حازم مبيضين يكتب عن ’ العودة المظفرة للسيده شرعب ’

خبرني -كتب حازم مبيضين :

ليس معروفاً وزن السيدة دعد شرعب, التي قضت عمراً في خدمة العقيد الليبي معمر القذافي, لتطلع علينا بتصريحات بعد عودتها المظفرة, تضع فيها ذاتها بمرتبة الوطن, حين تقول إن احتجازها لدى النظام الليبي كان يستهدف الأردن, وتشن بالمناسبة حملة على الحكومة الأردنية, لأنها لم تجيش الجيوش دفاعاً عنها, رغم أن الأنباء تشير أن اعتقالها تم لأسباب متعلقة بصفقات مالية واقتصادية مع أطراف خارجية كانت طرفاً فيها, ورغم أنها نفت معرفتها بالأمير الوليد بن طلال الذي عادت للبلاد بطائرته الخاصة, فان الوثائق تؤكد معرفتها بالرجل ووجود قضايا بينهما, وكانت السيده شرعب دخلت معركة قضائية أمام المحاكم البريطانية مع الأمير الوليد قبل حوالي ثلاثة أعوام, حيث ادعت بأن الامير لم يدفع لها ما كان موكلوه اتفقوا معها عليه, وهو مبلغ 10 ملايين دولار (سمسرة) لقاء توسطها لشراء طائرته من طراز Airbu s لصالح العقيد القذافي بـ 120 مليون دولار, في الوقت الذي كان فيه الأمير طلب مبلغ 110 ملايين دولار فقط, وهي واحدة من جملة دعاوى قضائية كثيرة, أقامتها أمام محاكم بريطانية وأميركية, ضد مستثمرين أو شخصيات اقتصادية, كانت لها علاقات مع جماهيرية العقيد.

شرعب التي زعمت أن مساعدة الوليد لها ربما تكون نابعة من كونها أماً لفتاة من زوج سابق يحمل الجنسية السعودية, ورأت في هذه الخطوة ما يشعرها بالألم, لعدم اهتمام الحكومة الأردنية بقضيتها, زادت بأن أبدت استياءاً شديداً للتخاذل الحكومي مع أردنية تحمل الجنسية, وقامت برفد البلد باستثمارات ليبية على مدار 20 عاماً بحكم موقعها, وكعادة من هم على شاكلتها, اختبأت وراء الادعاء بأن الملك عبدالله الثاني طلب من القذافي الإفراج عنها, وكان يبدي اهتماماً بقضيتها, وحملت حكومتي الرفاعي والبخيت مسؤولية التقصير في تنفيذ التوجيهات الملكية لهما بالإهتمام بقضيتها, ولم تنسى تحميلنا الجمائل, بتأكيدها أن احتجازها كان يستهدف الأردن ولم يكن لأسباب أخرى, لكنها لم تذكر كيف كان ذلك, واستكثرت على السفير الأردني السابق في طرابلس, أنه لم يزرها غير مرة واحده, وكأن على الرجل أن يقفل مكتبه ويداوم معها في سجنها.

بالرجوع إلى تاريخ السيدة, سنكتشف أنها عملت لأكثر من عقدين ضمن الدائرة الضيقة للعقيد القذافي, وهي سيدة أعمال أسست في عمان مع شريكين شركة “غروب 3” للصرافة عام 1986 , واتسعت مهمات المجموعة على نطاق دولي وعربي في الاستثمار, وخاصة بريطانيا وليبيا والولايات المتحدة, قبل أن تغادر إلى ليبيا ضمن وفد نسائي للمشاركة في اجتماع لمنظمة المرأة العربية, حيث أقامت علاقات واتصالات فتحت لها مجالات واسعة, خاصة مع نعيمة الصغير وزيرة شؤون المرأة في ليبيا, التي قدمت شرعب إلى الشركة الليبية العربية للاستثمار الخارجي, المكلفة بالإشراف وتنفيذ كل صفقات واستثمارات حكومة القذافي مع العالم الخارجي، ومن هناك انطلقت محلقة في عالم المال والأعمال والصفقات الدولية, مستندة إلى علاقاتها مع مفاصل القرار في النظام, خصوصاً بعد أن باتت على علاقة مباشرة مع العقيد ورئيس حكومته.

المؤكد أن السيده شرعب تعود إلى الأردن, وهي مازالت تحمل العقلية التي أوصلتها في جماهيرية العقيد الكرتونية إلى منصب المستشارية, وتنسى أن نفس تلك العقلية قادتها إلى السجن والإهانة, وهي في الاحتفال الجماهيري الذي أقامته لنفسها, وبذخت فيه من أموال السمسرة, تقدم نفسها إلى المجتمع الاردني بطريقة استفزازية مرتدية الشماغ الأحمر.

وهي مهما حاولت اليوم النأي بنفسها عن عقيدها المطارد في الصحراء الليبية, لن تتمكن من محو ذاكرتنا التي ستظل طازجة وهي تسترجع ثمانية عشر عاماً من خدمتها للعقيد ونزواته, وهي اليوم تتعامل مع الأردن باعتباره نسخة كربونية عن جماهيرية القذافي الكرتونية وهذا بحد ذاته إهانة كان مأمولاً أن تتنبه لها أجهزة الإعلام التي طبلت لعودتها الظافرة المظفرة, والتي ما كان لها أن تكون لولا همة الثوار الليبيين.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى