ماذا ستقول لشعبك…! / م . عبدالكريم ابو زنيمة

ماذا ستقول لشعبك…!
لقد وعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في ختام المؤتمر السابع لحركة فتح الذي عُقد في 29 تشرين الثاني 2016 الشعب الفلسطيني خاصة والشعب العربي والاسلامي عامةً بأن عام 2017 سيشهد نهاية الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المُحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ! هذا ما وعد به عباس على مرأىً ومسمع من العالم كله ، بقي خمسة أشهر على نهاية العام الموعود ، فهل سيتمكن القائد العبقري من انتزاع الاراضي المحتلة من براثن الاعداء قبل إنقضائها؟ في حقيقة الامر هو لم يخبرنا عن الالية ووسائل الضغط وعناصر القوة التي يمتلكها لاسترجاع الاراضي الفلسطينية وما نعرفه انه لا يؤمن بالنضال والمقاومة المسلحة وهو أول من أدان العملية البطولية في الاقصى ، فكيف سينفذ وعده إذن؟
أتذكر خطابه ووعده وانا أتابع الجماهير الفلسطينية الثائرة وهي تذود عن حمى الاقصى الشريف ، هذا الشعب الذي دفع ويدفع أثماناً باهظة لم يتحملها شعب آخر في العالم دفاعاً عن كرامته وعزته وتمسكه بأرضه ومقدساته..هذا الشعب الذي روى بشلالات دماء شهدائه تراب الارض المباركة..هذه الحشود المناضلة لا تعرف اسماء الماركات العالمية للملابس والاحذية والعطور وربطات العنق التي يعرفها المنسقون الامنيون مع دولة الكيان الصهيوني ،هؤلاء المجاهدون المتشبثون بأرضهم وبزيتونهم وحجارتهم وخبز طابونهم وزعترهم وأعمدة خيامهم هم من سيكنس قذارة الاحتلال وهم من سيقيم وسيبني دولة فلسطين…فماذا سيقول عباس في 31/12/2017 للشعب الفلسطيني ” آسف بس والله ما زبطت معي ” !!! أم أنه سيستقيل لانه عجز عن تحقيق وعده وخذل الشعب الفلسطيني…أم أنه سيبقى جالساً على كرسي الرئاسة الوثير مبقياً على عهده ووعده للمحتل وتنسيقه الامني معه !!!
للاسف فان الايام تكشف حجم المؤامرة على القضية الفلسطينية من قبل النظام الرسمي العربي وعن حجم التنسيق والتعاون مع دولة الاحتلال الصهيوني ، فمع طلوع كل شمس يكشف قادة الاحتلال شكلاً من أشكال التواطؤ والتآمر من قبل هذا النظام العربي أو ذاك معها حتى وصل الامر بنتنياهو في إجابته على سؤال لمذيعة محطة CNNعما إن كانوا يفكرون باقامة تحالف استراتيجي مع دول الاعتدال العربي ضد ايران ؟ فرد قائلاً : ” ولماذا نفكر ؟ فالتحالف قائم منذ زمن بعيد !!!”
للاسف فان صندوق دعم صمود أهل بيت المقدس الذي أُسس في عام 2010 بقيمة (500) مليون دولار لا زال خاوياً في الوقت الذي دُفعت فيه مئات المليارات على الحروب والفتن العربية العربية واثارة النعرات الطائفية والمذهبية وأيجاد عدو وهمي اسمه ايران خدمةً لامن اسرائل وكذلك مئات المليارات التي دفعت وتدفع للغرب لحماية عروش المماليك ، ولعل رُبع هذه المبالغ كان سيكون كافياً لو دُفعَ رشوةً للمستوطنين الصهاينة لتشجيعهم على الرحيل من فلسطين .
ايها الثائرون الاحرار..ايها المرابطون على عتبات وأبواب مسرى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لن يسمع ندائكم النظام الرسمي العربي ، فليس فيهم من فيه من شيم المعتصم الذي لبى نداء المرأة العربية المسلمة التي لطمها أحد الغزاة الرومان فصاحت “وامعتصماه” وحرك جيوشه لنصرتها ، هم غارقون في فسادهم وملذاتهم ، ليس لكم الا التضامن والتوحد وتنقية صفوفكم من المتآمرين والسير خلف قيادة وطنية واحدة وستقف الشعوب العربية معكم وتؤازركم في كل خنادق نضالكم حتى يتحقق نصركم على اعداء الامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى