مَـتـيـن يـفـوز بالـقـاضـيـة…!!! / د . نـاصـر نـايــف الــبـزور

مَـتـيـن يـفـوز بالـقـاضـيـة…!!!

لا يخفى على أحَد أنَّ الله تسمَّى بتسعٍ و تسعين اسماً و صفة مَن أحصاها دخل الجنّة بنصِّ الحديث الشريف؛ و الإحصاء لا يعني “العد” كما يتصوَّر بعض الناس؛ بل يعني العلم بها و بمعانيها و العمل وفقاً لاستشعار مكنوناتها و مراميها؛ و ليس بمجَرَّد استخدامها كتسميات أو تكرارها كـ “كليشيهات”!

ومِن هذه الأسماء و الصفات “العلي” و “المتين” و اللتان نستخدمُ دلالاتهما في بعض تسمياتنا لأبنائنا! فكم عرفنا مَن تسَمَوا بـ “علي” و كذلك “متين” خصوصاً في بلاد المسلمين مِن غير العرب!

فهل كانت صُدفة أن نرى التناقض في تجسيد معاني “العلي” و “المتين” في نفس المكان و نفس المكان تقريباً، أعني في الولايات المتَّحدة بالأمس و قبل الأمس!!!ففي يوم الجمعة شهدت الولايات المتَّحدة أكبر مهرجان للدعوة إلى الإسلام في التاريخ!

مقالات ذات صلة

أجل لقد تابعنا و تابعت مئات الملايين عبر المعمورة “حفل” تشييع البطل العالمي المسلم “علي” (محمّد علي)؛ و سمعِت أمريكا صوت القرآن و صوت الإسلام المعتدل و تفاعلت معه بشكل حقيقي لأوَّل مرَّة؛ فقد شارك في التأبين المسلمون و المسيحيون و اليهود و البوذيون و الهنود الحُمر! و كان موقف الجميع و لسان حالهم و مقالهم بلا استثناء يُرَدِّد طوعاً: “كم هو رائعٌ هذا الإسلام” الذي جَسَّدَه “علي” في سلوكه أفعالاً و أقوالاً حتَّى كادت أمريكا تدخل “في دين الله أفواجا”!!!

و في اليوم التالي و بعد أقل من ستٍ و ثلاثين ساعة، جاء الرد صارخاً مِن “متين” (عمر متين) ليقتلَ عشرات الأمريكان في مقهى ليلي في فلوريدا في حادثةٍ هي الأفظع في عقود من تاريخ أمريكا بعد أحداث سبتمبر! أجَل جاء الرد مقصوداً مقصوداً مقصوداً مِن المغمور “متين” الذي بايع “داعش” في وجه البطل “علي” الذي كادت أن تُبايعه أمريكا!

للأسف فقد يخسر الأسطورة “علي” أخر لقاء له بالضربة القاضية في الجولة الأولى ضد خصمه الهاوي الضعيف “متين”!

قد يخسر الأسطورة “علي” النبيل بالضربة القاضية ضد خصمه “متين” السافل ليس لضعف “علي” بل لأنَّ القوى الداخلية في أمريكا و بعض القوى الخارجية تآمرت مع “متين” ليفوز!

قد يخسر الأسطورة “علي” النبيل بالضربة القاضية ضد خصمه “متين” السافل حتّى تبقى صورة الإسلام دموية بشعة في عيون العالم!

قد يخسر الأسطورة “علي” النبيل بالضربة القاضية ضد خصمه “متين” السافل لتنفيذ أجندات و مُخطَّطات كبيرة ضد الإسلام و ضد المنطقة!

قد يخسر الأسطورة “علي” النبيل بالضربة القاضية ضد خصمه “متين” السافل فيخسر المسلمون اللقب العالمي للوزن الثقيل في السماحة، و الحُب، و التعايش و السلام!!!

محمّد علي لم ييأس يوماً بعد أيِّ هزيمة؛ فقد استطاع أن يهزم أعتى الخصوم و يستردَّ لقبه مراراً؛ هكذا تعلَّمنا من “علي”؛ و هكذا يجب علينا أن نقاوم الاستسلام لأعداء الإسلام الذين يختطفون الإسلام بذريعة حُب الإسلام، و الإسلام مِنهُم براء!!!

فلنهتف جميعاً “علي… علي… علي” فلعلَّ “علي” ينهضَ من جديد قبل أن يعد الحكم للعشرة و يعلن فوز “متين”! و الله أعلَمُ وَ أحكَم!!!

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. كلام جميل وصحيح ورأي حصيف أشكرك على الجهر به في زمن النفاق والتورية .. لك الإحترام ولكل من يحمل هذا الفكر الواعي .. ما زلت ابحث عن إجابة عن سؤالي : هل كان هذا ……… يقيم الصلاة قبل أن يبايع قائد المحبطين والإرهابيين الجبناء …؟

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى