منذ أسبوع قرأت خبرا مفاده أن الحكومة- مشكورة – قامت بتخفيض الضريبة على الجبنة المطبوخة من 16 إلى 4 بالمائة !
طبعا لم يغفل معالي وزير المالية عن التأكيد ” أن هذا التخفيض جاء كون هذه الاصناف من الاجبان تعتبر من الاصناف المفضلة لدى شريحة كبيرة من المواطنين”.
“ول على قلبي أنا”
احتجت أسبوعا كاملا لكتابة هذا المقال ريثما شفيت من نوبة الضحك الهستيرية التي ألمت بي عندي قراءتي للخبر.
وما زلت بانتظار تصريح من وزير الصحة حول “عدد الشهداء” الذين سقطوا جراء انفجار المعدة الناتج من حالات ضحك هستيرية مشابهة.
أسلوب الحكومة الجديد يشابه الاسلوب المتبع في تعليم الطفل الرضيع التفريق بين النافع و الضار .
فالطفل حينما يبدأ بزج كل ما يلتقطه في فمه ، تسارع الأم لترشد الطفل إلى الصنف النافع عبر تأكيدها بأنه “نمّة” .
و حينما يلتقط شيئا ضارا سرعان ما تسحبه من يده ملحقة ذلك بكلمة “كخة” .
الحكومة بدورهاتوجهنا إلى الاقبال على استهلاك الجبنة باعتبارها “نمة” .
بينما قامت برفع أسعار البنزين ب “أوكتانيه” باعتباره “كخة” .
الفرق بين الحالتين أن الأم تفعل ذلك لتصحيح مفاهيم طفلها بينما الحكومة تقوم بذلك للتشويش على المواطن و خلط المفاهيم في رأسه .
ما فعله هذا القرار هو أنه أضاف مفردة “الجبنة”لقائمة الكلمات التي يهذي بها المواطن يوميا من قبيل : ربيع عربي ، إصلاح ، صوت واحد ، مجلس ، فساد، فوسفاد ، أوكتان …..
اقترح على الحكومة اضافة دعم عاجل للبطيخ حتى يتلذذ المواطن بتناول “بطيخ وادي عربة” مع الجبنة .
“حبيتها لطبخة الجبنة المعفنة”
ملاحظة: كلمة المعفنة لا تنطلي على اي إساءة أو تجريح بحق “جناب الجبنة” ف ” العفن” في مقام الجبنة مدح .
السلام عليكم
aijarrah@yahoo.com
