة وكبيرة،إملاءات #صندوق_النقد تنتقص السيادة وتفرض شروطها صُناع القرار.من يُنكر و يكابر، كذاب اشر. على المقلب الجواني،قلة قليلة تتحكم بالكثرة الكاثرة،فيما #غزة معجزة القرن، رفعت الغطاء.فخّيبت الظن بالانظمة والشعوب معاً.

بلادنا محشورة بين مزدوجين ( #الاحتلال و #الانحلال )،واذا استمر الحال على المنوال،فلا محال، اننا سائرون الى اضمحلال .الجغرافيا تتآكل والدولة العربية تتجزأ اكثر فاكثر. العلاقات البينية بين الافراد ممزقة بينما التوازنات الاجتماعية مختلة. شرخ الفوراق الاجتماعية يزداد اتساعاً.الاكثر سطوعاً في المشهد،ان الساسة ذوي القبات المنشاة والربطات الانيقة،لو دققت النظر فيهم،تجدهم يعانون اضطرابات شخصية وتناقضات سلوكية ، لا تحتاج تحليل فرويد في علم النفس ولا عبقرية، ابن خلدون في علم الاجتماع.هنا حفرة السقوط. فلا قيمة لشخصية مهما ارتقت اذا انعدمت فيها روح الجماعة والاحساس باوجاع العامة .

لا خلاص لنا، الا بتحرير العقل،ترميم الشخصية،رسم خطة تربوية تعليمية ثورية، على اسس جديدة، بقيادة نخب مشهودة بالغيرية، والتفاني في الاصلاح ،بعيداً عن جشع الانا المتورمة ، ففي العقل منطقة مخيفة مخفية،ان لم تسيطر عليها للجم الشهوات وشكم غريزة التملك وحب الظهور ،فالكارثة محققة.كذلك في القلب نكتة سوداء، اذا اتسعت ،ولم يعد صاحبها للصواب ،فلاطريق الى جهنم سالكة.

ليس المطلوب، ان تحمل سيف علي، ولا رمح خالد، ولا ان تكون في حكمة سلمان الفارسي ولا نقاء ابا ذر الغفاري بل ان تكون متصالحاً مع ربك و صادقاً مع نفسك.اي قل الحق والا فاصمت.الاعتراض على الفساد والاستبداد حقك ،اما المجاملة والمدارة نفاق صريح وتضليل بواح.فالله، لم يطلب منا ان نكون ملائكة انما بشر اسوياء، نقول الحق ولا نفتري عليه كذباً.
سؤالنا المركزي،هل النظام العربي،يعزز قيمة الانسان ام يحبطه ويجعله يندم على ساعة ولادته ؟!.عصرنا،يحتكره المستقبليون، اما المتخلفون الذين يشيدون السدود امام المشاركة الشعبية،الحداثة، التعبير عن الراي ،هم خارج التاريخ والجغرافيا.فالزمن يتدفق بسرعة للامام كسيل جارف،ولا يقتصر ـ اي الزمن ـ على الوقت، بل يتعداه الى انشطة الافراد والمجتمع للابداع ،الاختراع،الانجاز .فاين نحن من كل هذا ام اننا في تراجع مادي،معرفي،قيمي ؟!.

ما يوجع القلب سعة التحولات في الحياة الانسانية،وتطور العلوم وتنوعها في شتى المجالات،ونحن ما زلنا نرواح مكاننا،مثل ثيران السواقي معصوبة العيون،تدور حول نفسها،واهمة انها تسير للامام.ما يوجع القلب اكثر، ان النخب هي التي خدعت الامة وعصبت عيونها كي لا ترى طريقها وتعرف مستقبلها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى