
اختيار رؤساء الجامعات: التجربة الكندية كمثال
الدكتور قيس محمد العيفان
كلية الصيدلة
جامعة العلوم والتكنولوجيا
استاذ زائر في جامعة ساسكاتشيوان/كندا
عادة ما يصاحب تعيين رؤساء الجامعات الأردنية او التمديد لأحدهم لغط كبير في الشارع الاردني، وفي الأخص داخل الوسط الاكاديمي. وقد تجري عملية التعيين وفق أسس وشروط معينة اجتهد البعض في وضعها بحيث تشكل لجنة على مستوى وزارة التعليم العالي من قامات أكاديمية معروفة لمقابلة المرشحين اذا كان الرئيس جديد وفي بعض الأحيان، يراجع تقرير أعده مجلس امناء الجامعة عن الرئيس الحالي والذي من الممكن التمديد له أو عزله. رغم ذلك كله الا أن البعض ما زال ينتقد الية اختيار أو التمديد لرؤساء الجامعات الأردنية وذلك لأسباب كثيرة الكل يعرفها وليست هي موضوع المقالة.
الحقيقة أنني شعرت أنه من الواجب الوطني والأخلاقي تجاه الجامعات الاردنية والتي منحتني احداها فرصة التمتع باجازة تفرغ علمي بكندا، أن كان لزاما علي أن أكتب عن هذا الموضوع ومشاركة الوسط الاكاديمي في وطني الحبيب تجربة الدولة الكندية في التجديد لرؤساء جامعاتها، حيث صادفت فترة اجازتي التمديد لرئيس الجامعة التي أجري بها أبحاثي هذا العام.
حدث انه قد وصلني بريد الكتروني من مجلس المحافظين1 في الجامعة وعنوان الايميل هو “تم تعيين الرئيس ستويتشيف لفترة ولاية ثانية مدتها خمس سنوات”. قرأت الايميل والذي احتوى على خبر التجديد للرئيس الحالي والية ذلك. حيث تمّ إنشاء لجنة مراجعة للرئيس الحالي وفقًا لأسس وافق عليها مجلس الجامعة ومجلس المحافظين سابقا في ديسمبر2004. وتألفت اللجنة المشكلة من:
• 3 أعضاء من مجلس المحافظين1
• عميد كلية الأداب والعلوم
• عميد كلية الزراعة والموارد البيولوجية
• 4 ممثلين لكليات مختلفة
• ممثلة عن مجلس الشيوخ2
• رئيس اتحاد الطلبة
• رئيسة رابطة طلبة الدراسات العليا
• سكرتيرة الجامعة
قامت اللجنة بارسال دعوات متعددة على مستوى الجامعة تطلب بها تغذية راجعة عن الرئيس الحالي وللأمانة أنني أذكر أنه قد وصلني بريد الكتروني يطلب مني تقديم تغذية راجعة عن الرئيس الحالي وكان ذلك بداية العام الدراسي الحالي. بالطبع كنت جديد وليس عندي اي معلومات او اخبار عنه لذلك لم أرد على ذلك البريد الاكتروني. تواصلت اللجنة ايضا مع قائمة طويلة من أصحاب المصالح (في الحكومة وقطاع الأعمال والمؤسسات الصناعية ومؤسسات أخرى) وذلك لتقديم تغذية راجعة عن الرئيس وأي ملاحظات تتعلق بهذا الشأن.
وبعد مراجعة شاملة للتغذية الراجعة من داخل الجامعة وخارجها، قرّر مجلس محافظي الجامعة وبناءًا على توصية من اللجنة المشكلة، تعيين الرئيس بيتر ستويتشيف لفترة ولاية ثانية مدتها خمس سنوات تبدأ في 1 يوليو 2020. وكانت اللجنة قد ضمنّت بتوصيتها لمجلس المحافظين أهم انجازات الرئيس والتي لا يتسع المجال لذكرها.
هذه كانت هي التجربة الكندية والتي أردت من خلالها أن أشارك صانعي القرار في وطني الحبيب بحيثياتها وشكلها لعلنا نستفيد منها ولو جزئيا على الأقل. أنا أعلم أن الفارق كبير بين الحالة الكندية والأردنية ولكن ليس أمامنا الا أن نعمل شيئا فشيئا لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
والله من وراء القصد
1 يتكون مجلس المحافظين من أحد عشر عضوًا: المستشار ورئيس الجامعة وخمسة أعضاء يعينهم الحاكم في المجلس وعضوان ينتخبهما مجلس الشيوخ وطالب واحد وعضو هيئة تدريس واحد. تنتخب رئيسها ونائب الرئيس من بين أعضائها. للتعرف على المجلس ومهامه انقر على الرابط التالي: https://secretariat.usask.ca/board/#Meetings
2 يكون مجلس الشيوخ منتخبا ويتألف من 116 عضوًا: المستشارين الحاليين السابقين chancellors، رئيس ونائب رئيس الجامعة، وزير التعليم المتقدم ((Advanced ونائبه، مديري الكليات، عمداء الكليات، عمداء الشؤون الأكاديمية والطلابية والمدراء الذين يرشحهم الرئيس ويوافق عليهم مجلس الشيوخ، 14 عضوًا من الدوائر الانتخابية، 14 عضوًا عامًا، ستة طلاب من مرحلة البكالوريوس وطالب دراسات عليا واحد، ممثلين عن الجمعيات المهنية أو المجموعات أو المنظمات في المقاطعة التي تسهم في رأي مجلس الشيوخ بشكل كبير في تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمقاطعة ولديها مصلحة واضحة في تعزيز أهداف التعليم العالي والبحث في الجامعة. للتعرف على المجلس ومهامه انقر على الرابط التالي: https://secretariat.usask.ca/senate/#ElectionsandNominations