أيام معدودات / أشرف الجمّال

أيام معدودات

أيام معدودات ويأتي موعد الإقتراع وخروج الناس منذ الصباح الباكر واحتشادها بطوابير للإدلاء بالصوت للقائمة والمرشح ، ومن البديهي أن يكون قرار هذا الناخب مبني على قناعته بالبرنامج الإنتخابي للقائمة والمرشح .

أيام معدودات ولم نرى لغاية الآن أي برنامج إنتخابي يحاكي الواقع الحالي وحلول منطقية للمستقبل ، كلها برامج منسوخة بنفس الكلمات والمعاني لمن طرح برنامجه ، في حين أن البعض لم يطرح برنامجاً لحملته الإنتخابية !! معتمداً على العشيرة أو على قواعده التي حافظ عليها كنائب سابق واكتفى بقول : ( وبكم يستمر النجاح ) ، ابتسامات نشرها بصوره التي غصّت بها الشوارع وشعارات ضعيفة واهية وغير منطقية كتبت بخط صغير متواضع وخجول ، حتى أن مستوى الشعارات لم يرتقي إلى أدنى حد للواقع أو أدنى حد لمخاطبة عقول الناخبين ! غياب تام للبرامج الحزبية الواقعية والتي بها حلول للمآسي الإجتماعية والإقتصادية على مستوى الأحزاب المشاركة واعتماد مرشحي تلك الأحزاب على القواعد العشائرية المحيطة مع أن المنطق يقول ان اعتمادهم يجب أن يكون على القواعد الحزبية المناصرة لهم ، في نفس الوقت الذي تتحدث الأرقام حسب ( راصد ) أن ٤٥% من الأحزاب ترى أن القانون الحالي لا يساهم بتعزيز التمثيل الحزبي في البرلمان !! وفي نفس الوقت حسب ( راصد ) فإن ٨٦% من الأحزاب مشاركة في الإنتخابات !!

تناقضات بين الواقع والأرقام وغياب حقيقي وواضح للتمثيل الحزبي بمعناه الحقيقي بكل أركانه ، وتخبطات داخل القوائم إذا تحدثنا على مستوى القوائم ، فالمقرات الإنتخابية فردية لكل مرشح ولا يوجد توجه للعمل البرامجي ! والسيناريو الحالي لا يختلف عن الاستحقاق الماضي بالرغم من تغيير جذري في القانون فعقلية الصوت الواحد ما زالت راسخة في عقل الناخب والمرشح ..

أيام معدودات وسيقف الناخب أمام الصندوق وبيده ورقة الإقتراع وسينتخب ابن العشيرة الذي يمثل حزباً ما ليس لقناعته بالبرنامج الإنتخابي للحزب بل لنصرة ابن عشيرته ! أو سينتخب من وعده بوظيفة لإبنه رامياً خلفه المصلحة العامة متمسكاً بمصلحته الشخصية !! أو سينتخب من وعد بخدمات للمنطقة التي يقطنها ناسياً أو متناسياً دور المرشح التشريعي الذي هو الدور الرئيس في عمله كنائب !! ولم ينتبه أن تلك الخدمات حق له وليست مكارم يأتي بها ذلك المرشح المنشود ..

أيام معدودات وسيصل ” سرفيس العبدلي ” كما سماه الكاتب أحمد الزعبي إلى محطة وصوله ، وسينزل منه أعضاء القائمة منهم من انتصر ومنهم من خسر ذلك السباق ..

انتخبوا من يستحق أن يجلس تحت قبة التشريع ، انتخبوا صاحب الفكر والفراسة والخبرة .. كونوا أصحاب قرار واعي عند وضع تلك الورقة وإلا فلا ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى