نسوان حارتنا والكيس الأسود
انتشرت اخبار الكيس الاسود في حارتنا بشكل مريع ، خاصة بعد تلك الاصابة التي تسببت فيها امي وادخلتني المستشفى لمدة ثلاثة ايام ، هذا الامر جعل ام صالح تختبئ خلف حسن النوايا وتجمع نسوة الحارة لزيارتي والاطمئنان على صحتي غير ان الامر تجاوز ذلك الى محاولة الوصول الى اسرار الكيس الأسود .
وعندما امتلأ ديوان امي بالنسوة عصرا، عمدت ام صالح الى التقليل من شأن الكيس الأسود وبدأت في محاولة استطلاع مواربة حين سألت أمي قائلة : لوية ضربت العيل على راسه يا فاطمة ؟ هو الكيس الاسود كاين ذهب عصملي يعني؟
ولأن أمي تحفظ نساء حارتنا عن ظهر حب تجاهلت اسئلة ام صالح وكأنها تريدها أن تصمت .
تتدخل عايشة بفضولها باستخدام استراتيجية الاستطلاع التي استخدمتها ام صالح على امل ان تستفز امي حيث قالت : والله يا ام ناصر بقولوا انك ضربت العيل لانه سرق الكيس الاسود ومضيع ذهباتك وذهبات بناتك .
تجيبها امي دون تفكير : ريحي ربابتك ذهباتي وذهبات بناتي موجودات ما راحا . الحمد لله ما فيه من هالحكي حكي .
تشعل الحاجة ندى سيجارة وتوجه سؤالها لام صالح على مسامع امي : يا خيتي يا ام صالح هو الكيس الاسود ويش فيه ؟
ترد ام صالح : هذي فاطمة خايفه على حالها من العين ما ودها اتعلمنا … ثم تضيف لويه يا فاطمة هالراي هو احنا بنحسدك ؟ الله يرزقك كمان وكمان .
هذا الامر اثار حفيظة امي مما جعلها تثور غاضبة وهي ترد : يا نسوان علامكن علينا انتن لويه شاغلات حالكن بالكيس الاسود والاحمر ويش غرضكن فيه ؟؟؟
كودنكن بتغارن مني؟
تتدخل مريم في محاولة لتلطيف الجو : لوية زعلت يا فاطمة النسوان بمزحن معك .
تهدأ امي قليلا وتحمل سخان القهوة وتدور على النسوة من جديد ،
ثمة حوارات جانبية وهمسات ليست بريئة تداولتها النسوة ، ومحاولات جدتي لتغيير موضوع الكيس الاسود باءت بالفشل .وليس هناك من يسأل عن حالة الطفل المزجي في طرف الديوان والذي كان انا .
غادرت النسوة ديوان امي ، فيما كانت ام مسعد تنتظر ام صالح على عتبة بيتها لعلها تأتيها باخبار الكيس الاسود .
كانت امي تلملم الشراشف التي كانت ملقاه على سيقان النسوة بادرتها بالسؤال : يمه ويش فيه الكيس الاسود ؟
في تلك اللحظة استحضرت امي كل غضبها وغيظها من نسوة الحارة وارادت ان تفرغه على جسدي وما ان امسكت بحذائها البلاستيكي وارادت ان تضربني حتى تدخلت جدتي ومنعتها عني ، ولكنها استمرت بالسب والشتم مع الكثير من الرطن غير اني لم اعرف فيما اذا كانت تسبني ام تسب نسوان الحارة ام تسب الكيس الاسود.
تحياتي أستاذ محمود .