اية مطلقة وقيدها في مكان آخر / أمجد شطناوي

استوقفتني اية من القران كنت استمع اليها دون تفكر كحال الكثير منا جسم حاضر وعقل في مكان اخر وما ان كان العقل هو المستمع هالني عظم هذه الايه ففيها اخبار بوقوع امر حتمي وهذا شئ واضح في ظاهر الايه وجلي وغير مقيده بل على اطلاقها ولكن اسباب الحدوث مقيده ضمنيا وفي مواقع كثيره من القران والان اليكم الايه واشهر التفاسير. وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا)) الان لنرى تفسير ابن كثير :-هذا إخبار من اللّه عزَّ وجلَّ بأنه قد حتم وقضى بما قد كتب عنده في اللوح المحفوظ، أنه ما من قرية إلا سيهلكها، بأن يبيد أهلها أو يعذبهم { عذابا شديدا} إما بقتل أو ابتلاء بما يشاء، وإنما يكون ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم، كما قال تعالى عن الأمم الماضين: { وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم} ، وقال تعالى: { فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا} ، وقال: { وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله}. تفسير الجلالين { وإن } ما { من قرية } أريد أهلها { إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة } بالموت { أو معذبوها عذابا شديدا } بالقتل وغيره { كان ذلك في الكتاب } اللوح المحفوظ { مسطورا } مكتوبا . الان نرى تفسير الطبري:-قوله تعالى { وإن من قرية إلا نحن مهلكوها} أي مخربوها. { قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا} قال مقاتل : أما الصالحة فبالموت، وأما الطالحة فبالعذاب. وقال ابن مسعود : إذا ظهر الزنى والربا في قرية أذن الله في هلاكهم. فقيل : المعنى وإن من قرية ظالمة؛ يقوي ذلك قوله { وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} [القصص : 59]. أي فليتق المشركون، فإنه ما من قرية كافرة إلا سيحل بها العذاب. الان هنالك رأي اخر للشعراوي يقول:-ساعةَ أنْ تسمعَ { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ } فاعلم أن الأسلوب قائم على نفي وإثبات، فالمعنى: لا توجد قرية إلا والله مُهلِكها قبل يوم القيامة، أو مُعذِّبها عذاباً شديداً، لكن هل كل القرى ينسحب عليها هذا الحكم؟ نقول: لا، لأن هذا حكم مطلق والإطلاقات في القرآن تُقيّدها قرآنيات أخرى، وسوف نجد مع هذه الآية قول الحق سبحانه: { ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ } [الأنعام: 131] وقال تعالى: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } [هود: 117] فهذه آيات مُخصِّصة تُوضِّح الاستثناء من القاعدة السابقة، وتُقيِّد المبدأ السابق والسور العام الذي جاءت به الآية، فيكون المعنى ـ إذن ـ وإنْ من قرية غير غافلة وغير مُصلِحة إلا والله مُهلكها أو مُعذِّبها. وقوله: { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا } [الإسراء: 58] { مُهْلِكُوهَا } أي: بعذاب الاستئصال الذي لا يُبقِى منهم أحداً. { مُعَذِّبُوهَا } أي: عذاباً دون استئصال. لأن التعذيب مرحلة أولى، فإنْ أتى بالنتيجة المطلوبة وأعاد الناس إلى الصواب فبها ونِعْمتْ وتنتهي المسألة، فإنْ لم يقتنعوا وأصرُّوا ولم يرتدعوا وعاندوا يأتي الإهلاك، وهذا واضح في قول الحق سبحانه: وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } الان انا من خلال المقارنه بين هذه التفاسير لا اجد تعارض بينها حيث ان ما زاده الشعراوي هو متضمن في التفاسير اللتي قبله وهذا يظهر جليا في الاتي في بداية التجمعات السكانيه تكون البراءه والفطره السليمه وبعد ذلك تظهر الملوثات والظلم والفساد والبعد عن العدل وهذه سنة الله في خلقه حيث اننا لم نجد قرية او مدينه بقيت كما هي منذ خلق الله البسيطه بل تغير فيها ساكن الارض حيث أستبدل الله السكان بسبب فساد السكان اللذين من قبلهم اما ما قاله الشعراوي في القيد هذا صحيح ولكن السؤال هل القرى التزمت في هذا القيد الى ما لانهايه الجواب لا ما التزموا فيه فهم في امان وعكس ذلك هو وعد الله اما قوله ان الامه الاسلاميه لا تستأصل لان الرساله الاسلاميه هي اخر الرسالات فهذا موجود في الايه حيث قال الله تعالى اما معذبوها او مهلكوها والله اعلم فالامه الاسلاميه ما ان تبتعد عن جادة الصواب حتى يعذبها الله حتى تعود مرة اخرى هذا كامة وليس كقرية والله اعلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى