من كل بستان زهرة (62)

من كل #بستان #زهرة (62)

#ماجد_دودين

(اللهم: إني أبرأ إليك من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكيل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك، ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الصبر إلا على بابك، وأسألك أن تجعل الإخلاص قرين عقيدتي، والشكر على نعمتك شعاري ودثاري، والنظرَ في ملكوتك دأبي ودَيْدَني، والانقياد لك شأني وشغلي، والخوف منك أمني وإيماني، واللياذ بذكرك بهجتي وسروري.

اللهم: تتابع بِرك، واتصل خيرك، وعظم رِفدك، وتناهى إحسانك، وصدق وعدك، وبَرّ قسمك، وعمَّت فواضلك، وتمَّت نوافلك، ولم تسبق حاجة إلا قد قضيتها وتكفلت بقضائها، فاختم ذلك كله بالرضا والمغفرة، إنك أهل ذلك، والقادر عليه…)

*************

(سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض حكمه، سبحان الذي في القبر قضاؤه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في القيامة عدله. سبحان الذي رفع السماء، سبحان من بسط الأرض، سبحان الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه)

************

العلامات الكبرى ليوم القيامة

عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ. قالَ شُعْبَةُ: وَحدَّثَني عبدُ العَزِيزِ بنُ رُفَيْعٍ، عن أَبِي الطُّفَيْلِ، عن أَبِي سَرِيحَةَ، مِثْلَ ذلكَ، لا يَذْكُرُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ أَحَدُهُما في العَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ في البَحْرِ. وفي روايةٍ: كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ تَحْتَهَا نَتَحَدَّثُ، وَسَاقَ الحَدِيثَ بمِثْلِهِ. قالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: تَنْزِلُ معهُمْ إذَا نَزَلُوا، وَتَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالوا. صحيح مسلم

************

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كان إذا أُنزِلَ على رسولِ اللهِ الوحْيُ نَسمعُ عندَ وَجهِهِ كدَوِيِّ النَّحلِ، فسَكتْنا ساعةً، فاستقْبَلَ القِبلةَ، ورَفَعَ يدَيْهِ، فقالَ: اللَّهُمَّ زِدْنا ولا تَنقُصْنا، وأَكرِمْنا ولا تُهِنَّا، وأَعطِنا ولا تَحرِمْنا، وآثِرْنا، ولا تُؤثِرْ علينا، وارضَ عنَّا وأَرْضِنا. ثُمَّ قالَ: لقد أُنزِلَ عَلَيَّ عشْرُ آياتٍ، مَنْ أَقامَهُنَّ؛ دَخَلَ الجنَّةَ. ثُمَّ قَرأَ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}.

************

أحب الكلام إلى الله: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيّهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”([رواه مسلم).

قال الإمام المناوي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله تعالى) أي المتضمن للأذكار والأدعية (أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) لتضمنها تنزيهه تعالى عن كل ما يستحيل عليه… ووصفه بكل ما يجب له من أوصاف كما له… وانفراده بوحدانيته واختصاصه بعظمته …وقدمه المفهومين من أكبريته ولتفصيل هذه الجملة علم آخر (لا يضرك) أيها المتكلم بهن في حيازة ثوابهن (بأيهن بدأت) فلا ينقص ثوابها بتقديم بعضها على بعض لاستقلال كل واحد من الجمل لكن الأفضل ترتيبها هكذا.

***********

العقل كالحقل، وكل فكرة نفكّر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عمليّة ريْ، ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار، سلبية أم إيجابية.

***********

خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح منْ أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ.

***********

يجب على الإنسان كيْ ينجح أنْ يتجنّب الأشخاص السلبيين والمتذمرين والمملين والمتشائمين والحاسدين.. لأنّ ما يقولوه عنّا إذا تجنّبناهم يعتبر أقل ضرراً مما يمكن أن يسببوه لنا لو لم نتجنبهم.. الملل والتذمر والتشاؤم أمراض معدية أكثر من الكوليرا والكورونا. لذا تجنبهم دائماً.

***********

إن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطوّر، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس، ولا يكون غداً كما هو اليوم.

***********

المعرفة وحدها لم تعد قوّة في عصر السرعة والإنترنت والكمبيوتر والذكاء الاصطناعي، إنما تطبيق المعرفة هو القوة.

***********

هناك طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى.. إما أنْ تدمّر كل المباني من حولك، أو أن تبني أعلى من غيرك.. اختر دائماً أن تبني أعلى من غيرك.

***********

إن الأمس هو شيك قد تمّ سحبه، والغد هو شيك مؤجل، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة، لذا فإنه علينا أن نصرفه بحكمة.

***********

من أنواع العيون:

  • العيون الطيبة: هي أجمل العيون وأكثرها راحة، تنطق بالصفاء والنقاء والوفاء، وتدل على طيبة قلب صاحبها وثقته وحسن ظنه ونقاء سريرته، وصاحبها يتعب في حياته لأنه يثق في كل الناس، وهو عاقل ينشد المثالية ويحب الهدوء والسلام.
  • العيون الضاحكة: هي الصافية المبتسمة كأنها عيون طفل، تتسم بالبريق وتدل على نقاء النفس والمحبة والقبول صاحبها قليل الهم سعيد الحال مرهف الحس محبوب من الكل.
  • العيون البريئة: فيها ثبات مع صفاء الحدقة وابتسامة المنظر مع البراءة المتمثلة في الشكل العام وتشعر بمحبة صاحبها والاطمئنان إليه، وتدل على طيبة قلبه.
  • العيون الحنونة: كأنها عين أم حنون على طفلها، فيها مسحة الشفقة والرحمة ورقة الإحساس، وفيها شفافية وتدل على الصدق والإخلاص والحب الصافي، وعلى الحرص والإيثار والتضحية، تطمئن القلب وتفرح النفس وتزرع الثقة.

***********

ينسى الناس السرعة التي أنجزت بها عملك، ولكنهم يتذكرون نوعيّة ما أنجزته.

***********

حتى تكون أسعد الناس:

  • الإيمان يذهب الهموم، ويزيل الغموم، وهو قرة عين الموحدين وسلوة العابدين.
  • ما مضى فات وما ذهب مات فلا تفكر فيما مضى فقد ذهب وانقضى.
  • ارضَ بالقضاء المحتوم والرزق المقسوم، كل شيء بقدر فدع الضجر.
  • ألا بذكر الله تطمئن القلوب وتحط الذنوب وبه يرضى علام الغيوب وتفرج الكروب.
  • إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وعش في حدود يومك واجمع همك لإصلاح يومك.
  • اترك المستقبل حتى يأتي ولا تهتم بالغد لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك.
  • طهر قلبك من الحسد ونقّه من الحقد وأخرج منه البغضاء وأزل منه الشحناء.
  • اعتزل الناس إلا من خيٍر وكن جليس بيتك وأقبل على شأنك وقلل من المخالطة.
  • أكثر الاستغفار فمعه الرزق والفرج والذرية والعلم النافع والتيسير وحط الخطايا.
  • اعلم أن مع العسر يسرا وأن الفرج مع الكرب وأنه لا يدوم الحال وأن الأيام دُوَل.
  • تفاءل ولا تقنط ولا تيأس وأحسن الظن بربك وانتظر منه كل خير وجميل.
  • افرح باختيار الله فإنك لا تدري بالمصلحة فقد تكون الشدة لك خير من الرخاء.
  • كل ما أصابك فأجره على الله من الهم والغم والحزن والجوع والفقر والمرض والدَين والمصائب.

***********

قال أحد الحكماء: (في الصمت سبعة آلاف خير، وقد اجتمعت في سبع كلمات في كل كلمة ألف. أولها: الصمت عبادة من غير عناء. والثانية زينة من غير حلي. والثالثة هيبة من غير سلطان. والرابعة: حصن من غير حائط. والخامسة الاستغناء عن الاعتذار إلى أحد. والسادسة راحة الكرام الكاتبين. والسابعة: ستر لعيوبه).

وقال حكيم: الكلام المنطوق به في أوانه تفاح من ذهب في سلال من فضة.

وقال: كثرة الكلام لا تخلو من زلة، ومن ضبط شفتيه فهو عاقل ومن فتقهما فحظه الدمار. وقال آخر لابنه: يا بني تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الحديث، وليعلم الناس أنك أحرص على أن تسمع من أن تقول.

***********

إن عقيدة القدر التي جاء بها الإسلام مبرأة من التخاذل والكسل والخمول الذي أصاب قطاعاً كبيراً من الأمة الإسلامية عبر العصور باسم الإيمان بالقدر، والمسؤول عن ذلك هو انحراف المسلمين في باب القدر حيث لم يفقهوه على وجهه. ومن تأمل في عقيدة القدر التي جاء بها الإسلام وجد لها ثماراً كبيرة طيبة، كانت ولا زالت سبباً في صلاح الفرد والأمة.

فالمؤمنون مأمورون بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى، والإيمان بأن الأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله، لأن الله هو الذي خلق الأسباب، وهو الذي خلق النتائج، ويحرم على المسلم ترك الأخذ بالأسباب، ولو ترك إنسان السعي في طلب الرزق كان آثماً مع أن الأرزاق بيد الله تعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل: أرأيت رقى نسترقي بها، وتقى نتقي بها، وأدوية نتداوى بها هل ترد من قدر الله شيئاً؟ قال: ((هي من قدر الله)) (رواه الترمذي) فالالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب المأمور بها قدح في الشرع، فعلى العبد أن يكن قلبه معتمداً على الله لا على سبب من الأسباب، والله ييسر له من الأسباب ما يصلحه في الدنيا والآخرة، فإن كانت الأسباب مقدورة له وهو مأمور بها فعلها مع التوكل على الله كما يؤدي الفرائض، وكما يجاهد العدو، ويحمل السلاح، ويلبس جنة الحرب، ولا يكتفي في دفع العدو على مجرد توكله بدون أن يفعل ما أمر به الجهاد.

************

نحن اليوم في زمن تكاثرت فيه الفتن … وتنوعت المحن …

وقل الأصدقاء … وتلون الأعداء …

فمنهم عدو كاشح في عدائه * * ومنهم عدو في ثياب الأصادق

ومنهم قريب أعظم الخطب قربه * * له فيكم فعل العدو المفارق

فأكثر المسلمين اليوم حائرون في الملذات … غرقى في الشهوات …يبحثون عن حياض النجاة … عن خشبة يتعلقون بها … أو سفينة يأوون إليها …

فمن كان عنده فضل مال فليجد به على من لا مال له …ومن كان عنده فضل طعام فليجد به على من لا طعام له …ومن كان عنده فضل علم فليجد به على من لا علم له …

ومن كان عنده خوف ووجل … من العظيم الأجلّ … فليجد به على الغافلين … المعرضين اللاهين … وأنت لا تدري … ما هو الباب الذي تدخل منه إلى الجنة … فابذل ولا يخذلك الشيطان.

***************

ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه … غلام صغير من الأصحاب … لكن همته كانت فوق السحاب …

فكان يأتي إلى النبي عليه السلام … وهو غلام … فيقرب له وَضوءه وحاجته … فأراد النبي عليه السلام أن يكافئه يوماً …

فقال له: سلني يا ربيعة …

فسكت ربيعة قليلاً … ثم قال: أسألك مرافقتك في الجنة …

فقال صلى الله عليه وسلم: أو غير ذلك؟

قال: هو ذاك … فقال عليه السلام: فأعنّي على نفسك بكثرة السجود) …رواه مسلم …

فكان ربيعة على صغر سنه لا يرى إلا مصلياً أو ساجداً … لم يفوت من عمره ساعة … ولم يفقد في صلاة جماعة …

******************

قال بعض الشعراء:

يعد رفيع القوم من كان عاقلا …….. وإن لم يكن في قومه بحسيب

وإن حل أرضا عاش فيها بعقله …….. وما عاقلٌ في بلدةٍ بغريـــب

وقال بعض الحكماء: إذا غلب العقل الهوى، صرف المساوئ إلى المحاسن، فجعل البلادة حلما، والحدة ذكاءً، والمكر فطنةً، والهذر بلاغةً، والعي صمتاً، والعقوبة أدبا، والجبن حذرا، والإسراف جودا.

وقيل: لو صور العقل، لأضاء معه الليل، ولو صور الجهل، لأظلم معه النهار، قال المتنبي:

لولا العقول لكان أدنى ضيغمٍ …….. أدنى إلى شرفٍ من الإنسان

******************

تعلق رجل بأحد العارفين وقال له: عظني بموعظة أحفظها عنك، فبكى ثم قال اعلم يا أخي أن اختلاف الليل والنهار وممرهما يسرعان في هدم بدنك وفناء عمرك وانقضاء أجلك.. فينبغي لك يا أخي أنْ لا تطمئن حتى تعلم أين مستقرك ومصيرك وساخط ربك عليك بمعصيتك وغفلتك أو راض عنك بفضله ورحمته… ابن آدم الضعيف، نطفة بالأمس وجيفة غدا فإن كنت لا ترضى بهذا فسترد وتعلم وتندم في وقت لا ينفعك الندم.

******************

(يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين. يا من ليس معه ربٌّ يُدعى، ويا من ليس فوقه خالق يُخشى، ويا من ليس له وزير يُؤتى، ولا حاجب يُرشَ. يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا جوداً وكرماً، وعلى كثرة الحوائج إلا تفضيلاً وإحساناً… يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع، ولا تشتبه عليه الأصوات، يا من لا تُغلِّطه المسائل ولا تختلف عليه اللغات. يا من لا يُبْرمه إلحاحُ الملحين، ولا تضجره مسألة السائلين، أذقنا بَرْدَ عفوك وحلاوة مناجاتك).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى