نخ يا جملنا
في زفة العريس دائما ما كنا نسمع اهزوجة اردنية تقول مفرداتها يا عريس يا ابو حطة من وين صايد هالبطة وغي النهاية يقولون نخ يا جملنا يا شايل حملنا.
بداية الاهزوجة غزل بالعريس وعروسه ونهايتها مطالبة بان ينخ العريس شايل الحمل ولا ندري عند من ينخ عند من يزفوه ام عند العروسة الجميلة .
كلما اسمع هذه الاغنية اتذكر الشعب والحكومة واتذكر الغزل الحكومي بالشعب العظيم حتى يخيل الي ان الحكومة لا تمارس العشق الا مع الشعب حتى تبين لي انها تمارس العشق الحرام.
كيف ذلك ؟ هي تتغزل بالشعب ففي بيانها الوزاري تغني للشعب ولرفاهية الشعب ولاخلاص الشعب ووطنيته وبعد ان يصدق الشعب فهو العريس ابو الحطة الذي صاد البطة تبدا بفرض الضرائب وزيادة الاسعار وفي النهاية تطالب شعبها الحنون بان ينخ مثل الجمل ولكن الجمل يرفض.
الحكومة تطالب الجمل ان ينخ وهو شايل حملها فهل تريد ذبحه بعد ان استنزفت قواه تمهيدا لتوزيع لحومه والحمل على البعض.
مثلا الرقبه سياخذها فلان بينما الفخذ من نصيب فلان الاكتاف من نصيب علنتان بينما دم الجمل المنحور يبقى يترنح على الارض لينبت جملا اخر تركبه الحكومات التي تاتينا وتزول وتعود وتفني لنا يا عريس يا ابو حطة وتنهي بنخ يا جملنا.
لم تدرك حكوماتنا الرشيده ان هذا الشعب جمل لا ينخ او ينام يتحمل العطش والجوع وحر الصحراء يتغذى على جوعه وعلى صبره .
هو كالسفين تماما يجوب غمار الصخاري والبحار لكن الفرق اننا في الاردن نجوب غمار الحب
و لا تدرك حكومتنا ان الجمل اذا غضب فانه ياخذ من امامه مثل السفين الذي يشق مياه المحيطات بكل ثقة فلا تقف امامه موجه ولا حتى اعاصير.
نخ يا جملنا………. ويرفض الجمل ويبقى يلعق التعب ويشيل الحمل تلو الحمل ويبقى يعتبر ان رقبته المرتفعه وراسه الذي يعلوا جسمه كاملا هو اساس كرامته وعزه وصبره.
لا ادري لماذا يطالبون الجمل ان ينخ” انا لا اعرف حكومة على وجه الارض تركب الجمل وتتعبه وتضع عليه الحمل كله ومن ثم تطلب منه ان ينخ ..فلماذا لا تنخ هي وترتاح لتريح الجمل وتتركه يوما يقرر مصيره واين يمضي ويروح.
نخ يا جملنا ….حتى الاهازيج باتت باتت تتشابه مع واقعنا حتى الغزل الممنوع بات يتكلم عنا ………. حتى الشعراء كانوا يستلهمون الصبر من صبرنا ويستلهمون الخب من قلوبنا.
نخ يا جملنا…………….ولن ينخ
