هل انشق القمر؟

هل انشق القمر؟

د. عبدالله البركات
أثير موضوع #انشقاق #القمر مجددا خلال الايام الماضية واختلف الناس في تفسير الاية الكريمة. وحتى ان #المفسرين اختلفوا في ذلك بين من قال انها حصلت زمن #النبي صلى الله عليه وسلم وانها معجزة من معجزاته وكانت بناء على طلب من #كفار #قريش وان عددا من الركبان الذين عادوا الى مكة بعد ذلك بايام شهدوا بذلك. وبذلك تنتفي تهمة السحر التي كانوا سيتهمون النبي بها لو انها كانت محصورة في مكان واحد. اما وقد شاهدها اخرون لم يكونوا حاضرين الموقف فذلك يدل على انها حقيقة وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ساحرا.
وقال اخرون ان الاية لا تتحدث عن شيء وقع بل هي عن #علامات #الساعة التي ستحصل في #المستقبل. الا ان الفريق الاول يرد بقوله ان الاية جاءت بفعل الماضي وليس المستقبل ولا يخرج الماضي الى معنى المستقبل الا بقرينة. وهذا رد ضعيف ففي القران الكريم استعمال للماضي بمعنى المستقبل. كقوله تعالى( ازفت الازفة. ) وغيرها. الا ان الحجة الاقوى للفريق الاولى ورود احاديث صحيحة في حدوث ذلك.
ويعود الفريق الثاني ليقول ان صح حصول ذلك فكيف لم يره كل الناس في كل مكان. ويرد الفريق الاول بالقول ان حدوث ذلك كان في الليل حيث كان اكثر الناس نياما او في بيوتهم مغلقين عليهم ابوابهم مما يمنع الكثيرين من رؤية ذلك. وهذا رد ضعيف. فلو كان هناك واحد في الالف غير نيام على امتداد الكرة الارضية لشاهدوا ذلك ولشهدوا به ونقلوه ودونوه في كتبهم. خاصة انه كان هناك حضارات متقدمة مهتمة بالفلك والنجوم وعندهم مراصد عديدة لمتابعة امر السماء.
وقد وصل الامر بالخلاف ان اهتم به الاعلامي الشهير عمرو اديب واتصل بالدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الذي قال انه هناك انشقاق ولكنه نفى ان يكون القمر قد انشق نصفين ثم التحم وقال ان ذلك تخريف.
اذاً ما هو الرأي الراجح المنطقي ؟ برأيي ان ذلك حصل وكان #معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا تؤيده الاحاديث الشريفة. فقط يجب ان اضيف وهذا ما اسهم به في هذا الموضوع واحتسب الاجر عليه عند الله، ان الانشقاق حصل ولم يشهده احد الا الذين طلبوه والذين شهدوا عند كفار قريش به من الركبان خارج مكة. اما غيرهم من غير اهل مكة ومن عامة اهل الارض فلم يشاهدوه سواء بانشغالهم عنه او بصرفهم عنه، خاصة انه حصل لبضع دقائق او حتى لبضع ثوان. المهم في الاضافة التي اضيفها هي انه كان من الحكمة البالغة ان لا يراه كل اهل الارض. ذلك ان انشقاق القمر كان معجزة لتأييد النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته. ومعلوم ان الدعوة كانت في بدايتها وان خبر النبي لم يصل خارج مكة الا لبعض القبائل والقرى القريبة. لذلك فلو كان الانشقاق منظورا على مستوى العالم لاستعمله كل مدعٍ دليلاً على صدق دعواه ، وكل ملك على شرعية ملكة ، وكل مشعوذ على صحة شعوذته ، وكل رجل دين على صحة ديانته. فاقتصرت رؤيته على من تنفعه الرؤية في تصديق النبي صلى الله عليه وسلم دون ان يستغلها غيره في دعوى باطلة.
هذا ما أراه في الموضوع ولعل به ما ينفع متفكر او يثبت متردد او يرد شارد وما توفيقي الا بالله. فإن اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي ومن الشيطان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى