من كل بستان زهرة — 48 —

من كل #بستان_زهرة — 48 —

#ماجد_دودين

قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: احْفَظُوا عَنِّي خَمْسًا ، فَلَوْ رَكِبْتُمُ الْإِبِلَ فِي طَلَبِهِنَّ لَأَنْضَيْتُمُوهُنَّ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ (أي أهلكتم الإبل وما وصلتم إليهن): لَا يَرْجُو عَبْدٌ إِلَّا رَبَّهُ ، وَلَا يَخَافُ إِلَّا ذَنْبَهُ ، وَلَا يَسْتَحِي جَاهِلٌ أَنْ يَسْأَلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ ، وَلَا يَسْتَحِي عَالِمٌ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، وَالصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ.  

****************

   فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ وَإياكَ وَاِيّاهُ

فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى حَليماً حينَ آخاهُ

يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ إِذا ما هُوَ ما شاهُ

وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ دَليلٌ حينَ يَلقاهُ

وَلِلشَيءِ مِن الشَيءِ مَقاييسٌ وَأَشباهُ

وَفي العَينِ غِنىً لِلعَينِ إِن تَنطِق وَأَفواهُ

   ****************

   قال الْحَسَنِ: الْمُؤْمِنُ وَقَّافٌ عَلَى نَفْسِهِ، يُحَاسِبُ نَفْسَهُ لِلَّهِ، وَإِنَّمَا خَفَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَوْمٍ حَاسَبُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا شَقَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَقْوَامٍ أَخَذُوا هَذَا الأَمْرَ مِنْ غَيْرِ مَحَاسَبَةٍ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَأْمَنُ شَيْئًا؛ حَتَّى يَلْقَى اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ عَلَيْهِ فِي سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَفِي جَوَارِحِهِ، مَأْخُوذٌ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ.

*****************

قَالَتْ حُكَمَاءُ الْهِنْدِ: لا ظَفَرَ مَعَ بَغْيٍ، وَلا صِحَّةَ مَعَ نَهَمٍ، وَلا ثَنَاءَ مَعَ كِبْرٍ، وَلا صَدَاقَةَ مَعَ خِبٍّ، وَلا شَرَفَ مَعَ سُوءِ أَدَبٍ، وَلا بِرَّ مَعَ شُحٍّ، وَلا اجْتِنَابَ مُحَرَّمٍ مَعَ حِرْصٍ، وَلا مَحَبَّةَ مَعَ هَزْوٍ، وَلا وِلايَةَ حُكْمٍ مَعَ عَدَمِ فِقْهٍ، وَلا عُذْرَ مَعَ إِصْرَارٍ، وَلا سَلامَ قَلْبٍ مَعَ الْغِيبَةِ، وَلا رَاحَةَ مَعَ حَسَدٍ، وَلا سُؤْدُدَ مَعَ انْتِقَامٍ، وَلا رِئَاسَةَ مَعَ عَزَازَةِ نَفْسٍ وَعُجْبٍ، وَلا صَوَابَ مَعَ تَرْكِ الْمُشَاوَرَةِ، وَلا ثَبَاتَ مُلْكٍ مَعَ تَهَاوُنٍ وَجَهَالَةٍ وَزَرَاءٍ.

******************

قيل لحاتم الأصم – وكان من الزهاد -: على ما بنيت أمرك؟ قال: على التوكل على الله عز وجل. ثم قال: بنيت أمري على أربع خصال: على أن رزقي لا يأكله غيري؛ فاطمأنت به نفسي، وعلمت أن عملي لا يعمله أحد غيري؛ فلم أشتغل بغيره، وعلمت أن الموت يأتيني بغتة؛ فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله عز وجل حيث كنت؛ فأنا مستحي منه أبدا.

*******************

قَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ: إِذَا أَكْرَمَكَ النَّاسُ لِمَالٍ أَوْ سُلْطَانٍ؛ فَلا يُعْجِبَنَّكَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ زَوَالَ الْكَرَامَةِ بِزَوَالِهَما، وَلَكِنْ لِيُعْجِبْكَ إِنْ أَكْرَمُوكَ لِعِلْمٍ أَوْ لأَدَبٍ أَوْ لِدِينٍ.

****************

قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَبْطَرَهُ الْغِنَى أَذَلَّهُ الْفَقْرُ، وَمَنْ أَمْرَحَتْهُ الْعَافِيَةُ هَدَّهُ السَّقَمُ، وَمَنْ ضَيَّعَ شُكْرَ النِّعَمِ حَلَّتْ بِهِ النِّقَمُ، وَمَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَلَّ بِهِ النَّدَمُ.

*****************

قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَانَ صَبْرُهُ عَلَى حَادِثَاتِ الرَّزِيَّةِ كَشُكْرِهِ عَلَى مُتَدَاوَمِ الْعَطِيَّةِ؛ اسْتَوْجَبَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَعَدَّ لِلصَّابِرِينَ مِنْ ثَوَابِهِ.

*******************

قال الْحَسَنِ: كُلُّ نَعِيمٍ زَائِلٌ؛ إِلا نَعِيمَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَكُلُّ غَمٍّ زَائِلٌ؛ إِلا غَمَّ أَهْلِ النَّارِ.

*****************

قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: لِكُلِّ جَوَادٍ كَبْوَةٌ، وَلِكُلِّ صَارِمٍ نَبْوَةٌ، وَلِكُلِّ عَالِمٍ هَفْوَةٌ.

**************

أَلا إِنَّ خَيْرَ الْعَقْلِ مَا حَضَّ أَهْلَهُ * عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى بَدْءًا وَعَاقِبَهْ

وَلا خَيْرَ فِي عَقْلٍ يَزِيغُ عَنِ التُّقَى * وَيُشْغَلُ بِالدُّنْيَا الَّتِي هِيَ ذَاهِبَهْ

***************

الْمَالُ يَنْفَذ حِلُّهُ وَحَرَامُهُ * يَوْمًا وَتَبْقَى فِي غَدٍ آثَامُهُ

لَيْسَ التَّقِيُّ بِمُتَّقٍ فِي دِينِهِ * حَتَّى يَطِيبَ شَرَابُهُ وَطَعَامُهُ

وَيَطِيبَ مَا يَحْوِي وَيُكْسِبُ أَهْلَهُ * وَيَطِيبَ فِي حُسْنِ الْحَدِيثِ كَلامُهُ

نَطَقَ النَّبِيُّ لَنَا بِهِ عَنْ رَبِّهِ * فَعَلَى النَّبِيِّ صَلاتُهُ وَسَلامُهُ

******************

وَكَمْ نائمٍ نام فِي غِبْطَةٍ * أَتَتْهُ الْمَنِيَّةُ فِي نَوْمَتِهِ

وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ عَلَى لَذَّةٍ * دَهَتْهُ الْحَوَادِثُ فِي لَذَّتِهِ

وَكُلُّ جديدٍ على ظهرها * سيأتي الزَّمَانُ عَلَى جِدَّتِهِ

*******************

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْبَعَةً مِنَ الْمُلُوكِ اجْتَمَعُوا، فَقَالُوا كُلُّهُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً كَأَنَّهَا رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ، قَالَ: مَلِكُ فَارِسٍ وَمَلِكُ الْهِنْدِ وَمَلِكُ الصِّينِ وَمَلِكُ الرُّومِ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: إِذَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ تَمْلِكُنِي ولا أملكها. قال الآخَرُ: قَدْ نَدِمْتُ عَلَى مَا قُلْتُ وَلَمْ أَنْدَمْ عَلَى مَا لَمْ أَقُلْ. وَقَالَ الآخَرُ: أَنَا عَلَى رَدِّ مَا لَمْ أَقُلْ أَقْدَرُ مِنِّي عَلَى رَدِّ مَا قُلْتُ. وَقَالَ الآخَرُ: مَا حَاجَتِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ إِنْ وَقَعَتْ عَلَيَّ ضَرَّتْنِي وَإِنْ لَمْ تَقَعْ عَلَيَّ لَمْ تَنْفَعْنِي.

******************

من حكم صالح بن عبد القدوس

المَرءُ يَجمَعُ وَالزَمانُ يُفرِّقُ

وَيَظلُ يَرقَعُ وَالخُطُوبُ تُمَزِّقُ


 وَلَئِن يُعادي عاقِلاً خَيرٌ لَهُ

مِن أَن يَكونَ لَهُ صَديقٌ أَحمَقُ


 فَارغب بِنَفسِكَ لا تُصادِقَ أحمَقاً


إِن الصديقَ عَلى الصَديقِ مُصدَّقُ


وإذا حملت إلى سفيهٍ حكمةٍ


فلقد حملتَ بضاعةً لا تَنْفُقُ


 وَزِنِ الكَلامَ إذا نَطَقتَ فَإِنَّما


يُبْدي عُيوبَ ذَوي العُقُـــــــولِ الْمَنْطِقُ

*************************

إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً – أبو تمام

أبيات مع شرحها

إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ

رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ

وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ

لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ

إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ

يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ

فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَيرٌ وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ

إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ

أيها الإنسان إنك باتباعك الرجل الدنيء صاحب الأخلاق الرديئة فيما يفعل تصبح مساويا له في أخلاقه السيئة وصفاته الذميمة

يحذرنا الشاعر من مجاراة دنيء الخلق فالنتيجة غير مرضية؛ لذا علينا تجنبه.

لقد شاهدت أن الإنسان الشریف صاحب الأخلاق الفاضلة يبتعد عن فعل كل ما يعيبه وأن اتصافه بالوفاء هو الذي يمنعه من الغدر بأصحابه، وتحميه أخلاقه الحميدة من الخطأ. الخيّر هو الذي يتحرر من الأفكار التي لا توافي قيمه.

ينصح الشاعر بالصبر والبقاء على الالتزام بالقيم، فالشدة لا تدوم لا بد سيأتي يوم وينفرج هذا الضيق.

وأن لي من تجاربي في هذه الحياة الشيء الكثير الذي استخلصت منه العبر والعظات. يدل قوله (لقد جربت هذا الدهر) على أنه رجل حكيم، فقد خبر هذا الدهر بحلوه ومره.

إن الكثير من الناس قد تحترمك لمكانتك أو مكانة أبيك، فما أن تزول هذه المكانة – التي ربما تكون منصبا أو مالا – سيزول هذا الاحترام بل وسيواجهك هؤلاء الأشخاص بالكره والجفاء. فكلمة رأس أهل البيت دلالة على المنصب أو المكانة / وقد تؤدي المعنى الظاهر وهو الأب رب الأسرة.

إن الإنسان كغصن الشجر، والحياء يغطيه كقشر الشجر، فإذا سقط قشر الشجر، يبس الغصن وأصبح لا قيمة له، وكذلك الإنسان إذا ذهب حياؤه، أصبح بلا فائدة.

وإني لأقسم بالله على انتفاء الخير من الدنيا ومن المعيشة لها إذا انتفى الحياء من الناس.

إن الإنسان الذي لا يخشى ما سيصيبه من جراء سوء أفعاله، ولا يستحي من الله، وفقد الحياء، فإنه يفعل كل شيء على هواه، ولا يفكر في عواقب الأمور قرن الشاعر بين خلق الحياء والخير المطلق لأن الحياء خير كله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.. المعنى: الحياء جسر إلى التعقل والتقوى.

*****************

لِكُلِّ هَمٍّ مِنَ الهُمومِ سَعَه    وَالمُسيُ وَالصُبحُ لا بقاء مَعَـــــه

قَد يَجمَعُ المالَ غَيرُ آكِلِهِ   وَيَأكُلُ المالَ غَيرُ مَن جَمَعَـــــــه

وَيَقطَعُ الثَوبَ غَيرُ لابِسِهِ  وَيَلبِسُ الثَوبَ غَيرُ مَن قَطَعَه

فَاقبَل مِنَ الدَهرِ ما أَتاكَ بِهِ مَن قَرَّ عَيناً بَعَيشِهِ نَفَعَــــــــه

وَصِل حِبالَ البَعيدِ إِن وَصَلَ الحَبلَ وَاِقصِ القَريبَ إِنْ قَطَعَه

وَلا تُهينَ الفَقيرَ عَلَّكَ أَن   تَركَعَ يَوماً وَالدَهرُ قَد رَفَعَـــــــــــه

************

المال وسيلة لمقاصد محمودة

«المال إن لم ينفع صاحبه ضرَّه ولا بدَّ، وكذلك العلم والملك والقدرة، كلُّ ذلك إن لم ينفعه ضرَّه فإنَّ هذه الأمورَ وسائلُ لمقاصدَ يتوصَّل بها إليها في الخير والشرِّ، فإن عُطِّلت عن التوصُّل بها إلى المقاصد والغايات المحمودة تُوُصِّل بها إلى أضدادها، فأربحُ الناس مَن جعلها وسائلَ إلى الله والدار الآخرة، وذلك الذي ينفعه في معاشه ومعاده، وأخسرُ الناس مَن توصَّل بها إلى هواه ونيلِ شهواته وأغراضه العاجلة فخَسِر الدنيا والآخرة».

**************

    الحقُّ أبلجُ والباطل لجلجٌ‏

المثل: الحَقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ

يعني أنَّ الحقَّ واضحٌ، يقال‏:‏ صُبْحٌ أَبْلَجُ، أي: مُشْرِقٌ ومنكشفٌ، ومنه قولُه‏:‏

حَتَّى بَدَتْ أَعْنَاقُ صُبْحٍ أَبْلَجَا

والباطلُ لجلجٌ‏:‏ أي: مُلْتَبِسٌ ومختلطٌ، قال المبرِّدُ‏:‏ «قولُه: لجلجٌ أي: يتردَّد فيه صاحبُه ولا يُصيب منه مخرجًا‏.‏

ومِنَ الحكمِ والأمثال في الحقِّ والباطل ما يلي:

ـ جولةُ الباطلِ ساعةٌ، وجولةُ الحقِّ إلى قيام الساعة.

ـ للحقِّ دولةٌ وللباطل صولةٌ.

ـ للباطل جولةٌ ثم يضمحلُّ.

ـ الحقُّ يعلو ولا يُعلى عليه.

فاصبرْ أخي على الحقِّ حتَّى تلقى الأحبَّةَ: محمَّدًا وصحْبَه.

*****************

قالوا في اللسان: «عَثْرَةُ القَدَمِ أَسْلَمُ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسَانِ»، لأنه كما قيل في المثل الآخَرِ: «عَثْرَةُ الرِّجْلِ عَظْمٌ يُجْبَرُ، وَعَثْرَةُ اللِّسَانِ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ»، ولذلك قالوا أيضًا: «كَلْمُ اللِّسَانِ أَنْكَى مِنْ كَلْمِ الحُسَامِ»، [نَكَى ونَكَأَ الجُرْحَ: قَشَرَه قبل أن يبرأَ، ومعناه: أنَّ الجرح الذي يُحدثه اللسانُ أشدُّ إيلامًا مِن جرح السيف].

هذا، وقد رمق شعراؤنا سماءَ هذه الأمثال فنظموها في أبياتٍ من الشعر فقالوا عن الأوَّل والثاني:

يَمُوتُ الفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ * وَلَيْسَ يَمُوتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِّجْلِ

فَعَثْرَتُهُ مِنْ فِيهِ تَرْمِي بِرَأْسِهِ * وَعَثْرَتُهُ بِالرِّجْلِ تَبْرَا عَلَى مَهْلِ

وقالوا عن الثالث:

جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا الْتِئَامٌ * وَلَا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ اللِّسَانُ

وَقَدْ يُرْجَى لِجُرْحِ السَّيْفِ بُرْءٌ * وَجُرْحُ الدَّهْرِ مَا جَرَحَ اللِّسَانُ

وقد حذَّر الشافعيُّ ـ رحمه الله ـ من خطر اللسان فقال:

احْفَظْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ * لَا يَلْدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ

كَمْ فِي المَقَابِرِ مِنْ قَتِيلِ لِسَانِهِ * كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءَهُ الأَقْرَانُ

وصدق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذْ يقول: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ» [رواه مسلم (٧٦٧٣)].

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى