من هي إشراف شبيل زوجة الرئيس التونسي الجديد؟

سواليف
أسرت قلوب التونسيين، وأشاد بها عشرات النشطاء والناشطات العربيات، بعدما قدّمت حبّها لبلاده تونس على حبّها لذاتها، ودعمت زوجها في الوصول إلى قصر قرطاج.

موضوع هذا التقرير هو السيدة إشراف شبيل، حرم الرئيس التونسي المنتخب حديثاً قيس سعيد، فمن هي إشراف شبيل؟ وكيف تعرّفت على قيس سعيد؟ وما هي سيرتها المهنية؟

كان أول ظهور للسيدة إشراف شبيل، التي لم يرغب زوجها بتسميتها “سيدة تونس الأولى، لأن كل نساء تونس أول” مع زوجها الرئيس التونسي الحالي أثناء ترشّحه للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المبكّرة التي شهدتها تونس.

وقد ظهرت القاضية شبيل أثناء إدلائها بصوتها في الدور الأول من الانتخابات في 15 سبتمبر/ أيلول 2019 وتصدّرت صورتها الشبكات الاجتماعية آنذاك، نظراً لأناقتها الواضحة وإطلالتها الهادئة.

أبدى التونسيون اهتماماً كبيراً بهوية زوجة الرئيس المقبل، أو من كانت ستعرف بـ”سيدة تونس الاولى” لولا أن زوجها فضّل أن لا تلقب بذلك، ويرجع اهتمام التونسيين بالسيدة الأولى لمرجعية تاريخية، إذ أن زوجات الرؤساء السابقين كان لهن تأثيراً كبيراً في الحياة العامة، لا سيما وسيلة بورقيبة زوجة الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، وكذلك ليلى الطرابلسي حرم الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
من هي إشراف شبيل ؟

ولدت السيدة إشراف شبيل في مدينة صفاقس جنوبي تونس، وتعود أصولها إلى مدينة طبلبة في محافظة المستنير التونسية الساحلية.

كان محمد شبيل، والد السيدة إشراف قاضياً في محكمة الاستئناف، وبحكم طبيعة عمله كان ينتقل من منطقة إلى أخرى مع كل تغيير تجريه السلطات في الحركة القضائية داخل البلاد.

عرفت السيدة إشراف شبيل حفيدة “سيدي علي شبيل”، بتفوقها وتميزها في جميع المراحل الدراسية، حيث تلقت تعليمها في المدرسة الفرنسية في مدينة سوسة، قبل أن تلتحق بمعهد الثانوية للإناث في نفس الجهة، وتحصل على الثانوية العامة وتلتحق بكلية الحقوق.

تخرجت شبيل وهي الصغيرة المدللة لأسرتها في المعهد الأعلى للقضاء التونسي، ثم حصلت على شهادة في الدراسات العليا بالعلوم الجنائية، محققة حلم والدها الذي كانت لديه رغبة كبيرة في أن يراها قاضية كما هو.
صورة إشراف شبيل أثناء التخرج من المعهد العالي للقضاء
إشراف شبيل أثناء التخرج من المعهد العالي للقضاء (شبكة الجزيرة)

وبالفعل، أصبحت إشراف شبيل مستشارة في محكمة الاستئناف، بالإضافة لكونها وكيل رئيس المحكمة الابتدائية التونسية.
إشراف شبيل القاضية المنضبطة.. رفيعة الأخلاق

عرفت القاضية إشراف شبيل بحبها للقراءة، فضلاً عن نزاهتها المشهود بها، وانضباطها والتزامها في أداء عمله، وهو ما شهدت به زميلتها القاضية كلثوم كنو في منشور عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وقالت كنو، عن القاضية إشراف شيبل :” زميلتي في القضاء، ما نعرفهاش عن قرب، أما نسمع كل الخير عليها”، في إشارة لسمعتها الطيبة في الأوساط القضائية.

وأكدت كذلك رفيعة مديني، وهي محامية تونسية ذلك لشبكة “الجزيرة” ، مشيرة إلى أن القاضية إشراف شبيل “من أفضل القضاة خلقاً وتواضعاً”، فضلاً عن كونها صاحبة مهنية عالية يشهد عليها المحامون.

قصة لقاء إشراف شبيل و قيس سعيد

قبل أن يتزوج الرئيس التونسي الحالي بزوجته القاضية إشراف شبيل، جمعت بينهما قصّة حب كبيرة، سبق أن تحدث عنها في لقاء صحفي عام 2017.

وتعرف قيس على إشراف في مدرج الجامعة التي كانت تدرس بها في محافظة سوسة، قبل أن يتزوجا، حسبما ذكر سعيد في حوار سابق مع برنامج “للحكاية وجه آخر”، والذي كانت تقدمه الإعلامية التونسية “هندة بن علية الغريبي” على الإذاعة التونسية عام 2017.

ورزق قيس سعيد وإشراف شبيل بثلاثة أولاد، هم عمرو وسارة ومنى شبيل.

تقول صحيفة “العرب” في تقرير أعدته الصحافية التونسية “آمنة جبران” أن التونسيين عندما شاهدوا قيس سعيد وقصة حبه لإشراف شبيل، استحضروا صورة رئيسهم السابق الباجي قايد السبسي وزوجته شاذلية فرحات.

فقد عاش الباجي قصة حب شهيرة في تونس مع زوجته شاذلية استمرت حتى آخر أيامهم، وقد أثار ظهورها يوم جـ.ـنازة زوجها القايد السبسبي باللون الأبيض بدل الأسود المعتاد بمثل هذه المناسبات فضول التونسيين، حتى إن البعض قلّدها بارتداء الأبيض في مثل تلك الحالات.

وتشير “العرب” إلى أن التونسيون يرون بأن قصة الحب بين قيس سعيد وإشراف شبيل تشبه قصّة الحب التي جمعت الباجي قايد السبسي وشاذلية، ويأملون بأن تكون على مستوى مرحلة حكم مشابهة، من حيث الحضور الواضحة للسيدة بجوار زوجها، لكن دون أن تقوم بأي تدخل في غير محله بتسيير شؤون الدولة.
الرئيس التونسي السابق الباجي قايد السبسي وزوجته شاذلية
الرئيس التونسي السابق الباجي قايد السبسي وزوجته شاذلية (إنترنت)
إشراف شبيل .. سيدة تليق بـ “سيدة تونس الأولى”

الصحافية التونسية جبران، قللت في تقريرها من أهمية تصريحات “قيس سعيد” عن إلغاء منصب “السيدة الأولى في تونس” مؤكدة أن الأمر غير ممكن الفرار منه كونه مرتبط بالبروتوكولات الدولية والرسمية للدولة.

وتشير إلى أن التونسيين يرون في ظهور شبيل مظهر يليق بالسيدة الأولى في تونس، فضلاً عن أن خلفيتها العلمية والأكاديمية ومسيرتها المهنية تشيران لصورة أغلبية التونسيات اللاتي تشرّبن أسس الدولة التونسية الحديثة.

سيدة تدعم زوجها بصمت

على الرغم من اقتصار حضور إشراف شبيل إلى جوار زوجها في المناسبات، وظهورها بجواره عندما أدلى بصوته بالدور الأول، كنوع من الدعم له، لكنها لم تدلي بأي تصريحات إعلامية، كما لم تكشف عن موقفها من أي قضية مهما كانت، وكأنها تفضل أن تترك أمور الحكم لزوجها وحده دون تدخل منها، فهي قاضية والاستقلالية أمر معلوم بالنسبة لها وفي عملها.
إشراف شبيل أثناء الإعلان عن فوز زوجها
إشراف شبيل بجوار زوجها قيس سعيد بعد الإعلان عن فوزه

لكن دعمها الصامت كان واضحاً من إشراف لزوجها، وذلك عبر الحماس النسائي في التصويت لزوجها، فبحسب ما ذكرته شركة سبر الآراء المحلية “سيغما كونساي” فإن نسبة تصويت السيدات لسعيد بلغت 73.4٪ مقابل 79.2٪ من الرجال، من مجموع الناخبين الذين صوّتوا لقيس.

وكان قيس سعيد قد فاز في الانتخابات التونسية، متقدماً على منافسه “نبيل القروي”، بفارق كبير، وقد أعلن عن فوزه رسمياً يوم أمس من قبل اللجنة العليا للانتخابات في تونس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى