."مشايخ" انتخابات

[review]

مقال الاثنين 26-12-2011

النص الأصلي

اذا كانت الجامعة ؛ أكبر تنوع اجتماعي وأكبر مصدر معلوماتي ومطبخ للنضوج الفكري والانصهار الثقافي تفشل كل يوم في نزع  متلازمة : "القنوة" و"المشيخة" من ذهنية الطالب الأردني ، فلا أمل في التغيير على الاطلاق..

مقالات ذات صلة

***

من تابع الدعايات الانتخابية لبعض طلاب الجامعة الأردنية الاسبوع الماضي ..سيحكم بنفسه..أحدهم يضع صورة "فليكس" على مبنى كليته  يرتدي شماغاً احمر وعقال وفي خلفية صورته " صقر لادّ عاليمين" ..طبعاً حرِص المرشّح أن يبرز اسمه واسم عشيرته بالخط العريض وبالكاد تقرأ عبارة "يناشدكم التأييد" وذلك للدلالة ان المرشح شيخ ومقدام وابن بلد..فيرد عليه آخر بصورة مماثلة على المدخل المقابل ،وهو يضع الشماغ الأسود على كتفيه وفي خلفية صورته "مسجد الأقصى" معطيا اسمه واسم عائلته اهتماماً واضحاً ليثبت لمنافسه ولناخبيه  انه مناضل وابن تجمع مناطقي كبير..وثالث يرتدي عباءة وشماغ وبيت المسدس على خاصرته ويقف بشموخ ليكتب مرشّحكم فلان الفلاني هذا يريد ان يثبت بأنه "شيخ مشايخ"..ورابع يجلس بأجواء رومانسية على كرسي هزاز قرب "الفير بليس"…لا شكّ انه يمثل طبقة رأس المال..اذن هي نفس الأمراض التي نعانيها خارج أسوار الجامعة من تعصب للعشيرة والأصل وحب "المشيخة" و"الظهور" ننقلها كما هي مبهّرة بكميات مضاعفة من الطيش والغرور وازدراء الآخر..

السؤال ،هل نحن بحاجة إلى  مجسّمات صغيرة "لمجلس النواب السادس عشر" في جامعاتنا سيما وان المجسم الكبير أشبعنا إحباطا منذ تشكيله ،هل نحن بحاجة  الى طالب ونائب "فغاغا" ، ولا الى "نائب وطالب "ينجح كل منهم بعشيرته لا بفكره " ، ولا الى نائب وطالب "ينجح كل منهم بفلوسه لا ببرنامجه "؟؟؟..

 لسنا بحاجة أن تقوم العشيرة ورأس المال من جديد بتفريخ الأسواء لينوب عن الأفضل من الطلاب الملتزمين المتميزين الواعين لحقوقهم العارفين لواجباتهم ، الباحثين عن تنمية فكرهم ووعيهم السياسي والحياتي بعيداً عن "القنوة" و"سطوة العشيرة"..

اذا كان الشعب الأردني كله يبحث عن "مشيخات"..فمن اين سنأتي "بقطاريز"؟؟..

 

 

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى