“هربًا من جوع رفح”.. طفلة فلسطينية تروي ظروف نزوح أسرتها وسط القصف (فيديو)

#سواليف

يدور أهالي قطاع #غزة في دائرة مفرغة من #القتل و #التجويع والتهميش، فرحلة #النزوح إلى الشمال هربا من قصف الجنوب وُصفت بأنها “أسوأ كابوس”.

ويلازم #الكابوس نفسه الفلسطينيين مجددا في رحلة النزوح العكسي إلى وسط القطاع مرة أخرى، فرارا من #الجوع وانقطاع #مساعدات #الغذاء وانعدام مياه الشرب.

عائلة الطفلة حنان من بين آلاف الأسر التي فضلت الموت بنيران #الاحتلال على ضنك العيش ومهانة العوز في مخيمات النزوح بمدينة #رفح، فاختاروا العودة واللجوء إلى وسط القطاع على الرغم من #الدمار الكبير في مخيم البريج وبعض مناطق مخيمات النصيرات والمغازي ودير البلح.

حنان وهي تتنفس الصعداء، وكأنها خرجت لتوها من السجن، وصفت الوضع في شمالي القطاع بالمستحيل، قائلة “الوضع في الشمال زي الزفت على الآخر”، وعندما سئلت عن سبب خروجها وعائلتها من مخيمات رفح بعد 140 يوما، لم تجد حنان كلاما تصف به حجم #الكارثة سوى “الجوع.. إيش أحكي؟! مفيش إشي”.

وبابتسامة ثقة واعتزاز، قالت حنان “شفت جيش الاحتلال وماني خايفه منهم”، وهي تحكي تفاصيل رحلتها هي وأفراد أسرتها باتجاه وسط القطاع.

بلهفة واشتياق تركت حنان الكاميرا، وركضت مهللة بصوت عال “بابا بابا”، فرحا برؤية أبيها يأتي من بعيد حيّا يمشي على قدميه، عائدا من طريق الموت المؤدي إلى وسط القطاع.

خمسة أشهر إلا قليلا، لازم مئات الآلاف من الفلسطينيين الشمال طوال هذه المدة، هربا من الغارات الجوية وقصف الدبابات والقنص، غير أن الجوع تمكن من تهجيرهم مرة أخرى عكسيا إلى جحيم وسط القطاع، ليصبح معظم سكان القطاع البالغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة على حافة المجاعة، وفق الأمم المتحدة التي حذرت من ذلك منذ الشهر الأول من الحرب المتواصلة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أجسام نحيلة أنهكها الجوع والرعب، وبراءة وُئدت في مهدها، وقلوب شاخت قبل أوانها، يتحملون بين أضلاعهم ما لا يتحمله بشر، إنهم أطفال غزة الكبار يُعلّمون العالم المغيَّب معنى الصمود، ولأنهم أطفال من نوع فريد، فأحلامهم ليست كأحلام أقرانهم في العالم، فهي أحلام منسوجة بآمال بسيطة تقتصر على كسرة خبز يتقاسمونها ومأوى يعيد إليهم دفء الأسرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى