هل رأيت الله في الوجود؟

هل رأيت الله في #الوجود ؟

أيسر الحرافشة

هل سبق لك أن إشتريت هاتف مميز من طراز رفيع ذو سعر باهض و عدت إلى البيت مسرعا حتى تفتح علبته و تخرجه
و تبدأ في محاولة إستخدامه و إكتشاف كل الزوايا و الخبايا التي وضعها الصانع فيه ، نعم لقد وجدت أشياء أبهرتك و عجز عقلك عن معرفة أو مجرد تنبؤ كيفية الصنع و مواصفات عقل الصانع و مهارته التي أسرت مشاعرك لكنها حيرت عقلك
إذا ما ألقيت بالمشاعر جانبا لمجرد لحظة لكن لماذا؟
لأن المفهوم الذاتي الذي نحمله هو أننا لسنا صناعيين و لا تقدر عقولنا على إنتاج مثل هذه #الأجهزة و الآلآت مع أننا تفوقنا في صيانتها و إصلاحها إذا ما تعطلت أو إحتاجت إلى التطوير و أرى أنا و هذا مجرد رأي أن #التصليح رديف للتصنيع بشكل او بآخر، فكلاهما يطبقان على نفس المصنوع.

أو إذا ما كانت سيارة حديثة بدل القديمة التي سببت لك صداعا يقول لقد أصبحت قديمة جدا إبحث عن غيري و حصل ذلك و ركبت تلك الجديدة و كأنك تركب #الحضارة في كل ما تراه عينك و تسحر عقلك بالنظر إلى ذلك البلد الصانع
نظرة فخر و قوة و ذكاء فلقد وصلوا إلى هذه المرحلة من التطور و التقدم و تسارع الخطى نحو المنافسة بإستمرار
و تأخذ لنفسك أيضاً قليلاً من هذا الشعور الذي يتجسد بثوب الشخص المشتري، الذي إستطاع أن يدفع كل هذا المال للحصول على هذه التحفة ربما تنسى نفسك أيضاً و تفرط في الفخر و تتجاوز من صنعها بالفخر بها إذا ما أصابتك نزوة الغرور.

مقالات ذات صلة

كل تلك الأحداث التي إعتصرت لك عقلك و جعلته في حالة تخدير و قادته حيثما تريد، هي تساؤلات في نفسك عما وصل إليه الإنسان الذي إستخلفه الله في الأرض في بعض الصور و لم نذكر منها الكثير فربما كنت محتارا أيضا بكيفية هبوط الإنسان على سطح القمر و ربما و ربما و القائمة تطول، لكن إذا ما أعدنا التحكم في النظارة التي نرتديها و ننظر بها إلى الوجود و هذه النظارة هي المركز الأول و الأخير في
النفس فهي التي تقودها حيثما سلكت من سبل و تشبه إلى حد ما غرفة المدير الذي يوقع بالموافقة أو الرفض على كل ما يعرض على هذه النفس.

إذا الحل يكمن في تلك الوسيلة و هي الجسر إلى الغاية حسنا ألا تتذكر أن الإنسان مخلوق ضعيف عاصي هبط إلى الأرض بعد أن تاب الله عز وجل عليه و بدأ يعمر الأرض و سخر له ربه الحيوان و الشجر و الحجر إلى أن إستطاع عبر التاريخ لأن يصل إلى ما وصل إليه اليوم قبل أن يعود إلى خالقه بعد إنتهاء محطة الحياة الدنيا، و مع ذلك فلقد أبدع الإنسان في كل شيء لكن الله وراء كل إبداع فهو الذي مده بخصائص جعلت منه مخلوقا مكرم و ذكي و سجدت له الملائكة بأمر ربهم في الملكوت الأعلى و نازعه الملعون إبليس بالحسد في معصية ربه جل و علا، أولم نرى أن مصدر كل جميل في الخلق هو الخالق.

لقد إلتمست الروعة و أصابك الذهول مما صنع #المخلوق لكن هل إلتمست روعة الله في كل صنيع جميل؟

الحيوانات و ما وضع فيها الله من فطرة تصيبك بالإستغراب إذا ما تفكرت قليلا، إلى السماء الجميلة ليلا و نهارا، إلى الوديان و البحار و المحيطات و الجبال الشامخة، إلى النبات الزروع و الثمار و الأشجار، إلى النجوم والكواكب و الشمس و القمر، إلى الرياح و الغيوم و المطر و الرعد و البرق إلى إتقانه
تعالى في خلقك من التراب إلى أن تعود إلى التراب، إلى ما أجرى الله عز وجل على كل من عاش على ظهر هذا الكوكب و عاد إلى بطنه بما جنت يديه نادما أيما ندم و يتمنى الرجوع
لكن فاتته الرحلة، فهي مرة واحدة و هو مخلوق متفرد لك أن تتخيل فقط الإبداع في خلق مخلوق مسير و مخير و تقام عليه الحجة في آن واحد و الخالق نفسه هو القاضي و هو الحكم العدل، أيمكن للعقل البشري أن يتخيل ذلك فهو قاصر و يفهم ما يدور في مفهومه فقط و ترى نفسك أحياناً كثيرة لا تولي إهتماما كبيرا لشيء لم تفهمه لأن القوة تنبع من المعرفة
ربما تلقيت أوامر كثيرة تطلب منك أن تؤمن لكنها جافة
لم تؤثر فيك بالشكل المطلوب، فأن تأخذ بيد أحدهم في الطريق ليس كأن تدله هو عليها يقطعها بمفرده فإخرج من ذلك الصندوق و أنقذ نفسك بنفسك و ليس بأحد آخر و ضع الله في كل فكرة تنسج لك مشهد هذا الوجود و تعيدك إلى الصراط المستقيم الذي أراده لك الله العظيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى