نسوان حارتنا والكيس الأسود / محمود الشمايلة

نسوان حارتنا والكيس الأسود
انتشرت اخبار الكيس الاسود في حارتنا بشكل مريع ، خاصة بعد تلك الاصابة التي تسببت فيها امي وادخلتني المستشفى لمدة ثلاثة ايام ، هذا الامر جعل ام صالح تختبئ خلف حسن النوايا وتجمع نسوة الحارة لزيارتي والاطمئنان على صحتي غير ان الامر تجاوز ذلك الى محاولة الوصول الى اسرار الكيس الأسود .

وعندما امتلأ ديوان امي بالنسوة عصرا، عمدت ام صالح الى التقليل من شأن الكيس الأسود وبدأت في محاولة استطلاع مواربة حين سألت أمي قائلة : لوية ضربت العيل على راسه يا فاطمة ؟ هو الكيس الاسود كاين ذهب عصملي يعني؟
ولأن أمي تحفظ نساء حارتنا عن ظهر حب تجاهلت اسئلة ام صالح وكأنها تريدها أن تصمت .

تتدخل عايشة بفضولها باستخدام استراتيجية الاستطلاع التي استخدمتها ام صالح على امل ان تستفز امي حيث قالت : والله يا ام ناصر بقولوا انك ضربت العيل لانه سرق الكيس الاسود ومضيع ذهباتك وذهبات بناتك .

تجيبها امي دون تفكير : ريحي ربابتك ذهباتي وذهبات بناتي موجودات ما راحا . الحمد لله ما فيه من هالحكي حكي .

مقالات ذات صلة

تشعل الحاجة ندى سيجارة وتوجه سؤالها لام صالح على مسامع امي : يا خيتي يا ام صالح هو الكيس الاسود ويش فيه ؟
ترد ام صالح : هذي فاطمة خايفه على حالها من العين ما ودها اتعلمنا … ثم تضيف لويه يا فاطمة هالراي هو احنا بنحسدك ؟ الله يرزقك كمان وكمان .
هذا الامر اثار حفيظة امي مما جعلها تثور غاضبة وهي ترد : يا نسوان علامكن علينا انتن لويه شاغلات حالكن بالكيس الاسود والاحمر ويش غرضكن فيه ؟؟؟
كودنكن بتغارن مني؟
تتدخل مريم في محاولة لتلطيف الجو : لوية زعلت يا فاطمة النسوان بمزحن معك .
تهدأ امي قليلا وتحمل سخان القهوة وتدور على النسوة من جديد ،
ثمة حوارات جانبية وهمسات ليست بريئة تداولتها النسوة ، ومحاولات جدتي لتغيير موضوع الكيس الاسود باءت بالفشل .وليس هناك من يسأل عن حالة الطفل المزجي في طرف الديوان والذي كان انا .

غادرت النسوة ديوان امي ، فيما كانت ام مسعد تنتظر ام صالح على عتبة بيتها لعلها تأتيها باخبار الكيس الاسود .

كانت امي تلملم الشراشف التي كانت ملقاه على سيقان النسوة بادرتها بالسؤال : يمه ويش فيه الكيس الاسود ؟
في تلك اللحظة استحضرت امي كل غضبها وغيظها من نسوة الحارة وارادت ان تفرغه على جسدي وما ان امسكت بحذائها البلاستيكي وارادت ان تضربني حتى تدخلت جدتي ومنعتها عني ، ولكنها استمرت بالسب والشتم مع الكثير من الرطن غير اني لم اعرف فيما اذا كانت تسبني ام تسب نسوان الحارة ام تسب الكيس الاسود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى