الخبز الأردني خط أحمر
رغيف الخبز لم ينج من ماراثون الإرتفاع الجنوني في الأسعار الذي نتهجه الحكومات التي تعاقبت خلال السنوات القليلة الماضية ، فعلى مدار ١٠ سنوات مضت إذا لم أبالغ في المدة شهد الإقتصاد الأردني موجات عاتية ومد وجزر من التضخم وإرتفاع بالأسعار طال الكثير من السلع والذي بدوره أتعب المواطن كثيرا ، بينما بقيت ربطة الخبز شامخة كالطود تخرج من كل أزمة وموجة أكثر قوة واستقرارا ، إلى أن بدأنا ومنذ أيام بسماع أخبار عن نيّة الحكومة لرفع سعر الخبز وإيقاف الدعم الحكومي عن الطحين وذلك تنفيذا للإتفاق بين الحكومة والبنك الدولي برفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية مقابل القرض الذي حصلت عليه وقيمته مليار دينار والذي استلمت الحكومة نصفه تقريبا لغاية الآن .
رغيف الخبز إذا تم رفع سعره ستكون الحكومة بهذا القرار أسدلت الستار على حقبة عمرها سنوات من الزمن كان رغيف الخبز فيها خطاً أحمراً لا يجوز تجاوزه لأنه سيمس كل من يعيش على الأرض الأردنية وسيؤثر على طبقة تعدادها الملايين .
إنها لصدمة سيصفع بها وجوه الأردنيين إذا تم ذلك وقررت الحكومة رفع سعر الخبز الذي لم يتوقعوا رفع أسعاره مهما حصل باعتباره السلعة الإستراتيجية الوحيدة التي ظل سعرها ثابتا على مدار سنوات طوال وظنوا أنها ستصمد أمام طوفان الغلاء الكاسح إلا أن أمنياتهم يبدو أنها ستذهب أدراج الرياح .
على الحكومة الأردنية واجب الحفاظ على استقرار ثمن لقمة العيش للمواطن بالطرق الذكية طويلة الأجل ، فرفع سعر الخبز لو أنه سيحل مشاكلنا الإقتصادية التي تمر به بدنا الحبيبة أنا متأكد بأن الأردنيين لن يقولوا إلا نعم لرفع الأسعار .. أما أن يكون رفع السلع لحل مشكلة آنية ولسد عجز آنيّ دون حل جذري للمشكلة فإن ذلك سيفاقم الدين العام في السنوات القادمة وسيدمّر الإقتصاد الوطني الذي ستكون تداعياته خطيرة جداً وخصوصاً أنها تمس وبشكل مباشر لقمة العيش التي لا يجب على متخذ القرار أن يراهن عليها أبداً .
كثير من الإقتصاديين طالبوا الحكومات التي تعاقبت سابقاً بوضع خطط وإستراتيجيات لحل الأزمة المالية وعلى سنوات ، ومنهم من نشر مقترحاته وكانت رائعه جداً ، لكن الحكومة تصر على المضي قدما في الإستدانة من البنك الدولي الذي لم ولن يرحمنا بشروطه لضمان السداد لهذه القروض ، تلك الشروط التي وصلت لمراحل أوصلت الحكومة إلى التفكير في رفع أهم سلعة وهي رغيف الخبز .
الدين العام الذي وصل إلى مراحل متقدمة يرتفع وبجنون في ظل ضغوط كبيرة على المواطن الذي وصل لمرحلة صعبة أصبح يصعب عليه سد حاجاته الأساسية ، والتي منها رغيف الخبز .
