” نبش ” في الذاكرة !

” نبش ” في الذاكرة !

هل تساءل أحدنا ، هل يعيش دون ذاكرة ..!! لا أظنّ ، فالذاكرة هي نحن في مواقف مختلفة و مراحل عمرية إنها تاريخنا الخاص .. فيما يختلط بالتاريخ العام .. لا أدري كيف أدخل في حالة تأمل ، مشحونة بمشاعر مختلطة .. حنين… شوق .. حزن كلما فتحت نافذة من الذاكرة ..تطلّ على الماضي ، الذي نسميه الزمن الجميل .. رغم ما عانيناه و رغم البساطة التي كانت طابع عيشنا .. اعترف لكم و الحق أقول لكم ..أنا ضعيف أمام ما يحتل تفكيري و مشاعري من صور الماضي ..قصصه .. و أحداثه و قبل أن تحكموا .. أنا لا أعيش في الماضي ..و لكن كلما تقدمنا في العمر ، و ضاقت الحلقات و اختلفت الحياة تحت وطأة التغيير – أشعر بحنين يجتاحني لذكريات الماضي ..لذاك الفتى و الشباب الذي كنته .. لتلك الأيام التي أمضيناها مع رفاق الحارة و الصحبة و الجيرة فأين هي ملاعب الصبا .. و ضحكات الرفاق و مشاكساتهم أين تلك العفوية و البساطة .. فتكاد تتلاشى الفروق بيننا .. تتشابه أيامنا .. و معاناتنا… في صيف قائظ أو شتاء بارد… أين تلك السهرات الطفولية تحت أعمدة الكهرباء… نروي قصصا و نوغل في المخيف ..قصص الأفاعي و السحر و الجن… حتى نغرق في الخوف ، قبل أن نتفرق ..كل إلى منزله ..كانت تلك مسلسلاتنا و تسليتنا .. لماذا كلما فتحت صندوق الذكريات .. و استعرضت الصور بالأبيض و الأسود ..تأخذني الذكريات .. و تعيدني .. بمشاعري ..إلى ذاك الزمان .. حينما استعرض صور الأحبة ، كيف كانت وجوههم قبل أن يمرّ عليها تعاقب السنين ..و كيف كانت شعورهم السوداء المسرّحة الجميلة ..قبل أن يداهمها المشيب .. صور الأبيض و الأسود تاريخ يسكن تلك الصور… شباب و حيوية ..ارتحل و رفاق غيبتهم الأيام ..و أحبة سبقونا إلى دار البقاء .. نبش في الذاكرة ..يفتح ما اختزناه من أيام طفولتنا و شبابنا… في المدرسة ..و الجامعة ..في العمل .. نتذكر أسفارنا و أحلاماً طويناها… نتذكر قصص عشق لم تكتمل .. نتذكر كم كنا بتلك البساطة و العفوية نتذكر قصصا و حكايا ..و مواقف ..منها المفرح و المضحك .. و منها المؤلم المبكي ! نتذكر اليوم و نروي لأنفسنا قبل الأولاد و الأحفاد ..كيف كنا . و كيف كانت الحياة .. كيف كان وفاء الأصدقاء .. و حرمة الجيرة و كيف كانت المحبة .. بعيدا عن الحقد و الحسد بعيدا عن المجاملات الكاذبة .. كانت الضحكة من القلب ..دون رئاء و مصلحة ! احمد المثاني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى