مكالمة من شهيد
ساعة متأخرة من ليلة كانونية وفي وسط آخبار القتل والتشريد والإنقسام وبين فواتير المياه والكهربآ يرن جرس الهاتف على زوجة أحدى الشهداء
الزوجة :- الو ، من المتصل
الشهيد :- زوجك يابنت الحلال ؛ هل
نسيتي صوتي ؟
الزوجة :- انت حي..؟
اين انت ، الم تمت ؟!!
الشهيد : إي موت ، انا حي في الجنة واردت
الإتصال للأطمئنان على وضعكم ،
أخبريني ؛ ما حال الأولاد ؟
الزوجة : بخير ، كلهم بخير ..!
الشهيد : الحمد لله ، حسنآ أخبريني عن
نضال الأمة العربية بعدي ؟
الزوجة : نضال ذهب للقتال في سوريا !!
الشهيد : قتال في سوريا ؟!
الزوجة : حبي ، المؤامرة الكونية لاترحم !
الشهيد : وما هي تطورات قضية اللاجئين وحق العودة
الزوجة : إي لاجئين تقصد ، اليمنين
السوريين ، الليبيين ، أم
العراقيين ؟!
و”عودة” قدم طلب لجوء للسفارة
الالمانية ، ضاق ذرعآ هنا .
الشهيد :- يالله !!
كلهم أصبحوا لاجئين ؟!
حسنآ ، أخبريني عن حركات
المقاومة ، في وطني ؟!
الزوجة : في ذروة مجدها ، الميكروفانات لا
تهداء ، والصحف لا تتوقف عن
طباعة الخطابات الحماسية
للمقاومين على طاولة
المفاوضات ، والشاشات لا تتوانى
عن نشر صورهم وهم في البدلات
الرسمية وهم يقاومون مفعول
الفودكا للبقاء على مستيقيظين !
الشهيد : آه ، الحمدلله أنهم يقاومون ، فهذا
افضل من لا شيء يا غالية ، المهم
حدثيني عن الكرامة التي
أستشهدت من أجلها ؟
هل تتفيأون ظلاها ؟ هل تتذوقون
طعمها الذيذ ؟
الزوجة : نعم نتفيأء ظلالها في الشارع ،
ونتذوق طعمها من حاويات
القمامة لنبقى على قيد الحياة !
وانت الا الم تمل من أسئلتك بعد ؟
الشهيد : سحقآ لها من كرامة ؛ حسنآ بقي
سؤالي الآخير ، ماذا حل بالجندي
الذي قتلني ، هل قتلة الرفاق ، هل
أخذوا بثأري؟!
الزوجة : قاتلك مات ، بأزمة قلبية عن
ثمانين عام ..!
الشهيد : والرفاق ؟!
الزوجة : لم يسكتوا ؛ قدموا واجب العزاء !