من كلّ بستان زهرة – 60-

من كلّ #بستان_زهرة – 60-

#ماجد_دودين

قال صلى الله عليه وسلّم: “أفضلُ الذِّكْرِ: لا إله إلا اللهُ، وأفضلُ الدعاءِ: الحمدُ للهِ”

أخرجه الترمذي، وابن ماجه، والنسائي

ذِكْرُ اللهِ سبحانه وتعالى ودُعاؤُه هو الوسيلةُ التي ينجو بها العبدُ في الدُّنيا والآخِرةِ، وقد بيَّن لنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضْلَ الذِّكرِ، وعلَّمَنا أنواعًا نَفيسةً منه. وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “أفضَلُ الذِّكْرِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ”، أي: أحسَنُ الذِّكرِ هو: لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ فهي كلمةُ التَّوحيدِ، والتَّوحيدُ هو الرُّكنُ الأوَّلُ في الإسلامِ، فلَها بُعِث الرُّسلُ، وامتُحِنوا هم ومَن معهم، وقيل: المرادُ مِن الحديثِ أنَّها أفضلُ الذِّكرِ بعدَ القرآنِ؛ لأنَّه أفضلُ الذِّكرِ على الإطلاقِ، وقد يُقالُ: إنَّ المرادَ بالحديثِ الكلمةُ، وهي لا إلهَ إلَّا اللهُ، وهذا لا يُنافي أفضَليَّةَ القرآنِ ككُلٍّ، “وأفضَلُ الدُّعاءِ الحمدُ للهِ”، أي: أحسَنُ الدُّعاءِ قولُك: الحمدُ للهِ، والدُّعاءُ يَعني: الطَّلَبَ، وقولُك: الحمدُ للهِ، يَكونُ على نِعمةٍ مِن نِعَمِ اللهِ سبحانه وتعالى، وتَعني بذلك استِجلابَ المَزيدِ مِن نِعَمِه، وقالَ تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، وقيلَ: هو إشارةٌ إلى قولِه: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6].وقد قيلَ: إنَّ “لا إلهَ إلَّا اللهُ” فيها اسمُ اللهِ الأعظَمُ، ووَرَدَ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ قالَ: “إنَّ الرَّجُلَ إذا قالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فهي كلمةُ الإخلاصِ التي لا يَقبَلُ اللهُ عمَلًا حتى يَقولَها، فإذا قالَ: الحمدُ للهِ، فهي كلمةُ الشُّكرِ التي لم يَشكُرِ اللهَ أحدٌ حتى يقولَها”. وفي الحديثِ: الحثُّ على الإكثارِ مِن ذِكْرِ اللهِ بتَوحيدِه. وفيه: الحثُّ على الدُّعاءِ، وأنَّ أفضَلَه هو حَمْدُ اللهِ.


روي أنّ عمر بن عبد العزيز دخل عليه رجل، فذكر عنده وشاية في رجل آخر، فقال له عمر: إنْ شئت حققنا هذا الامر الذي تقول فيه وننظر فيما نسبته اليه، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، وإن كنت صادقا فأنت من اهل هذه الآية: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}، وإن شئت عفونا عنك فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود الى مثل ذلك ابدا.


النمامون خدم في بريد الشيطان – فالنميمة مضارها جسيمة، وآفتها عظيمة، فهي تقطع علائق المودة، وتبعث العداوة والبغضاء والشدة، فمن جعل النمام خليله هلك، ويرحم الله أبا العتاهية حيث يقول:

مَن جَعَلَ النَمّامَ عَيناً هَلَكا … مُبلِغُكَ الشَرَّ كَباغيهِ لَكا

أما الأعشى الكبير فهو يقول:

وَمَن يُطِعِ الواشينَ لم يَترُكوا لَهُ … صَديقاً وَإِن كانَ الحَبيبَ المُقَرَّبا

أما صالح بن عبد القدوس فهو يرى أن من يخبرك بشتم أخ فهو الشاتم وذلك حيث يقول:

من يُخبرك بِشَتمِ عَن أَخ … فَهوَ الشاتِم لا من شَتَمَك

ذاكَ شَيءٌ لم يُواجِهك بِهِ … إِنَّما اللَومُ عَلى مَن أَعلَمَك

كَيفَ لَم يَنصُركَ إِن كانَ أَخاً … ذا حِفاظ عِندَ من قد ظَلَمَك


الغيبة دأب اللئام، وهي من آفات اللسان، فمن نطق بالغيبة كثر غلطه، وحوسب على كلامه، وتضاعفت آثامه، وكثر عتابه، وفقد أصحابه؛ لقوله ما لا ينبغي، ووصفه للناس بما يؤذي، واتباعه للهوى، فمن غلبت عليه شهوة الكلام تطاول في أعراض الكرام، والغيبة رذيلة اجتماعية تولد الكراهية، وتضر بالعلاقات الإنسانية، وتسبب القطيعة والجفاء، ولذا ورد النهي عنها في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}، ومن ذا الذي يحب أكل لحم أخيه؟ إلا من ذكر غيره بما فيه من عيب ولم يحذر سموم الاغتياب إلى أن يقع في العذاب، فالمرء مؤاخذ بعزمه على المعصية…

حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكره لو بلغه سواء ذكرته بنقص في بدنه، أو نسبه، أو خلقه، أو في فعله، أو في قوله، أو دينه، أو دنياه، حتى ثوبه وداره ودابته، أما البدن فكذكرك وصف مما يكره أخوك وذلك كالطول والقصر والسواد والصفرة وكل ما يتصور أن يتأذى منه، وأما الخلق فكأن تقول: هو سيء الخلق أو بخيل أو متكبر أو عاجز أو ضعيف أو متهور أو سارق أو كذاب أو خائن أو ظالم أو متهاون أو فاسق أو خسيس إلى غير ذلك مما لا يندرج تحت حصر، وضابط الأمر أنه كلما يكره أخوك أن تذكره به فهو غيبة، ومما نسب إلى عمر رضي الله عنه أنه قال: (عليكم بذكر الله تعالى فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء) .

ولا ينبغي للمسلم أن يصغي لسماع الغيبة بل إنه يدفع عن أخيه، فإن بالدفاع بالكلام الحسن خير الدنيا والآخرة، ومن رذائل الغيبة أن من أصغى إلى سماعها حوسب، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكرت له امرأة وكثرة صلاحها وصومها ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال: (هي في النار) وقد ورد ذلك في الحديث الصحيح: ((قال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها، وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها بِلسانِها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ.)) الأثوار من الأقط أي اللَّبنُ المُجفَّفُ.


التعليم ليس استعدادا للحياة بل هو الحياة بعينها.

ما الفخرُ إلا لأهلِ العِلْم إنَّهـــم على الهدى لمن استهدى أدلاَّءُ

وقَدْرُ كلِّ امرىءٍ ما كان يُحْـسِنُه والجَاهِلُون لأهْل العلم أعَـــداءُ

ففُزْ بعلمٍ تَعِشْ حياً به أبــــداً النَّاسَ موتى وأهلُ العِلْمِ أحْيــــاءُ


لا يتم حُسْن الكلام إلا بحُسْن العمل، كالمريض الذي قد علم دواء نفسه، فإذا هو لم يتداوَ به لم يُغنه علمه.


من أفضل البر والصلاح ثلاث خصال: الصدق في الغضب، والجود في العسرة، والعفو عند القدرة.


وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطـــر

‏وتشاءُ انت من الأماني نجمةً ‏ ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمـــر

‏وتشاءُ انت من الحياة غنيمة ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر ‏

وتظلُ تسعى جاهدا في همّة ‏والله يعطي من يشاء إذا شكــــر

‏والله يمنع إن أراد بحكمة لا بد أن ترضى بما حكم القــــــدر


الله … أحقّ من شُكِر، وأحقّ من ذُكِر، وأحقّ من عُبِد، وأحق من حُمِد ، وأنصر من ابتغى، وأرأف من ملك، وأجْودُ من سُئل، وأوسع من أعطى، وأرحم من استُرحم ، وأكرم من قُصد ، وأعزُ من التُجئ إليه، وأكفى من توكّل عليه، أرحم بعبده من الوالدة بولدها، وأرحم بك منك بنفسك، وأشدّ فرحاُ بتوبة عبده التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا يئس من الحياة ثم وجدها… قال صلى الله عليه وسلم: ” – لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ. ” . رواه مسلم


إنّ سرّ الفوز والنجاح والفلاح والسعادة يكمن في التعرف على قَدَرِ الله وقُدْرته …

“إنّ العالم وما فيه من سكون وحركة، أثرٌ لقدرة الله سبحانه وتعالى … وليست لشيء مّا، قدرة ذاتية يستمدها من طبيعته المجردة. فإذا رأيت البذور تشق التربة وتنمو رويداً رويداً لتستوي على سوقها فذلك بقدرة الله… وإذا رأيت الأمواج تلطم الشُّطآن، رائحة غادية لا تهدأ حتى تثور، فذلك بقدرة الله … وإذا رأيت القاطرات أو الطائرات تنهب الفضاء وتطوي الأبعاد وتحمل الأثقال فذلك بقدرة الله …وإذا رأيت البشر يموج بعضهم في بعض، وينفعلون بالحب والبغض والفرح والحزن، وينطلقون عاملين، أو يهدؤون نائمين، فذلك بقدرة الله …وسواء شعرت أو لم تشعر، فنبضات قلبك في حناياك، وسريان دمِك في عروقك وكمون الحس في أعصابك، وتجدد الحياة في خلاياك، وانسكاب الإفرازات من غددك ذلك كله بقدرة الله.


يقول أســتاذ الفلســفة راما راو: (إنّ إلقاء نظرة على شخصية محمد تسمح لنا بالاطلاع على عدد كبير من المشاهد: فهناك محمد الرسول، ومحمد المجاهد، ومحمد الحاكم، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملجأ الأيتام، ومحمد محرّر العبيد، ومحمد حامي المرأة، ومحمد القاضي، ومحمد العابد لله.. كل هذه الأدوار الرائعة تجعل منه أسوة للإنســانية.)

ويقول الزيات: “لما بُعث الرسول الكريم بَعَثَ الحريّة من قبرها، وأطلق العقول من أسرها، وجعل التنافس في الخير، والتعاون على البر، ثم وصل بين القلوب بالمؤاخاة، وعدل بين الحقوق بالمساواة.. حتى شعر الضعيف أنْ جـنْــد الله قـوّتــه، والفقير أنّ بيت المال ثروتـه!! والوحيد أنّ المؤمنين جميعـاً إخوتــه..”.


الحياة صفقة بين الخالق والمخلوق…بين الرازق والمرزوق… بين الرحمان وعبد الرحمان.. بين الله جل جلاله وبين عباد الله.. وأعقل العقلاء وأذكى الأذكياء هم الذين يتاجرون مع الله ((إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111))). (سورة التوبة)

وأما مادة الصفقة ونتيجتها فالجنة… وثمن الصفقة بيع الأنفس والأموال ((إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ)). (التوبة 111)


يقول- المسيو ليون روشي – في كتابه ((ثلاثون عاماً في الإسلام)): إن هذا الدين الذي يعيبه الكثيرون هو أفضل دين عرفته، فهو دين طبيعي، اقتصادي، أدبي.. ولقد وجدت فيه الحل لمسألتين: ((الاجتماعية والاقتصادية)) اللتين تشغلان بال العالم كثيراً: الأولى في قول القرآن: ((إنما المؤمنون إخوة)) فهذه أجمل مبادئ التعاون الاجتماعي. والثانية فريضة الزكاة في كل ذي مال بحيث يحق للدولة الإسلامية أن تستوفيها غصباً إذا امتنع الأغنياء عن دفعها طوعاً.

وأروع من كل ما ذكر ما قاله عمر رضي الله عنه:

((والله ما أحد أحق من هذا المال من أحد. وما أنا بأحق به من أحد، والله ما من المسلمين أحد إلا وله في هذا المال نصيب. ولأن بقيت لكم ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظّه من هذا المال وهو يرعى مكانه)).


إنّ الفرق كبير بين الصورة والحقيقة.. بين الثرى والثريا.. بين التراب والتبر..

إنّ الفجوة عميقةٌ بين ما نحن عليه وما يجب أن نكون عليه..

إنّ مثل الثمار المصنوعة من الخزف تتراءى للناظر كأنها تفاح وبرتقال وعنب في لونها وشكلها ولكن أين الصورة من الحقيقة وأين طعم هذه الثمار ورائحتها؟! إنها ليست إلا للزينة أو المثال …

وفي المتاحف نرى السباع المخيفة والطيور الجارحة لكنها جثثٌ هامدة لا حراك بها أو أجساد ميتة محشوةٌ بالليف والقطن ليس فيها رمق من الحياة وقوةٌ تهجم بها وتصول… حتى لا تحس منها من أحد ولا تسمع لها رِكْزاً.

يضع الداعية الكبير ((الندوي)) أيدينا على العلاج فيقول(( إنّ أكبر مهمة دينية في هذا العصر وأعظم خدمة وأجلُها للأمة الإسلامية هي دعوة السواد الأعظم للأمة وأغلبيتها الساحقة إلى الانتقال من صورة الإسلام إلى حقيقة الإسلام، فلمثل هذا فليعمل العاملون، ويبذلوا جهودهم ومساعيهم في بث روح الإسلام في جسم العالم الإسلامي ولا يدّخروا في ذلك وُسعاً فبذلك يتحول شأن هذه الأمة وفي نتيجته شأن العالم بأسره، فإن شأن العالم تبع لشأن هذه الأمة، وشأن الأمة تبع لحقيقة الإسلام، فإذا زالت حقيقة الإسلام من الأمة المسلمة، فمن يدعو العالم إلى حقيقة الإسلام، ومن ينفخ فيه الروح؟ قال سيدنا عيسى عليه السلام لأصحابه:

((أنتم ملح الأرض فإذا زالت ملوحة الملح فما يملَّح الطعام؟))


الكروبُ والهمومُ والأحزان قد تعصف بالإنسان…والهم تراثٌ إنسانيٌ مشتركٌ وداءٌ لا علاج له إلاّ من صيدلية الإيمان… فيستغيث العبد الضعيف برحمة الحي القيوم الرحمن الرحيم …ولهذا يعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ” ما أصاب عبداً همّ ولا حزن فقال : ” اللهم إنّي عبدك، وابن عبدك، وابن أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكْمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أنْ تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي ــــ إلّا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا ” وفي رواية أخرى للحديث وبعد أن انتهى الرسول عليه الصلاة والسلام من الدعاء قال رجل من القوم : ” يا رسول الله، إنّ المغبون لمن غُبن هؤلاء الكلمات، فقال عليه السلام:” أجل فقولوهن وعلّموهن، فانّه من قالهنّ التماس ما فيهنّ أذهب الله تعالى حُزنه، وأطالَ فرحه”.


ماذا يضرّك لو سترت جمــالا وحــجبت عنّـــــا رقّـــة ودلالا

هذا جمالك عرضه ومكانه في بيت زوجك لو أردت حلالا

في البيت أنت بحـــالة لا تُرْتجى وإذا خرجت أتيتنا تمثــــــالا

قلّدت قوما خالفوك بدينهم ولبست مـــــــن أزيائهم أشكــــــــالا

إنّ الجمال مـــــن الإله كرامــة للسالكات طهــــارة وكمــــــــالا

وهــــــــو الطريق إلى الجحيم لمن اتّخذته سيفا مشهرا قتّــــــــــالا

رفقا بحالك يــا فتاة زماننا صوني جمالك واكسري الأغلالا

وتحرّري من واقع متهتّك كـــوني فتــــــاة تصنع الأجيـــــالا

وثقي بنفسك أنت سرّ حضارة عظُمت وأعطت للورى أبطالا

وتعلّمي صُنْع الرجال فإنّنا في حـال حـــــرب تستزيد رجــــالا

ولقد فخرنا في القديم بمثلها (أسمــــــــــاء) ليلا تقطع الأميــالا

تفدي الرسول وصاحبه بحياتها وهي الفقيرة تلبس الأسمـــالا

لكنّها عظُمت بيقظة قلبها وهي التي ضربت لنـــا الامثــــــالاماذا يضرّك لوسترت جمــالا وحــجبت عنّـــا رقـــة ودلالا
هذا جمالك عرضه ومكانه في بيت زوجك لو اردت حلالا
في البيت أنت بحـــالة لا تُرْتجى ولإذا خرجت أتيتنا تمثالا
قلّدت قوما خالفوك بدينهم ولبست مـــــــن أزيائهم أشكــالا
إنّ الجمال مـــــن الإله كرامــه للسالكات طهــــاره وكمالا
وهــــــــو الطريق إلى الجحيم لمن اتّخذته سيفا مشهرا قتّالا
رفقا بحالك يــا فتاة زماننا صوني جمالك واكسري الأغلالا
وتحرّري من واقع متهتّك كـــوني فتــــــاة تصنع الأجيـــالا
وثقي بنفسك أنت سرّ حضارة عظُمت وأعطت للورى أبطالا
وتعلّمي صُنْع الرجال فإنّنا في حـال حـــــرب تستزيد رجالا
ولقد فخرنا في القديم بمثلها (أسمــــــــــاء) ليلا تقطع الأميالا
تفدي الرسول وصاحبه بحياتها وهي الفقيرة تلبس الأسمــالا
لكنّها عظُمت بيقظة قلبها وهي التي ضربت لنـــا الامثــــالا


ويصوّر الإمام جعفر الصادق فطرة التدين في الإنسان في حوار بينه وبين سائلٍ سأله عن ((الله)) عز وجل؟ وكان السائل بحّاراً يعمل في البحر …

فقال الإمام للسائل: ألم تركب البحر؟ قال: نعم.
قال: هل حدث مرة أن هاجت بكم الريح عاصفة؟ قال: نعم.
قال: وانقطع الأمل بالملاحين ووسائل النجاة؟ قال: نعم.
قال: فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إن شاء؟
قال: نعم.
قال الإمام جعفر: فذلك هو ((الله)).

((هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)

فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (23))). سورة يونس.

((قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64))). سورة الأنعام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى