هل أفسد الدعاة عقول النساء ؟! / نداء أبو الرُّب

هل أفسد الدعاة عقول النساء ؟!
نداء أبو الرُّب
لا استطيع الوقوف على عدد الرسائل التي تصلني يومياً أو المنشورات والفيديوهات التي أشاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يتحدث فيها شيوخ دين عن أنَّ الزوجة غير مطالبة بالعمل داخل منزلها ولا الطهي ومهمتها الأساسية تربية أطفالها، وعلى الزوج المقتدر طبعاً توفير عاملة منزلية للقيام بكل ما سبق ذكره، فلا أدري إلى أي حد بالغ هؤلاء الدعاة في إفساد عقولنا التي ليست بحاجة لمزيد من هذا الكلام حتى تثور!

لطالما سمعنا عبارة أن الأم ليست التي تنجب بل التي تربّي، وحتى نزيل الغشاوة عن الصورة الحقيقية لوجه الأم الرئيسي يجب أن نتذكر أن التربية تشمل جوانب كثيرة لا يمكن التغافل عنها، أن تربّي يا سيدتي طفلك يعني أن تسعدي بتقديم الأفضل له ضمن حدود إمكانياتك، وإن توفري لأجل عينيه بيئة مثالية للتنشئة، أن يقال عن الأم بأنها ليست مطالبة بطهي أشهى المأكولات لأطفالها ولا بغسل ملابسهم بكل حب ورضى ولا بتنظيف منزلها من الجراثيم والأوساخ حتى تتطمئن على سلامتهم هي كلها دعوات هدامة تلغي القيمة العظيمة للأمومة، لا ضرر في أن تجلب المرأة القادرة عاملة تساعدها في أعمال المنزل ولكن ما يحصل في الكثير من الأحيان أن هذه الأم تتنازل عن مهامها تماماً لتصبح العاملة فيما بعد هي الأم وهي التي تربي الأطفال وتدرسهم وتطهو لأجلهم والأمثلة على هذه الحقائق في مجتمعاتنا كثيرة.

فليقل خيراً أو ليصمت هو الشعار الذي يجب أن يتبناه أغلب دعاة السوشال ميديا هذه الأيام، حتى يتركوا أدمغتنا ترقد على الوسادة بسلام، فكل الذي ينطقون به من هول الكلام، تأخذه النساء على محمل الجد ويطالبن به دون وعي وتفكير، ويتمردن على واقعهن بشكل خاطئ وسوء تدبير، فالأمومة ليست بحاجة للكثير من الحلقات والدروس، ولا إلى فك شيفرة رموز صعبة تُصدّع الرؤوس، المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، وهذه الرعاية شاملة لكل شيء لا يحملها فوق طاقتها، حينما تقررين أن تصبحي أمَّاً يا عزيزتي يجب أن تتخليْ عن الأنانية التي لن تجلب لبيتك سوى الدمار والتفرقة، ليكون العطاء في داخلك غزيراً وتنثري حنانك غير المشروط بصورة مشرقة.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى