ندوة ممارسة “سياسة الفتن والنعرات” / عبد الفتاح طوقان

ندوة ممارسة “سياسة الفتن والنعرات”

عزوف الاردنيين من أصل فلسطيني عن المشاركة في الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات” هي ندوة أقيمت هذا الأسبوع في عمان بحضور رؤساء وزراء في مرحلة جديدة من مراحل الإفلاس الحكومي السياسي ومرحلة تصفية القضية الفلسطينية، راي البعض فيها انها تخدم المشروع الصهيوني ليكون الاردن وطنا بديلا، مع العلم ان قناعة رئيس الوزراء الأردني الحالي، عندما اقيل من منصب وزارة الخارجية منذ سنوات هي أن الوطن البديل قد قام وأن الصهيونية تبحث عن نظام بديل وكثيرون يؤيدون صحة هذا الفكر ويعارضون الطرح. سبحان مغير الأحوال.

هذه الندوة وغيرها لا تخلو من قصد مبرمج مسبقا لتأليب الناس واثارة النعرات لأجل تنفيذ مخطط تمرير الوطن البديل من جهة وتصفية القضية الفلسطينية، لذا يجب ان يكون الوعي كاملا لما يحدث وعدم شق الصفوف والالتفاف على الواقع.

وتأتي الندوة بعد سنوات من مقالة عن “حقوق الفلسطينيين المنقوصة في الأردن ” التي نشرها رئيس الديوان الملكي آنذاك بعد ان استفاض واستفاد وغاص في كل وزارت الدولة ناهلا منها الشهرة والثروة باعتباره الفلسطيني المتآردن الفيلسوف ذو الحديث العذب والنكات المضحكة التي تعجب المسؤول، وصاحب منصة السياسات الاقتصادية الفاشلة هو وفريقه التي أوصلت الأردن الي مديونية بالمليارات، متنكرا للدولة التي لم تخلوا من منصب الا ومنحته إياه، يهجوها في لحظة اقصائه عن المناصب ليعود اليها لاحقا مادحا بمقال نشره له صديقة في جريدة الحياة بعنوان ” السندريلا الأردنية ” و بترتيب و اعتذارات و توبة للآمن.

مرة اخري على نفس المنوال يأتي فلسطيني متآردن، بعد سنوات من تلك القضية التي يذكرها الأردنيون جيدا، من رحم مجلس النواب الأردني متسائلا: ما هي المصلحة العامة لتهميش واقصاء مكون الأردنيين من الأصول الفلسطينية بالأردن، موضحا أن سلوك المكون بعدم المشاركة بدأ تدريجيا وأصبح ملحوظا.

والأدهى ان البعض يعيب عليهما أن كلاهما ينعمان بالجنسية الأردنية، و أن آرائهما ودعواتهما تحمل طابع ممارسة الافلاس السياسي لخدمة انفسهما من خلال الفتن، وكلاهما حصدا ما لم يحصده أي أردني من كفر اسد شمالا الي الفرافرة جنوبا، ويدعون الي اثارة النعرات وتقسيم الدولة، وكلاهما لم يقدم أي شيء للأردنيين من أصول فلسطينية ولا حتى الأردنيون من أي أصل، و ليس لهما إنجازات تذكر، بل استمدوا مكانتهما بالادعاء بفلسطينيتيهما والقفز عليها للوصول الي مراكزهما واعتبروا ان الأردنية مجرد جواز سفر في درج مكاتبهما يستخدم عند الحاجة، متسولين الهوية التي توصلهما الي مآربهما الخاصة.

ليس مستغربا أن الأردنيون أنفسهم يقولون إننا فلسطينيون، وهذا صحيح من منطلق باب القومية والعروبة والوحدة الوطنية والدفاع عن فلسطين المغتصبة. والتساؤل ربما بعض الأردنيون من أصول فلسطينية أردنيين فقط بسبب الغزو والاحتلال الإسرائيلي وأردنيين اسما فقط، قد يعودون بعدها فلسطينيون ؟، لذا فأن الهوية ليست بفترة احتلالية وقطعا ليست بشهوة استغلالية!

أيضا الهوية ليست باللغة ولا الدين ولا شهادة الجنسية وجواز سفر احمر خاص، ولا هي نظريات الهويات الجامعة والفرعية الشرقية والغربية التي أشار اليها رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري علي استحياء، أن الهوية بالأرض والانتماء اليها والدفاع عنها، لا في إشكاليات ظاهرها مزاجية الوزير والنائب في محاولة لنزع الهوية عن الأردنيين وتقسم الوطن تحت شعار “نحن أردنيون من أصول فلسطينية حقوقنا منقوصة”. أن ذلك هو الغياب التام للمسؤولية الوطنية.

إلـى أيـن تـمــضـي بالأردن سياسة الفتن المؤدية الي التعصب والانقسام؟ والي متي اعتماد مؤسسة الحكم علي مثل تلك النوعيات عوضا عن محاكمتها ومحاسبتهما؟، انهما يتحملان مسؤولية الفتنة الاولي والثانية، فتنة مقال وندوة.

في أجواء التحولات الجيو-استراتيجية وانعكاساتها الراهنة والمستقبلية على الأردن لابد من التواصل مع الاردنيين المخلصين لوطنهم لا المتآردنيين وشهواتهم الهوائية.

الأردن للأردنيين دوما وابدا وعلمه وكل بيارقه خفاقة عالية بهمة ابنائه، لن يسيطر عليها مخرب من أصحاب الفتن او منقوص الانتماء بنظرياته ومقالته وندواته التي تؤدي الي الاحتقان تحت شعار سياسة” النيو- ليبرالية” و غدر الديمقراطية.

aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى