من هو الفائز ؟ / مروان الدرايسة

من هو الفائز ؟

ما إنتشر بشكل موسع ومبالغ به على وسائل التواصل الإجتماعي هو خبر المنازلة التي كانت منتظرة بين النائب في البرلمان الأردني يحيى السعود وعضو الكنيست الاسرائيلي أوران حزان عند جسر الملك حسين وذلك على خلفية تصريحات عضو الكنيست الاسرائيلي بشأن حادثة السفارة الاسرائيلية في عمان والتي أسفرت عن مقتل أثنين من الأردنيين الأبرياء والتي قال فيها بأن الأردنيين بحاجة الى إعادة تربية والتي دعى النائب يحيى السعود عضو الكنيست الاسرائيلي الى مباطحته على الجسر وقبل ذلك عضو الكنيست الدعوة للنزال وتم التراجع في النهاية .
هذا الخبر يثير فينا الحزن بسبب تقزيم الأمور الى هذه الدرجة من الإبتذال والسفاهة وتسطيح الأمور لمكانة لا تليق بها نحن لا نريد أن نحارب ولا نريد بنفس الوقت أن ننجر وراء الإسفاف لحادث جلل نتج عنه إزهاق روحين بريئين وسيل دماء غالية على كل أردني وأردنية بل كل ما نريده هو منازلة من سمح لذلك الحارس الصهيوني ووافق على مغادرته للأردن وإعادته الى كيانه المغتصب بزمن قياسي وبسرعة تعدت سرعة الصوت وبطريقة فاضحة مهينة دون سند قانوني ودون ضمانات وبالتالي التهاون بالدم الأردني الغالي الذي لا يقدر بثمن .
بل لا بد من إجراءات قوية وحازمة ملموسة على ارض الواقع تعيد للأردنيين إعتبارهم وتثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن (حيط الأردن مش واطي ) ليس بالغناء وإنما بالفعل , فبدلاً من أن تلقي هذه الحكومة بدمائنا في الشارع كونه الأرخص دماً عليها بعكس دماء الأخرين الغالية عليها وتدافع عن القاتل الدفاع المستميت على لسان وزير داخليتها الذي إتهم الضحية بدون أن يشاهد أي شيء بأم عينه فلو كان القاتل أردنياً ما كان دفاعه بهذه الحماسة والشجاعة يا للأسف على إسترخاص دمنا بهذا الأسلوب المهين والذي يبرهن لنا بأن مقولة الإنسان أغلى ما نملك هي مقولة تتبعها هذه الحكومة في حالة واحدة هي بأن الإنسان الأردني غالي لأنه من وجهة نظرها (الصراف الآلي ) القابل للإختراق بأي وقت تشاء وكيفما تشاء ولا تجد من يردها الى صوابها من الشعب ليس خوفاً وإنما حفاظاً على أمن هذا الوطن الذي أصبح في فم مسؤولينا منة يحملون أبناء هذا الوطن جميلته مع أنه من صلب واجبات هذه الحكومة نحو مواطنيها فوحدهم الفقراءالذين يتلقون لكماتها المتوالية بلا رحمة وشفقه مما جعل عيشهم في ضنك ومشقة غير منقطعة النظير قل مثيلها .
ختاماً وبالنسبة لمواقف النواب الاكارم من تلك الحادثة التي وقعت بسفارة العدو الصهيوني في عمان فهي لم ترقَ الى المستوى المأمول وكانت ضعيفة وبالأخص مواقف نواب لواء الرمثا نواب ، ترى منهم جعجعة ولا ترى طحناً وينطبق على موقف النواب بشكل عام قول الشاعر أحمد مطر :
منذ سنين يترنح رقاص الساعة …يضرب هامته بيسار يضرب هامته بيمين ..
والمسكين لا أحد يُسكن أوجاعه ..
لو يدرك رقاص الساعة ..أن الباعة يعتقدون بأن الدمع رنين ..
وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة …
لتوقف في أول ساعة عن تطويل زمان البؤس ..
يا رقاص الساعة دعنا نقلب تاريخ الأوقات بهذي القاعة وندجن عصر التدجين ونؤكد إفلاس الباعة
قف وتأمل وضعك ساعة …
لا ترقص قتلتك الطاعة …..قتلتك الطاعة !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى