مشان الولاد

مشان الولاد

رائد عبدالرحمن حجازي

نتيجةً لخلاف زوجي بسيط بين #شتيوي وزوجته نوفة يتفاقم الوضع وتتسع رقعة الخِلاف وهاي هي نوفة تلملم مِعقادها (حقيبة الملابس) وتغادر المنزل باتجاه منزل أهلها . بعد عدة أيام شعر شتيوي بفداحة ما قام به وشعر بالندم ر فالبيت بلا زوجته نوفة كالقنديل بلا زيت ، لم يدري المسكين كيف سيتصرف مما جعله يلجأ لعمه الكبير عله يجد له الحل المناسب في إعادة المياه لمجاريها ، فعم شتيوي رجل كبير وعاقل والغالبية تحترمه وتقدره وبعد أن قص شتيوي على عمه ما دار بينه وبين زوجته أجاب العم بالموافقة بقيادة جاهة لبعض وجوه القرية والتوجه لمنزل أهل نوفة .

بالمقابل #نوفة هي الأُخرى شعرت بالندم ولكنها لا تستطيع العودة كون العادات والتقاليد تقول بأن طرفاً ثالثاً يجب أن يتدخل لرأب الصدع بين الطرفين وخصوصاً أن والد نوفة وأخوانها كانوا من أنصار عدم الرجوع لبيت الزوجية إلا بعد أن يلقنوا زوجها درساً وذلك من خلال إطالة فترة زعلها عندهم . مسكينة نوفة فالأمر خرج من يدها وأصبح القرار بيد والدها وإخوانها .

مقالات ذات صلة

بعد رفض طلب الجاهة التي تزعمها عم شتيوي بسبب تعنت أهل نوفة طالت المدة وتكررت #الجاهات والنتيجة واحدة . بعد بضعة أسابيع مر شتيوي من أمام مفضي الذي كان يجلس أمام بيته فعرض على شتيوي بمشاركته بشرب الشاي مما حدى بشتيوي بتلبية الدعوة لكنه لم يستطيع إخفاء البؤس من على وجهه وفوراً خاطبه مفضي قائلاً : شو بعدها حرمتك حردانة ؟

شتيوي : أه والله وما خليت لا كبير ولا صغير بالقرية إلا ووديته جاهة لأهلها وأنت بتعرف هالحتشي

مفضي : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وبعدين معهم هظول (المقصود أهل الزوجة) !

شتيوي : بعين الله

مفضي : إسمع تا أقول لك بي براسي موال

شتيوي : أني دخيل عليك … وشّو هو ؟

مفضي : هساعيات بعد ما تشرب شايك بنترافق أني وياك لدار نسايبك وبعون الله غير مرتك ترجع لك

شتيوي : هههههههه الله يسامحك بتتمصخر عليّ يا مفضي !

مفضي : ولك يا هبيلة أني بدي مصلحتك هو هسع وقت مصخرة ، لكن مثل ما بقول لك بدك تسوي … فاهم

شتيوي : ئي هاظا أنت بتحتشي من كل عقلك !

مفضي : الله يسامحك ، على كل حال هسع يومنه نصل لدار نسايبك أنت بتقعد ساكت وما بتفتح ثمك ولا بتشلمة حتى لو شو ما صار غير لما أسألك وأقول لك مزبوط يا شتيوي بترد عليّ بتشلمة واحدة وبتقول (مزبوط) … فهمت ؟

شتيوي : ههههههههه فهمت وهاظا أني بدي ألاحق العيار لباب الدار.

في بيت أهل نوفة وبعد السلام والكلام من قِبل مفضي توجه مفضي بطلب من والد نوفة بأنه يريد أن يتكلم معها لدقيقتين لا أكثر هنا استغرب الوالد وقال لمفضي : الحتشي والسوالف معي ومع أخوانها ، لكن مفضي أصرّ على طلبه وقال : ول ما اليش خاطر عندكو … هي دقيقة وبس . بعد موافقة الأهل حضرت نوفة على استحياء وجلست بعيداً عن مجلس الرجال فقام مفضي واقترب منها وهمس باذنها قائلاً : عموه ترى هظاك جوزتش بقى ماخظني على القرية إللي بحدنا وشايف له عروس بيها وبده مني أروح أطلب له إياها ، لكن أني قلت له ولك خلينا نروح نحاول ونرجع لك مرتك مشان أطلع من خطيتها وأدار مفضي وجهه تجاه شتيوي وسأله مزبوط يا شتيوي فأجاب شتيوي مزبوط وهو لا يعرف ماذا دار من حديث بينهما . وهنا ثارت حفيظة نوفة وارتبكت وتوجهت بنظراتها لوالدها وأخوانها لتجد عيونهم تقول لها لا تردي عليه ترى رجعة ما بيش مع أنهم هم أيضاً لا يعلمون ما دار بين مفضي ونوفة من حوار . ثم عاد مفضي وهمس لها وقال : لِدي عليّ يا عموه هسع بتقومي بتظبي مِعقادتش وبترجعي معي على بيت جوزتش وأني بمون عليه يلغي موضوع العروس الثانية …. ومرة ثانية أدار مفضي وجهه تجاه شتيوي وسأله مزبوط يا شتيوي فأجاب شتيوي مزبوط . وهنا نهضت نوفة بكل رشاقة وقالت لوالدها وأخوانها : بدي أرجع لبيتي ، وهنا تعجب الجميع حتى شتيوي نفسه ، ثم تداركت نوفة الموضوع وقالت موجهةً كلامها لزوجها : ترى أني راجعة على بيتي مش مشانك … أني راجعة مشان الولاد .

#رائد_عبدالرحمن_حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى