حزب التحالف الوطني
كانت حرب 1956 وظهور الاخوان المسلمين ودورهم في الحرب وكان عبد الناصر وكانت الاصوات
الحماسية ترتفع وقد اصطف العرب من المحيط الى الخليج خلف عبد الناصر وكانت النتيجة قتل
عالمين مسلمين جليلين كانت الامة بحاجتهم حاجتها الى عبد الناصرنفسه .
كانت الحرب دينية ولا زالت وكان العمل على انحراف البوصلة العربية عن الدين ولا زال ، فاقتتل من
تقاسم الخندق الواحد ونزغ الشيطان الخارجي بين حملة راية الجهاد الديني ممثلا بالاخوان المسلمين
والقومي ممثلا بعبد الناصر والضباط الاحرار وانحازت الامة من المحيط الى الخليج الى القومية
كأساس للتحرر والتقدم والتحرير وها نحن نعيش نتائج المرحلة .
لا نقول ذلك من باب توجيه النقد للطرف الاول نصرة للطرف الثاني فالتجربتان كانتا بحاجة الى
النضج الفكري والوعاء الثقافي والدهاء السياسي والعسكري وهي غير متوفرة لكلا الطرفين وحتى
هذه اللحظة .
ان الانحراف عن الدين الى المذهب وعن الحقل الى الزقاق والقول لجبران خليل جبران كان يتم بايد
خارجية تعبث بالرؤوس اما الان فهو برعاية رسمية عربية بعد ان تم تمهيد الحقل وباشر الاخوة
عملهم بزراعة السهام كل في خاصرة الاخر واعلاء شأن الجهوية والمناطقية على سماحة وكرم الدين
فكان صراح الاخوة الاخوان وغاب العقل والمنطق ودخل المتربص فكان الانقسام والاقتتال واصبح
الميدان مهيئا لدخول لاعبين جدد ليعيد التاريخ نفسه بعد اكثر من نصف قرن .
توسعنا عدديا في الاحزاب فاصبحنا كالثوب المرقع وانتجنا مجالس نيابية ضعيفة ارهقت الوطن
وفقدت احترام المواطن فوقفت عاجزة امام ابسط القضايا التي تهم الوطن والمواطن .
التحالف المدني قادم ليكون الحزب رقم 50 ولن يختلف عن غيره من الاحزاب الا بعصا كعصا موسى
عليه السلام تلقف هذا العدد من الاحزاب التي استنفذت اسماءها مفردات اللغة او بروافع اخرى
تستبعد الاحزاب الدينية والعشائرية من المشهد وهي الاكثر تمثيلا وديموقراطية.
