نبراس على الطريق (4 ) / أمجد شطناوي

المرحلة الرابعة بدأت بانتهاء غزوة الخندق حيث قال: صلى الله عليه وسلم اليوم نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم . ففي غزوة الخندق جمع الكفار أقصى ما يمكن جمعه من عدد وعدة، وقد فشلوا فبعد هذه الغزوة من ياترى سيدير الأحداث؟؟ ومن ياترى سيكون صانع الأحداث؟؟ انها دولة الإسلام بقيادة الرسول الإسلام انه الرسول الملهم الموحى إليه صلى الله عليه وسلم، وهذا ما حصل فعلا ففي هذه المرحلة كانت المبادرة والمباغتة من قبل المسلمين وهم من يسيطر على الحدث ويديره، إن أهم ما يميز هذه المرحلة هي صناعة الحدث وإدارته، ومباغتة الأعداء ويعود السؤال من جديد من قام بهذا الدور؟ إنها دولة الإسلام بقيادة ملهمة وفذة وموحى إليها . في هذه المرحلة حدثت أمور كثيرة ، وأهم حدث فيها ويحمل في طياته قيمة استراتيجية عالية وذات دلالة لا يفهمها إلا ذو عقل استراتيجي بعيد المدى هو صلح الحديبية، فالعبقرية في هذا الصلح جاءت من قائد ملهم وفذ وموحى إليه فتم استدراج العدو إلى مصيدة صلح الحديبية وكان التخطيط المحكم قبل التوقيع عليه من خلال تجهيز المسلمين للعمرة بأسلحة ليست ذات طابع هجومي وبعدد 1400 مقاتل والسيوف في قرابها وهو بالنسبة إلى سكان مكة كبير نسبيا ظاهره العمرة وباطنه هدف كبير جدا وهو وقوع العدو في مصيدة الصلح وهنا يجب ان نشير إلى قضية مهمة جدا حسب ما أرى ان الهدف والبعد الإستراتيجي للهدف المنشود كان مخفي عن الكل وان لم يكن كذلك فمن كان يعلم لربما لم يتجاوز أصابع اليد والمحافظة على سرية الهدف أعظم ما فيه حتى لآ يعلم الأعداء عن الخطة فتفشل ونذكر هنا مبدأ عظيم وهو لا ضير من أن يحجب القائد الملهم عن الرعية وحتى النخب هدف عظيم ، ويحمل في طياته الخير الكثير ، ولي أمثلة تشبه هذا الموقف حسب ما أرى انا العلد الفقير لله ، والمكان يضيق بذكره . الان الهدف والبعد الإستراتيجي كان مخفي ولذلك فإن الكل عارض الصلح وان لم يكن الكل فمعظمهم والدليل اليكم الاقتباس التالي:- عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال أليس برسول اللّه أو ليسوا بمشركين ونحن بالمسلمين فكان أبو بكر يرد بالإيجاب.. فقال عمر: فعلام نعطي الدنية أي نخضع لهم في ديننا.. وتوجه عمر بنفس الأسئلة إلى رسول اللّه فقال: «أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره، ولن يضيعني. بالمجمل نصوص المعاهدة بالظاهر لصالح الكفار وبين السطور للمفكر وصاحب رؤية ثاقبة لصالح المسلمين فمن خلاله تم شق صف الأعداء من يهود إعراب ومكة وأعداء كثر ، ولن نتطرق إلى القيمة الإستراتيجية للصلح لان هنالك من اشبعها بحثا وتحليلا ولكن رسالتي هي :- في مرحلة زمنية من تأسيس الدولة تشبه هذه المرحلة لا ضير من معاهدات مع الكفار حسب ما يتطلبه الزمان والمكان دون المساس بالثوابت ما زال الصلح فيه مصلحة نحو الهدف المنشود ، فإذا لم تكن سيرة دولة الإسلام وقائدها الملهم والموحى إليه نبراسا لنا فمن سيكون نيراسنا. من نتائج هذا الصلح الاستراتيجي وأهمها على الإطلاق تم الاستفراد بالاعداء الواحد تلو الله فتم القضاء على اليهود الأفاعي وزالت أوكار الدساءس والمكر والاستيلاء على ممتلكاتهم وكذلك تم تشتيت وإرهاب الأعراب قساة القلوب و المتقلبة وزاد عدد من دخل الإسلام واصبحت دولة الإسلام أقوى قوه داخل الجزيرة. في هذه المرحلة نسطر ما يلي:- تم عقد الصلح مع الكفار وكان حلف المسلمين مع خزاعة من الكفار وكان ظاهر الصلح لصالح الكفار وهذه رسالة لمن يريد اختصار المراحل بمرحلة واحدة ويريد ان يرفع بندقية بوجه طائرة او بوجه صاروخ عابر للقارات يحمل رأس نووي متجاهلا سيرة كل الانبياء وهنا اتكلم انا عن جهاد الطلب وليس جهاد الدفع حتى لا يظن احدهم انتي مأجور القلم نقول له أنه الزمن وأدواته ونزيد ونقول ان كان ما تقوم ضمن هدف نمو الدولة دون المساس بالعقيدة فلا بأس . ثانيا :-تم تهيئة الدولة إلى المرحلة إلى المرحلة الأخيرة مرحلة القوة العظمى محليا وعالميا. نلقاكم بإذن الله في نبراس 5 ان كان في العمر بقية ، إلى ذلك الحين نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى