يا حبيبي !

يا حبيبي !
م. عبد الكريم أبو زنيمة

يوم الخميس 24/9/2020 الساعة الحادية عشر والنصف صباحًا وللاطلاع على آخر المستجدات قمت بتشغيل التلفاز على محطة تلفزيون عمان Amman TV ولا أعرف هل هي محطة رسمية أم خاصة ، ذهلت ولم أصدق ما شاهدته ! أدرت مفتاح التوجيه وتأكدت مرة ومرتين بأن المحطة هي تلفزيون عمان ، ما شاهدته كان قمة الابتذال والانحطاط الاعلامي، مجموعة من الشواذ من الجنسين عراة بملابس لا تستر الا بمقدار ما تستره اوراق التين يتمايلون ويركضون ويحضنون بعضهم بعضا بحركات شيطانية لا تلامس من بعيد او قريب شي قريب من الفن، أصوات آلات صاخبة تصم الآذان مع كلمات تختلط معها بلغة لا هي إنجليزية ولا هي عربية لم أفهم منها إلا كلمتين “يا حبيبي”، تابعت المشاهدة والاستماع لتلك الحقارة التي تبث في بيوت كل الأردنيين رغمًا عنهم لعلي أفهم شيئًا من كلماتها أو يرهف سمعي لمقطع موسيقي منها، وللأمانة لم أرَ إلا الفجور بكل وضوحه وتجلياته ! ولا بد لأن أشير هنا، ولست متأكدًا، أن اسم البرنامج كان “صح صحصح”
نحن الأردن ارضاً وشعباً أطهر وأشرف من كل الشواذ الذين يريدون أن يوصلونا لهذا الانحطاط الاخلاقي، مثل هذه البرامج ليست من قيمنا ولا من ثقافتنا ولا من أخلاقنا ناهيك عن مخالفتها لعقيدتنا الإسلامية، من يشرف ومن يعد ويقدم هذا الفن الهابط الرخيص المبتذل للشعب الاردني إنما يهدف إلى تدمير القيم والأخلاق النبيلة التي نتحلى بها بكافة مكوناتنا، إنهم يهدفون إلى تدمير الأسرة الأردنية التي تمثل الركيزة الأخلاقية والعقائدية والإنسانية والتاريخية والحضارية لمجتمع الدولة الأردنية، ما رأيته وشاهدته لن يتحمل مشاهدته ولن يسمح بمشاهدته أي مواطن أردني يعتز بهويته وانتماءه لهذا الوطن، أؤكد وبكل مصداقية أن العري والابتذال والإيحاءات القذرة التي شاهدتها لم أشاهدها على مدار أكثر من شهرين قضيتها في ألمانيا الغربية في أي محطة من محطاتها الرسمية.
أتوجه لكل مسؤول ابتداءً من دولة الرئيس مروراً بمعالي وزير الإعلام ومدير الإذاعة والتلفزيون إعادة مشاهدة الحلقة ومشاهدة الابتذال في صرعة يا حبيبي ومعاقبة وطرد كل من أجاز ويجيز مثل هذه الانحرافات التي تسيء لنا جميعًا سواءً أكانت المحطة رسمية أم خاصة، فحماية الثقافة والهوية والأخلاق والقيم الوطنية هي مسؤوليتكم طالما أنكم صدّعتم رؤوسنا بخدمة العلم ودورها في إعادة صقل ثقافة الشباب! فحريٌ بكم قبل التفكير في كيفية بناء الثقافة والحس والانتماء والهوية الوطنية للشباب الأردني ان توقفوا كل البرامج الخلاعية التي تبث عبر محطاتنا الإعلامية والتي أوصلت الشباب إلى هذه الميوعة والانحراف وإعادة السيطرة وضبط الفضاء الإعلامي المنفلت ولا أن يقتصر دور أجهزتكم الأمنية على مراقبة الإعلام والنشاط السياسي.
أيضًا أتوجه هنا إلى نقابة المحامين وإلى كل المحامين الوطنيين رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم لوقف دفع رسوم التلفزيون الأردني الشهرية الذي يسمح مسؤوليه بتمرير هكذا تفاهات، علينا أن لا نكون شركاء في خراب هذا الوطن! ما يبثّ عبر الإعلام المرئي أكثر خطورة من ذلك العدو الخارجي الذي يتربص بنا، فهدم الأسرة هي الوسيلة الأنجع في هدم الدولة، للأسف هناك الكثير الكثير من الأناشيد والأغاني الوطنية التي تتغنى بالوطن لكن أصحاب الأجندة التخريبية يعملون على طمسها وتقديم الخلاعة والابتذال والقذارة عليها، أقولها وأجزم بأن كل أردني سيرددها لسنا بحاجة لمحطات وإعلام وتفاهة وانحطاط وقذارة يا حبيبي! ونرفض رفضًا قاطعًا أن “نصحصح” على أنغام انحطاطكم وأهدافكم وتوجهاتكم اللاوطنية، لن نصحصح على أهوائكم أيها المارقون فوق تراب الوطن الطهور، مسؤوليتنا وواجبنا أن “نصحصح” لسمومكم التي تعبث بأمن الوطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى