منتدون يحذرون من تصفيات للقضية الفلسطينية

سواليف

اعتبر مشاركون في ندوة “مستقبل القدس والاستيطان في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة” أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة مع استمرار المشروع الصهيوني في مخططاته لتصفيتها وتهويد مدينة القدس، في ظل الانحياز التام الذي أعلنته الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه إسرائيل وانشغال النظام العربي في قضاياه الداخلية.

وأكدت الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط ولجنة مهندسون من أجل فلسطين والقدس في نقابة المهندسين الأردنيين بمشاركة نخبة من أصحاب الرأي والفكر الأردني، على ضرورة التحرك الشعبي للضغط على الحكومات للقيام بدورها في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني ودعم مشروع المقاومة في وجه الاحتلال، مع دعوة الأردن لاستثمار القمة العربية المقبلة المقرر لإعادة القضية الفلسطينية على رأس أولويات النظام العربي.

وأكد المشاركون على خطورة توجه الادارة الأمريكية إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ودعم الاستيطان، مطالبين باستراتيجية عربية لمواجهة هذه السياسات، و استثمار الجانب القانوني الدولي باعتبار هذه التوجه انتهاك للقرارات الدولية التي تعتبر القدس أرضاً محتلة.

واعتبر المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور بيان العمري أن وصول المرشح الجمهوري ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية شكل متغيرا جديدا في نظر الباحثين والمراقبين.

وأكد العمري على ضرورة اجتراح استراتيجية عربية ذاتية، رسمية وشعبية، تذهب إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني وإحقاق الحقوق للشعب الفلسطيني، لا سيما في سياق نزعة دولية وإقليمية تسعى إلى تسويات شاملة للمنطقة العربية (فلسطين ودول الطوق والعراق) تضمن مصالح الكيان الصهيوني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ودول عربية.

من جانبه أكد رئيس لجنة مهندسون من أجل فلسطين والقدس المهندس بدر ناصر استمرار النقابة في دورها ضمن الجهود الأردنية الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضاياه ودعم المقاومة في وجه الاحتلال.

وأكد م. ناصر في كلمة باسم النقابة أهمية الدور الأردني الرسمي في تفعيل الجهد العربي لدعم القضية الفلسطينية، معتبراً أن الموقف الأمريكي كان على الدوام منحازاً للكيان الصهيوني ضد المسلمين عامة والفلسطينيين على وجه الخصوص.

وأشار مدير الندوة الدكتور عزت جرادات إلى مواصلة المشروع الصهيوني لمخططاته في المنطقة، معتبراً أن القضية الفلسطينية دخلت مرحلة حرجة، وعادت إلى الواجهة بعد غيابها عن الأجندة الدولية، لافتاً إلى أن ما تضمنته تصريحات ترامب خلال لقاء مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو من نسف لحل الدولتين وانحياز تام للكيان وتكريس الاستيطان.

وتناول أستاذ العلوم السياسية الدكتور نظام بركات جوانب من شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصريحاته خلال حملته الانتخابية حول القضية الفلسطينية ودعم الكيان الصهيوني والاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، ودعم الاستيطان الذي تسارعت وتيرته بشكل غير مسبوق مؤخراً، وقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.

وأشار بركات إلى صدور عدة تحذيرات داخل أمريكا من تأثير قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس على العلاقة مع الدول العربية والمصالح الأمريكية الثابتة في الشرق الأوسط رغم أن المنطقة لم تعد ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، معتبراً أن سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط غير واضحة ويصعب التنبؤ بها.

بدوره اعتبر أستاذ القانون الدولي الدكتور أنيس القاسم أن قرار نقل السفارة الفلسطينية إلى القدس شائك قانونياً وسياسياً، ويتعارض مع القانون الوطني الأمريكي الذي يعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة.

من جهته عبر أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد سعيد نوفل عن تخوفه من أن يكون عام 2017 عام تصفية القضية الفلسطينية، باعتباره يمثل مرور 50 سنة على احتلال القدس، ومرور 100 سنة على وعد بلفور، لا سيما في ظل الإدارة الأمريكية الحالية.

وأكد نوفل على ضرورة التركيز على مواجهة الاحتلال الصهيوني ومشروعه الاستيطاني العدواني تجاه الفلسطينيين، معتبراً أن مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري يمثل مسؤولية عربية مشتركة.

من ناحيته اعتبر رئيس مجلس النواب الأسبق المهندس عبد الهادي المجالي أن القدس تواجه خطراً حقيقياً مع استمرار المخططات الصهيونية في تهويدها وانشغال النظام العربي بقضايا داخلية، معتبراً أن انتصار ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يمثل انتصاراً لليمين الصهيوني، وأن ترامب جاد في تصريحاته تجاه القضية الفلسطينية وينتظر الوقت المناسب لتنفيذها.

واعتبر المجالي أن عدم حل القضية الفلسطينية واستمرار الظلم بحق الشعب الفلسطيني يمثل إرهاباً حقيقياً يتوجب محاربته، داعياً الجانب الرسمي الأردني، باعتباره الوصي على المقدسات في مدينة القدس، إلى وضع استراتيجية لمواجهة الخطر الصهيوني على المدينة المقدسة واستثمار القمة العربية المقبلة في هذا الشأن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى